في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس سلوانس الراهب وقد ترهب هذا الطوباوي بدير القديس مقاريوس وسار في الفضيلة وأجهد نفسه بالصوم الطويل والسهر الكثير والأتساع والمحبة حتى سار أبا عظيما وقد أهله الله لرؤية المناظر الإلهية وكان يوصي تلاميذه دائما بأن لا يهملوا شغل اليد ,ان يتصدقوا بما يفضل عنهم وفي أحد الأيام رآه راهب كسلان منهمكا مع تلاميذه في عمل أيديهم فقال لهم لا تعملوا للطعام الفاني. فانه مكتوب: ان مريم اختارت لنفسها نصيبا صالحا لا ينزع منها ” فلما سمعه الشيخ قال لتلميذه ” أعط الأب كتابا وأدخله الكنيسة وأغلق عليه ليقرأ ولا تدع عنده شيئا يؤكل ” ففعل التلميذ ذلك. ولما أتت الساعة التاسعة أكل الشيخ وتلاميذه ولم يدعوا الراهب وفي أثناء ذلك كان الراهب شاخصا بعينيه نحو الباب منتظرا من يدعوه وإذ اشتد الجوع خرج من الكنيسة وقال للشيخ ” أما أكل الاخوة اليوم؟ ” فأجابه ” نعم ” فلماذا لم تدعني للآكل معهم؟ فأجابه ” أنت رجل لا حاجة بك إلى طعام جسدي ويكفيك النصيب الصالح. ولهذا نعمل بأيدينا ” فعلم الأخ أنه قد أخطأ فضرب مطانية metanoia مستغفرا فأجابه الشيخ قائلا ” يا ابني لا بد لمريم من أن تحتاج إلى مرثا لان بمرثا مدحت مريم ” فأنتفع الأخ من هذا التعليم وصار مداوما علي العمل بيديه متصدقا بما يفضل عنه.
وقد وضع هذا الأب أقوالا نافعة في الجهاد الروحي ولما أكمل جهاده بشيخوخة صالحة أعلمه الله تعالي بوقت نياحته فاستدعي الرهبان القريبين منه وتبارك منهم وسألهم أن يذكروه في صلاتهم ثم تنيح بسلام. صلاته تكون معنا.