يتعلق المصريون بالروحانيات والأشخاص الذين يشعرون تجاههم أن لهم علاقة وطيدة مع الله ، نسيج ذلك الشعب طيب القلب يرى الإنسان بقلبه،حظيت قديسة أجنبية بشعبية كبيرة على الأراضي المصرية و أصبح لها مريدين من المسلمين قبل الأقباط الكل يحبها الكل يطلب شفاعتها الكل يضع ثقته في الله و أمله أن تتشفع له لتحقيق طلبه.
إذا كنت من الأشخاص التي تفضل ركوب مترو الانفاق ستجد محطة بإسم القديسة تريزا في إتجاه شبرا الخيمة، أما إذا صعدت لأعلى في الشارع ستجد أن كنيسة سانت تريز هي أشهر مبنى في الشارع منذ زمن بعيد و جاورها المصريون للتبرك بها .
القديسة تريزا أو ” ﻣﺎﺭﻱ ﻓﺮﺍﻧﺴﻮﺍﺯ ﺗﺮﻳﺰ ﻣﺎﺭﺗﺎﻥ” ، ولدت في ﻓﻲ ﺃﻟﻮﻧﺴﻮﻥ بفرنسا ، و كان لها 4 أشقاء ، ولدت في 2 أكتوبر عام 1873، لأب كان يعمل في مجال المجوهرات ، و أم كانت تهوى التطريز و هي الإبنه المدللة لوالديها لأنها لم تحصل على قدر كاف من الرعاية وقت ولادتها لأن والدتها أصيبت بسرطان الثدي عقب الولادة ؛فنصح الاطباء الأم ألا تشرب الصغيرة من لبن ثدييها لأنها ستصاب بالتسمم ، فقررت الأام إرسالها إلى أحد البيوت في الريف آنذاك لترضعها إحداهن حتى وصلت لعمر 15 أشهر و من ثم عادت إلى منزلها .
لم تستمتع فرانسوا بوالدتها فقد عندما وصلت لسن الرابعة من عمرها تقريبا توفت والدتها بسبب مرض سرطان الثدي التي لم يستطع الأطباء علاجها منه و تركت الطفلة الصغيرة في رعاية والدها و أخواتها الكبار و لكن تأثرت الصغيرة بموت والدتها و أصيبت بجرح عميق في قلبها و مشاعرها وة أصبحت شديدة الحساسية فكانت تبكي لأقل الاسباب حتى قرر الأب الإنتقال إلأى بلدة مجاورة يقطن بها أهل زوجته المتوفية ليكون بالقرب منهم .
عندما بلغت فرانسوا الثامنة إلتحقت بإحدى مدارس الراهبات في فرنسا و لكن وصفتها بأنها كانت الأيام الأسوء على الإطلاق في حياتها ، لأنها حرمت من أختها الكبيرة بولين و التي كانت بمثابة الأم البديلة لها فقد عانت مرارة الفقدان و الإشتياق و أثر ذلك على صحتها النفسية و البدنية فكانت الأايام ثقيلة لا تحتمل كما عبرت .
مرت الأيام و دخلت الطفلة الدير بطريقة غريبة أثارت دهشة الجميع ، حيث كان لدخول الدير قواعد و قوانين و من أهمها بلوغ سن معين و لم تكن بلغت ذلك السن بعد إلا أنها أصرت أن تدخل الدير و وافق البابا حينها على دخولها الجدير بالرغم من صغر سنها بشرط الطاعة التامة في عام 1895.
كانت تقول أن ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟها ﻫﻲ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻘﻠﺐ ، ﻧﻈﺮﺓ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ، ﺻﺮﺧﺔ ﻋﺮﻓﺎﻥ ﻭﺣﺐ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺡ، ﻫﻲ ﺑﻜﻠﻤﺔ، ﺷﻲﺀ ﻧﺒﻴﻞ ﻭ ﺧﺎﺭﻕ ﻳﻮﺳّﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻭ ﻳﻮﺣّﺪﻫﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻠه فقد كانت تحب حياتها الروحية لأقصى الحدود ، فقد كانت ترى أن الحديث مع الله لا يحتاج إلى كتب الصلاة فقط عليك أن تتجه إليه بقلبك و تحدث معه بتلقائية الأطفال .
توفيت تريز في 30 سبتمبر عام1897 ، بعد أن أصيبت بالسعال الشديد و لم تستطع التحمل و كان السبب في وفاتها و أصبح 30 سبتمبر هو عيد للإحتفال بتلك القديسة التي تشفع بها الكثيرين و لم تردهم فارغي اليدين ، وضع حج-ر الاساس لكنيستها في مصر عام 1931، و أصبحت من اهم المزارات السياحية في منطقة شبرا ، لالدرجة أن المواطنين أطلقوا على المنطقة المحيطة بالكنيسة كلها سانت تريز للتبرك بسيرتها .