تواصلت ردود الفعل الإيجابية في مختلف الأوساط السعودية حول قرار الملك سلمان بتعيين نجله الأمير عبد العزير بن سلمان ، كأحد أبرز الوجوه في القطاع النفطي السعودي على مدى عقود، وسنستعرض في هذا التقرير ما قاله السعوديون عن قرار الملك سلمان بتعيين نجله الأمير عبد العزير بن سلمان وزيرا للطاقة، وأكد السعوديون أن الأوامر الملكية الأخيرة التي من بينها تعيين الأمير عبد العزير بن سلمان وزيرا للطاقة بزغت مع فجر أمس الأحد وخطوة نحو رؤية استراتيجية فى قطاعى النفط والصناعة مقرر تنفيذها حسب رؤية 2030.
الأمير عبد العزير بن سلمان
ولاقت الأوامر الملكية السعودية الجديدة التى قضت بتعيين الأمير عبد العزيز بن سلمان وزيرا للطاقة، وتعيين الأمير سلطان بن أحمد بن عبدالعزيز آل سعود سفيرا للمملكة العربية السعودية لدى مملكة البحرين بالمرتبة الممتازة، ترحيبا واسعا فى الداخل السعودى.
القرارات الملكية والاقتصاد السعودى
إزاء تلك القرارات الجديدة والمفاجئة، قال الدكتور محمد آل عسكر مستشار وزير النفط السعودي والخبير بمجال النفط والعلاقات الدولية، إن القرارات الأخيرة التي بموجبها تم إلغاء الدمج بين الطاقة والصناعة كانت بمثابة رئتين، أدخلتا نفسا نقيا للاقتصاد السعودي الذي عانى من هيمنة قطاع على آخر.
وأضاف “آل عسكر”، فى تصريحات خاصة لـ”صدى البلد”،أنه كان من الطبيعي أن تلتحق الثروة المعدنية بالصناعة ويبقى البترول ومشتقاته مع الكهرباء لتشكل منظومة الطاقة الناضبة والمتجددة التي يعول عليها مستقبلا.
وأكد “مستشار وزير النفط السعودي سابقا”، أن التكامل الذي أريد به إنعاش الاقتصاد السعودي ودعوة الاستثمارات الأجنبية وإيجاد روافد جديدة وتعزيز قدرات القطاع الخاص لم تأت بما كان مأمولا ومتوقع لتحريك عجلة التنمية المستدامة مع حلول 2020 , لذا كان من فرضيات التغيير الإيجابي ايجاد افكار متجددة وأشخاص ملهمة وبعيدة عن المحسوبيات والتأثير الفوقي الهرمي السياسي.
اسباب تعيين الأمير عبدالعزيز بن سلمان
وأشار “آل عسكر”، إلى أن اختيار الأمير عبدالعزيز بن سلمان لوزارة الطاقة قرار واعد وحكيم نظرا لانه من اقدم وأكفأ مسؤولي قطاع البترول، ولم يعد لسلفه ما يقدمه للقفز على حالة المراوحة في هذا المجال.
ولفت إلى اختيار التوقيت ومدى أهميته لأن توزيع المهام في تنوع مصادر الاقتصاد المتعددة والوصول إلى الرؤية التي لم يتبق عليها الا عقد كامل تحتاج معه الدولة إلى النهوض والوثب لتحقيق تلك الغاية باقتدار .
ونوه بأن البترول لن يفقد حيويته وسيظل رافدا وداعما لخطط التصنيع المزمع التركيز عليها وخروج الثروة المعدنية من هيمنة هذا القطاع الذي كان متسيدا في الحقب الماضية.
يعد وزير الطاقة السعودي الجديد، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أحد أبرز الوجوه في القطاع النفطي السعودي على مدى عقود.
خبرات الأمير عبد العزيز بن سلمان
وعن الأمير عبد العزيز بن سلمان، فإنه انضم إلى وزارة البترول والثروة المعدنية في أواخر الثمانينات، وتدرج في المناصب مستشارا ثم وكيلا ثم مساعدا لوزير البترول ثم نائبا للوزير، قبل أن يتولى وزارة الدولة لشؤون الطاقة في العام 2017، وبمعاصرته 3 وزراء تعاقبوا على الوزارة، اكتسب عبدالعزيز بن سلمان خبرة عميقة في استراتيجيات أسواق الطاقة، لاسيما من خلال مشاركته في اجتماعات أوبك، وفي رسم سياساتها.
وترأس الوزير الجديد الفريق المشكل من وزارة البترول والثروة المعدنية وأرامكو لإعداد الاستراتيجية البترولية للمملكة، إضافة إلى الفريق المكلف بتحديث الاستراتيجية، كما كان له دور في إنجاز أول استراتيجية أقرتها منظمة أوبك في مؤتمر أوبك الوزاري في عام 2005.
كما ترأس اللجنة التنفيذية لحوكمة تعديل أسعار منتجات الطاقة والمياه، والتي تتولى دراسة الآثار المترتبة على التعديل والآليات اللازمة للتعويض، وذلك للحد من تأثير الأسعار المقترحة على المستوى المعيشي وعلى تنافسية الاقتصاد.
تعيين عبد العزيز بن سلمان خلفا للفالح
وفى سياق متصل، قال المهندس عماد الرمال الخبير النفطي والاقتصادي السعودي، إن القرارات الملكية الجديدة بإعفاء الفالح من منصبه وتعيين عبد العزيز بن سلمان خلفًا له لا يعنى تغير فى سياسة المملكة تجاه ملف الطاقة.
وأوضح ” الرمال”، فى تصريحات لـ “صدى البلد”، أن السياسات والاستراتيجيات للنفط السعودي تضعه لجنة عليا تحت مسمى لجنة المواد الهيدروكربونية يرأسها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مشيرًا إلى أن اختيار صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان حقيبة الطاقة يعد إشارة واضحة على حجم التحديات القادمة والتي تستدعي وجود شخصية بحجم الأمير عبدالعزيز بن سلمان على رأس الوزارة .
ولفت “خبير النفط السعودى”، أن بن سلمان معروف لدى أوساط الطاقة المحلية والعالمية، بالإضافة إلى الخبرة المهنية والعلمية التي يتمتع بها فهو أحد الخريجين من مدرسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فضلا عن أنه كا يناط إليه الملفات الصعبة كملف محاكم الإغراق وسابك في بعض الدول المستهلكة ، وملف مشاركة المملكة في منظمة التجارة العالمية ، وملف وضع استراتيجيات النفط في المملكة وفي منظومة اوبك وغيرها كثيرا من الملفات.
تحديات أمام الأمير عبد العزيز بن سلمان
وأشار “الرمال”، إلى أن من أهم التحديات التي سوف يتولاها الأمير عبد العزيز بن سلمان هى المشاركة بوضع استراتيجية للنفط السعودي مع التغيرات السريعة لأساسيات السوق النفطي.
وأضاف: كما يأتي ملف تحويل شركة أرامكو الي شركة مساهمة وطرح جزء من اسهمها في السوق كتحد اخر يواجه الوزارة في المستقبل القريب، ايضا ملف خصخصة شركة الكهرباء كما ورد في رؤية المملكة كتحد كبير نظرا الي حجم الشركة والتجارب الصعبة التي مرت بها الدول الاخرى التي حاولت خصخصة هذا القطاع.
إضافة إلى مواجهة التحديات الجديده التي تعاني منها الصناعات التحويليه مع تزايد انتاج الغاز الصخري وانخفاض اسعاره واشتداد المنافسة العالمية في هذا القطاع.
خطوة تعيين الأمير عبد العزيز بن سلمان تعزز قطاعين محوريين
ومن جهته، قال سلطان الحميد عضو جمعية إعلاميون السعودية، إن القرارات الملكية الجديدة بفصل وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية إلى وزارتين وزارة تتولى شئون الطاقة ووزارة أخرى تتولى شئون الصناعة والثروة المعدنية هي خطوة جاءت لتعزيز القطاعين فى ضوء رؤية المملكة 2030 .
وأوضح “الحميد”، فى تصريحات لـ”صدى البلد”، أن وزير الطاقة الجديد الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز يتمتع بخبرة (تزيد) عن ثلاثين عاما في وزارة الطاقة وتقلد عدة مناصب بالوزارة، موضحًا أن الفترة المقبلة تحتاج شخص على قدر الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبدالعزيز لمواجهة التحديات الجديده ، التي يعاني منها قطاع الطاقة مع تزايد انتاج الغاز الصخري وانخفاض اسعاره واشتداد المنافسة العالمية .
ولفت “الحميد”، الى أن وزير الصناعة والثروة المعدنية المهندس بندر الخريف ونائبه المهندس أسامة الزامل هم من القطاع الصناعي الخاص حيث انهما كانا يشغلان رئاسة شركات عائلية متخصصة بالمجال الصناعي وعضوين في مجلس ادارة الغرفة التجارية والصناعية في الرياض وايضًا عضوين باللجنة الوطنية للصناعة وهذا دليل على اهتمام الدولة بالمجال الصناعي وأهمية مشاركة القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية .
الأمير عبد العزيز بن سلمان يؤدى القسم
وأدى الأمير عبد العزيز بن سلمان أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في قصر السلام بجدة مساء أمس الأحد، عقب صدور الأمر الملكي الكريم بتعيينه وزيرًا للطاقة.
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان: «بسم الله الرحمن الرحيم… أُقسم بالله العظيم أن أكون مخلصًا لديني، ثم لمليكي وبلادي، وألا أبوحَ بسر من أسرار الدولة، وأن أحافظ على مصالحها وأنظمتها، وأن أُؤدّي أعمالي بالصدق والأمانة والإخلاص».
ثم تشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، واستمع إلى توجيهاته.
وحضر أداء القسم الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي. كما حضره الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني، ورئيس الديوان الملكي فهد العيسى.
أول تصريح لـ عبدالعزيز بن سلمان بعد تعيينه وزيرا للطاقة
وقال وزير الطاقة السعودي الجديد، عبدالعزيز بن سلمان فى أول تصريح بعد أداء القسم ، إن المملكة ملتزمة بالعمل مع منتجي النفط الآخرين، داخل منظمة ”أوبك“ وخارجها، من أجل استقرار وتوازن الأسواق العالمية.
وأكد عبدالعزيز بن سلمان ”أهمية قطاع الطاقة ضمن رؤية المملكة 2030، ودعم اقتصاد المملكة في شتى المجالات“، حسب صحيفة ”الرياض“ السعودية.