فاطمة من “الكُتاب للاغتصاب”.. ذئب بشرى يقتل ابنة خالته ويدفنها فى “المنزل المهجور”

في مدرسة بني غنيم الابتدائية القديمة، ظهرت علامات نبوغ الطفلة فاطمة، وتفوقها الدراسي مبكرا، وساعدتها نشأتها في أسرة متدينة، على حفظ نحو 25 جزءا من القرآن الكريم في كتاب القرية.

حددت الطفلة، صاحبة العشر سنوات، هدفها، بإكمال حفظ القرآن كاملا، ومواصلة مسيرة التفوق الدراسي وتكليلها بالتخرج في إحدى كليات القمة، لتتشرف بها أسرتها مستبقلا، لكن دنائة ابن الخالة، لم تمهلها الفرصة لتحقيق أحلامها، وبدلا من أن يكون أخًا وسندًا لها، حاول التعدي عليها وقتلها.

عقب انتهاء درس القرآن الكريم في “كُتاب بقرية قمن العروس”، التابعة لمركز الواسطي ب بني سويف “، عادت “فاطمة” إلى منزلها، ولم تكن تعلم أنه ينتظرها مصير مرير على يد ابن خالتها، الذي تحول إلى ذئب كل ما يهمه إرضاء غرائزة الشهوانية، ورغباته الدنيئة، وفوجئت به يعتدي على جسدها الصغير.

حاولت الطفلة البريئة مقاومة الذئب، والخلاص من قبضته، لكنه قرر أن يمضي في جريمته إلى النهاية، فما كان منه إلا أن خنقها، خشية افتضاح أمره، ولم يتركها إلا مفارقة للحياة، وتابع جريمته، فوضع جثة الطفلة داخل “جوال”، وأخفاه في منزل مهجور بجوار منزل أسرتها.

لم تكن الأم تعرف ما حدث لابنتها، فوقتها كانت تساعد إحدى شقيقاتها في “خبز بعض الأرغفة”، وما أن انتهت، وعادت إلى منزلها، راحت تنادي على فاطمة، لكنها لم يصل ردها أبدا، بحثت في كل مكان في المنزل ولم تجدها.

نالت الحيرة من الأم، فهي لا تعلم أين ذهبت الصغيرة، وشاركها الأب حيرتها، فهما لم يعتادا على تغيبها عن المنزل، ومع مرور الوقت تحولت الحيرة إلى قلق عارم، دفع الأسرة إلى البحث عن الصغيرة في أرجاء القرية.

انضم أهل القرية إلى الأب والأم لمساعدتهما في بحثهما، الشباب والشيوخ والسيدات، الكل يبحث عن فاطمة أملا في إيجادها، وتعالت أصوات مكبرات الصوت في المساجد، تصدح باسمها، علها تسمع فتجيب، أو أن أحدا قد رآها فيدلهم على مكانها.

بدأت التخمينات تتواتر من الألسنة، فهذا يُلمح إلى اختطافها، وهذه تشير إلى عصابات سرقة الأقراط الذهبية من أذن الصغيرات، كل هذا والمجرم يراقب الموقف، غير عابئ بالآلام التي تعتصر الأسرة، حزنًا على فقدان زهرة البيت، لكن لم يدر بخلد أحدا أن تلك الميكروفونات، ستصدح باسمها مرة أخرى ولكن هذه المرة إعلاناً عن وفاتها.

لم يخطر على بالهم البحث عنها في المنزل المهجور، لكن أحدا أشار عليهم بذلك، توجه الجميع صوبه، راحوا يبعثرون الأشياء بحثًا عنها، أجولة متناثرة هنا وهناك، وبتحريك أحدها من مكانه، فُجع الكل، بعدما رأوا فاطمة جثة هامدة.

تعالت الصرخات، من هول الفاجعة، لكن الأسرة لم تصدق ما جرى للصغيرة، هرعوا بها نحو مستشفى الواسطى المركزى علهم يسعفونها، لكن الواقع المر أن روحها الطاهرة صعدت إلى بارئها، واستدعى الطب الشرعي لمناظرة جثها، فأثبتت المعاينة أن الضحية تعرضت لاعتداء، وقتلت خنقا.

وكثف رجال المباحث جهودهم لكشف غموض الواقعة، وتوصلت تحريات الرائد محمود فؤاد رئيس مباحث الواسطى إلى أن وراء الواقعة ابن خالة المجني عليها، وألقي القبض عليه، واعترف بارتكاب الجريمة.