بعد أن نجا من حادث اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، عام 1981، حيث كان يجلس على يمينه فيما عرف بـ«أحداث المنصة»، استطاع الرئيس المصري الراحل، حسني مبارك، على مدى 3 عقود قضاها في الحكم، النجاة من نحو 6 محاولات اغتيال، أبرزها استهداف موكبه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 1995، وعصفت تداعياتها بعلاقات مصر بالقارة الأفريقية.
في عام 1993 خططت «الجماعة الإسلامية» لاغتيال مبارك بزرع متفجرات في طريق الساحل الغربي أثناء توجهه لزيارة ليبيا براً، لكن الأجهزة الأمنية كشفت المخطط، وتمكنت من القبض على المتهمين، قبل أن تصدر محكمة عسكرية عام 1994 حكما بالإعدام 3 منهم، والسجن مدى الحياة لـ3 آخرين.
«كوبري الفردوس»، محاولة فاشلة أخرى، جرت أواخر عام 1994، عندما سعى نحو 30 من أعضاء جماعة «الجهاد»، شق نفق بالقرب من طريق صلاح سالم (شرق القاهرة)، لتفخيخه وتفجيره عند مرور موكب مبارك، إلا أن قوات الأمن نجحت في القبض عليهم.
الأبرز كانت في السادس والعشرين من يونيو (حزيران) 1995، بعد وصول مبارك إلى أديس أبابا للمشاركة في القمة الأفريقية. وبعد مراسم استقباله في المطار، استقل الوفد المصري السيارات لمقر المؤتمر، وفي الطريق فتحت مجموعة مسلحة النيران على سيارة مبارك المصفحة، فيما رد الحرس الشخصي على المهاجمين، وقتلوا اثنين وأصابوا ثالثاً. وعلى إثرها قرر مبارك العودة للقاهرة مباشرة.
وشكّلت محاولة اغتيال مبارك، عام 1995، نقطة فارقة في تاريخ العلاقات المصرية – الأفريقية. ووفق دبلوماسيين فإن «الحادث تسبب في إحجام مبارك، ومن حوله، عن حضور أي فعاليات بالقارة، فتراجع معه الاهتمام المصري بأفريقيا بشكل عام، وكان له بالغ الأثر في خلافاتها مع دول حوض النيل، وعلى رأسها إثيوبيا». وعقب عودته للقاهرة قال مبارك «أعتقد أن الله دائما يحميني»، ملمحا لتورط نظام الرئيس السوداني عمر البشير في المحاولة.
وبعد 4 سنوات تعرض مبارك لمحاولة جديدة في بورسعيد (شمال شرقي القاهرة)، عندما باغت مواطن موكبه، أثناء تلويحه للمواطنين من نافذة سيارته، متعلقا بسيارة مبارك، فما كان من الحرس الجمهوري إلا أن قتله. آنذاك ذكرت وسائل إعلامية أنه حاول طعنه، بينما أشارت رواية أخرى إلى أن الرجل كان «مختلا عقليا».
ووفق وثائق سرية، نشرتها (بي بي سي) عام 2017، أبلغت السفارة المصرية في لندن السلطات البريطانية بـ«معلومات تفصيلية بشأن تهديد» قد يتعرض له مبارك خلال زيارته إلى لندن عام 1983، بواسطة جماعة «أبو نضال الإرهابية»، وقد جرى تشديد الإجراءات الأمنية.
كما ذكرت مواقع أميركية أنه وخلال عام 1995، نجا الرئيس المصري الأسبق من محاولة اغتيال بعد فشل خطة زعيم تنظيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن في تفجير طائرة مبارك بالجو.