ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ:
ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﺎ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺴﻠﺐ ﻭﺍﻟﻨﻬﺐ. ﻓﺘﻌﺮﺽ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻟﻠﺴﻠﺐ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻌﻤﻠﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﻫﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ، ﻓﺄﺧﺬﻭﻫﺎ ﺭﻏﻤًﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﻘﺪّﻣﻮﻫﺎ ﻫﺪﻳّﺔ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ.
ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﺘﺸﺎﻭﺭﻭﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻫﻞ ﻳﻘﺪﻣﻮﻫﺎ ﻫﺪﻳّﺔ ﺃﻡ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﻗﺮﻋﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻟﻜﻲ ﺗﺼﻴﺮ ﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ. ﻓﺮﻓﻌﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﺒﺔ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻜﻲ ﻳﺨﻠﺼﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺷﺮﺍﺭ.
ﺍﻟﺨﺪﻋﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ:
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻜّﺮﺕ ﺍﻟﺮﺍﻫﺒﺔ ﻓﺒﺮﻭﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻄﻠﺒﺖ ﺭﺋﻴﺴﻬﻢ. ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺳﺄﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺳﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﺷﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻛﻨﻲ.ﺃﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻮﻋﺪﻫﺎ ﺑﺬﻟﻚ.
ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺃﺟﺪﺍﺩﻧﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺣﻜﻤﺎﺀ، ﻭﻗﺪ ﺍﻛﺘﺸﻔﻮﺍ ﺳﺮًّﺍ ﺳﻠّﻤﻮﻩ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ، ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﺯﻳﺖ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳُﺘﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭﻳﺪﻫﻦ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﻗﺎﺏ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻴﻒ. ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻓﻲ ﺣﺮﻭﺏ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻪ ﻓﻬﻞ ﺗﺮﻳﺪﻩ؟
ﻓﻘﺎﻝ: ﻧﻌﻢ.
ﻓﺄﺣﻀﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﻫﺒﺔ ﺍﻟﺘﻘﻴّﺔ ﻗﻠﻴﻠًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺖ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﺳﺄﺭﻳﻚ ﻛﻢ ﻫﻲ ﻗﻮﺗﻪ. ﻭﺩﻫﻨﺖ ﺭﻗﺒﺘﻬﺎ ﻭﺃﻣﺮﺕ ﺃﻛﺒﺮ ﺳﻴّﺎﻑ ﺑﻀﺮﺑﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﺗُﺜﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﺯﻋﻤﺖ ﺑﻪ.
ﻓﻀﺮﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﻑ ﻓﺎﻧﻔﺼﻠﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻋﻦ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻭﺗﺪﺣﺮﺟﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ.. ﻓﺬﻫﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻟﻤﺤﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﺧﺪﻋﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﻬﺮﺏ ﻣﻨﻬﻢ. ﻭﻧﺪﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﺪﺭ ﻣﻨﻬﻢ، ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻭﻣﺎ ﻧﻬﺒﻮﻩ ﻣﻨﻪ ﻣﺘﺄﺛﺮﻳﻦ ﻟﻤﺎ ﺣﺪﺙ.
ﺑﺮﻛﺔ ﺻﻼﺗﻬﺎ ﺗكون معكم ﺍﻣﻴﻦ