بين السما والأرض.. فيما كان يفكر البابا فرنسيس عندما علق به المصعد نصف ساعة؟

في مشهد درامي من كلاسيكيات السينما المصرية تعطل المصعد بين السماء والأرض، كان لكل من في هذا الموقف حكايته التي شكلت سيرة كاملة من المواقف والحكايات والذكريات والأفعال المحمودة والأخطاء، لكنها جميعها اليوم وفي هذه اللحظة صارت محض أعمال سيُحاسب عليها الجميع في الآخرة بعد دقائق من الآن.

كانت الفنانة الشهيرة التي أدت دورها الفنانة هند رستم تراجع شريط حياتها كثيرا، لربما ظلمت أحدا و أخطأت في حقه، بينما كان الجميع ينظر إليها كشخص أقل من العادي عندما علموا انها ستشاركهم نفس المصير، الأسانسير لن يتحرك من مكانه جميعنا سيموت، لن يختلف الأمر بين فنانة شهيرة أو شخص غير متزن عقليا يؤدي دوره عبد المنعم إبراهيم.

حدوتة نجيب محفوظ التي أخرجها صلاح أبو سيف كانت تؤرخ لموقف بسيط من السهل أن نتعرض له جميعا، دارت فكرة فيلم بين السماء والأرض الذي أُنتج عام 1959 حول فكرة النقد الاجتماعي لحياة أشخاص من جميع الطبقات، حين يقترب كل منهم للنهاية ويبدأ في سرد قصص عن حياته ربما يكون غير راض عنها أو قلقا بشأنها.

التعاسة كانت هي السمة الغالبة على قصص أبطال الفيلم، لكن الاتعاظ وحب الحياة والتفكير في أشياء جميلة كان يجب أن تُصنع كان نتيجة متأخرة وصلت اليها عقليات الأبطال مع بدء الاقتراب من النهاية.

على ذكر ذلك الموقف، تعرض البابا فرنسيس بابا الفاتيكان اليوم لموقف مشابه، حيث وقع القلق في نفوس المجتمعين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، عندما اضطروا لانتظار البابا فرنسيس لنصف ساعة إضافية للظهور وإلقاء عظته من شرفة الشقة البابوية في القصر الرسولي.

البابا فرنسيس معروف عنه التزامه الدقيق بالمواعيد، لكن الكواليس حملت أنباءً غير سارة، أعلن عنها البابا بنفسه عندما أطل على المنتظرين من الشرفة بابتسامته المعهودة ليخبرهم أنه علق في المصعد لمدة 25 دقيقة.

قال البابا فرنسيس إن الكهرباء انقطعت فجأة ما أدى الى تعطل المصعد، لكن رجال الإطفاء تمكنوا من إنقاذه بعد ما يقرب من نصف ساعة انتظرها في المصعد.

البابا فرنسيس يبلغ من العمر 82 عاما، ويعيش بجزء مفقود من كليته إثر عملية أجراها في شبابه ، وكان الموقف في حد ذاته لرجل في عمره كفيلا بتهديد حياته، لكن السؤال المطروح على غرار فيلم بين السماء والأرض، في أي شيء كان يفكر البابا أثناء تعطل الأسانسير به ؟

المعروف عن البابا فرنسيس ابتسامته وحب ومداعبة من حوله دائما، وربما كان الباب معه رفيقا خلال تعطل المصعد به فحاول أن يطمئنهم بعظات دينية أو يضاحكهم حتى يزيل القلق والخوف من نفسه أو نفوسهم.

كما أن شخصية البابا دقيقة جدا في المواعيد وهو ما دفعه للتفكير مليا في تلك الحشود المجتمعة التي تنتظر عظته وتتلقى كلماته، فشغل تفكير البابا فرنسيس تلك الكلمة، وحاول ترديدها قبل الظهور عليهم.

لكن الأكيد أن اتجاه البابا من الاسانسير الى شرفته لإلقاء العظة مباشرة بتلك الابتسامة ينبئ بأن الرجل لم يصب بأي ذعر أو يحتاج وقتا إضافيا للتهدئة.