الدراما صنعت ملامح شخصيته، منذ مرحلة الشباب وحتى غيابه عن عالمنا في، أنه زكي باشا رستم المولود في قصر جده محمود باشا بحي الحلمية الجديدة وسط القاهرة القديمة، في 5 مارس 1903.
في عمر الـ 17 عامًا حصل ابن البشوات على شهادة البكالوريا عام 1920، وذلك بعدما فقد أبيه الذي كان عضوًا بالحزب الوطني وصديقا شخصيا للزعيمين مصطفي كامل ومحمد فريد، وعندما تحملت والدته مسئوليه الأسرة، استطاع الشاب زكي الحصول على بطولة الجمهورية في رفع الأثقال عام 1923، كما استطاع أن يتمرد على والدته ويرفض الالتحاق بكلية الحقوق، واتجه للتمثيل، وكان ذلك أول حادثة تراجيدية تصنع بداياته الفنية، عندما وضعت والدته أمامه اختيار واحد فقط حتى يستمر معهم في البيت وهو ترك التمثيل، ومع ذلك اختار أن يكون بعيدًا عن أسرته مندمجا داخل فرقه جورج أبيض، وساعده على ذلك صديق والده مصطفى بيك نجيب والد الفنان سليمان نجيب، عندما عرفه على الفنان عبدالوارث عسر، واستقر بعمارة يعقوبيان منذ ذلك الوقت وحتى وفاته.
ومن فرقه جورج أبيض انتقل إلى فرق رمسيس وفاطمة رشدي وعزيز عيد، وذلك من عام 1925، وبعد 5 سنوات كان ظهوره الأول في السينما بالفيلم الصامت “زينب”، وخلال تلك الفترة شارك في 45 مسرحية، من بينها مسرحيات “كرسي الاعتراف، مجنون ليلى، الوطن، مصرع كليوباترا، تحت سماء إسبانيا، الشيطانة، اليتيمة”، ثم شارك في أول فيلم مصري ناطق “الوردة البيضاء” عام 1932، لتكون انطلاقته الفنية ومع أنه برع في دور الباشا إلا أنه كان يبحث دائما عن الأدوار المركبة فظهر في دور الفتوة والمعلم والنصاب والموظف والمحامي، صنع موهبته التي رشحته ليكون بطلا هوليوديا بالفعل، ولكنه رفض عرض شركة كولومبيا عندما وجد أن الفيلم المعروض عليه يقدم الشخصية العربية بشكل سيئ.
وفِي السينما بلغت أفلامه حوالي 240 فيلماً، الموجود منها حاليًا يبلغ 55 فيلماً، وداخل مرحلة تألقه تعرض باشا السينما للمرحلة الثانية من التراجيديا، عندما تم رفضه من قبل أسرة حبيبته، لأنه يعمل بالتشخيص، ومع استسلامه لقرارهم وجد حبيبته جثة هامدة بعدما انتحرت بسبب رفض عائلتها له، وكان ذلك هو السبب الرئيسي وراء عدم زواجه طيلة حياته، مع ميله إلى العزلة الشديدة وقلة أصدقائه فلم يكن له أصدقاء تقريبًا من الوسط الفني أو خارجه وكانت علاقته بزملائه تنتهي بانتهاء التصوير.
واستمرارا لحياته التراجيدية ومع تقدمه في العمر بدأ سمعه يضعف شيئًا فشيئًا مع بداية فترة الستينيات، حتى فقد سمعه تمامًا الأمر الذي أجبره ذلك على ترك عمله ونشاطه الأثير وعاش في شقته بوسط القاهرة مع كلبه وخادمه حتى نهاية حياته. توفي بأزمة قلبية في 15 مارس عام 1972 عن عمر يناهز التاسعة والستين.