أهنئكم أيها الأحباء بعيد الغطاس المجيد أحد الأعياد السيدية التي نحتفل به حسب تقليد كنيستنا دائمًا ليلًا كما نحتفل بعيد الميلاد وعيد القيامة، في البداية باسم كل الآباء الأساقفة الحاضرين معنا والآباء الكهنة والشمامسة أوجه التهنئة إلى جميع كنائسنا في مصر وخارج مصر ، نرسل التهنئة بمناسبة هذا العيد ونحن نصلي ونفرح فيه بتذكار عماد السيد المسيح ومعموديتنا نحن، فهذا العيد يخصنا نحن أيضًا لأننا كلنا نلنا سر المعمودية في بكورة أيام حياتنا الأولى وصار هذا يوم يومًا مفرحًا لكل واحد منا.
في البداية أوجه المحبة لكل كنيسة وكل شعب في مصر وخارج مصر ونحن في أيام انتشر هذا الوباء وتأثيرها علينا في كل مكان ليس في الكنيسة فقط ولكن على كل الأنشطة وتحاول البلاد التقليل من التجمعات لتقليل العدوى وتفرض شروط صحة وإجراءات كثيرة ورغم ذلك رحل عن عالمنا عدد من الآباء الكهنة ومن أخواتنا الشمامسة ومن الأراخنة والشعب نعزي كل أسرة رحل منها إنسان في هذا الوباء عالمين أن عين الله علينا وهى التي تدبر كل حياتنا، ونصلي من أجل أخواتنا المصابين في كل مكان لكي ما يتتم شفاهم الله ويعطيهم الصحة ويرفع عنهم هذا الألم ونصلي أيضًا من أجل أحبائنا الأطباء وأطقم التمريض التي تعمل جاهدة على حفظ حياة المواطنين في مصر وخارج مصر ونصلي أن يعطيهم الله النعمة وأن يحفظ حياتهم من كل شر ونجتاز جميعًا هذه الجائحة ونخرج منها بنعمة الله سالمين.
هذا يوم فرح أيها الأحباء هو يوم عيد الغطاس، وكل مرة يعمد طفل يكون الشعب فرحان ويكون تذكار فرح للأسرة وللكنيسة، في عيد الميلاد حدثتكم على بعض مشاهد الفرح في حادث الميلاد لأن الله يريد أن يعطينا فرحًا أعطانا الكنيسة والأنجيل والتسابيح لكي ما نمتلئ بالفرح.
أردت في هذا العيد أن أضع القديس يوحنا المعمدان صاحب هذا العيد وأستخلص من حياته مشاهد للفرح.
١- المشهد الأول للفرح في حياة القديس يوحنا الصابغ والشهيد: “مشهد اللقاء مع المخلص”
وهو جنين سجد بإبتهاج في بطن أمه أليصابات، عندما قامت مريم العذراء الشابة الصغيرة بزيارة أليصابات السيدة الكبيرة قالت لها ” فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي ” ولأول مرة نسمع عن جنين يسجد بفرح وكأنه يرقص، وكان في حالة فرح وهو جنين وصار بعد ذلك أعظم مواليد النساء استخدمه الله كثيرًا، وهذا يذكرنا باللقاء مع المخلص وعندما تلتقي بالمخلص تسجد فرحًا وتقابله في صلوات وفي تسابيح وفي الاسرار وفي سير القديسين كل هذا يجلب إليك الفرح، يوحنا المعمدان الطفل عندما استمعت والدته لصوت أمنا العذراء صنع هذا الجنين هذا الفرح، هذا أول مشهد نسميه “مشهد اللقاء مع المخلص” ولذلك أيها الحبيب أسعى دائمًا أن يكون لك لقاء مع المخلص، أجعل لك دائمًا فرص كثيرة لتتقابل مع المخلص، الله أعطى هذه الجائحة للعالم كله لكي ما يعطي للإنسان فرصة ليتقابل مع خالقه ويقف أمامه ويشعر بحضوره ويتكلم معه ويشكي ألمه ويطلب منه قوة، كلنا محتاجين هذا.
٢- المشهد الثاني: ” فرح الحياة النسكية”
القديس يوحنا المعمدان من أسرة كهنوتية وكان يجب أن يصير كاهنًا ولكنه أختار وبفرح أن يكون ناسكًا في البراري، والمشهد الثاني هو ” فرح الحياة النسكية” الحياة البسيطة التي نال من خلالها الفرح وهو أحد نماذج النساك الأولى، وكان له هيبة كبيرة في المجتمع وكان يصنع كل هذا بفرح حتى بالحياة البسيطة، كل ما يعيش الإنسان في نسكيات يقل ارتباطه بالأرض ويرتفع في الروح نحو السماء، وكان يعيش في البراري وتخلى عن الكهنوت وكان يتجول من مكان لمكان وعندما وصل لسن الثلاثين سن بداية الخدمة بدأ ينادي، لكن حياته الناسكة كانت حياة مفرحة لذلك استمر فيها وهذا ما يعطي إنطلاق الروح من خلال الحياة الناسكة ولا يتعلق الإنسان من داخله بالأرض هكذا كان يوحنا المعمدان.
٣- المشهد الثالث: “مشهد المنادي بالتوبة”
أنه خرج من نسكياته لينادي بالتوبة لكل أحد، والتوبة هى فرح، الخطية ألم وحزن، التوبة عكس كل هذا، بدأ ينادي بفرح التوبة، وسالوه من أنت؟ فقال” أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ ” وهى كلمات حاسمة ويأتي قبل تجسد الكلمة، كان ينادي بالتوبة للناس ووضعها في شكل بسيط في شكل الإغتسال في الماء وهو مفهوم أولي للتوبة، كان يعمد ويكرز وظل بجوار نهر الأردن ينادي ويكرز “أنه قد لأقترب مجئ يسوع المسيح” وكانت التوبة هى عمله وكان يستخدم كلمات قوية ليوقظ الناس، ونقرأ في الكتاب المقدس أن جموع كثيرة خرجت ونالت العماد على يده ونالت التوبة بشكل أولي، من ينادي بالتوبة يفرح ويعيش بالتوبة ويسلك بها بفرح، لأن مفهوم التوبة أن تتخلص من الهموم والألم، وكثيرين اختبروا احساس الفرح بعد جلسة الأعتراف، هذ أفعال التوبة تصنع فرح للإنسان، فالكنيسة عندما تقول توبوا تقصد بها أفرحوا هذه دعوة فرح، التوبة دعوة سماوية من أجل الحياة المفرحة، وتعيش أيها الإنسان فرحان في حياتك ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم” ما أجمل أيقونة المسيح المرسومة في دمعة إنسان تائب”.
٤- المشهد الرابع: “التواضع الأصيل”
إقرأ أيضاً ...
مشهد التواضع … رغم شهرته قال ” يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي ” يعرف حدوده وقال ” يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ ” يضع أمامنا مبدأ من مبادي الحياة الناجحة مبدأ التواضع، نحن نحب يوحنا المعمدان ونحتفل بمناسباته كلها ونسمي كنائسنا على اسمه، لم يكن عنده كبرياء بسبب تجمع الجموع حوله، قال “الَّذِي لَسْتُ أَهْلًا أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ “، التواضع كان شخصية يوحنا وهى شخصية الإنسان الواثق الفرحان، ولو كل إنسان عرف حدوده كانت الحياة مختلفة، أما يوحنا كان فرحًا بهذا التواضع الأصيل.
٥- المشهد الخامس:
فرح “تتميم الرسالة” كل واحد منا له رسالة، وعندما سوئل قال” هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ ” انني انادي بذلك، مثل ما قال السيد المسيح على الصليب “قد أكمل”، السيد المسيح يحب الحياة الممتلئى ويجب أن تكمل مسئوليتك للنهاية، وتمم يوحنا الرسالة، ويأتي الصوت ” هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ ” ومرت حياة يوحنا المعمدان عبر مراحلها وكان بها فرح إلى أن سمع هذه الكلمات الجميلة على شخص السيد المسيح فكم كانت سعادة يوحنا؟ وهو يرى حلول الروح القدس والظهور الإلهي، وبدأ السيد المسيح خدمته بعد استشهاد يوحنا وقال كلمته القوية “لا يحل لك أن تأخذ امرأة اخيك” وكلفته رأسه لكن هو قديس يعيش حتى اليوم ونطلب شفاعته وصلواته.
هذه خمس مشاهد للفرح نستقيها من حياة القديس يوحنا المعمدان…
١. القاء مع المخلص يعطي فرحًا
٢. الحياة الناسكة البسيطة تعطي فرحًا
٣. التوبة تعطي فرحًا
٤. التواضع الأصيل يعطي فرحًا
٥. تتميم الخدمة والرسالة يعطي فرحًا
هذه مشاهد الفرح التي نراها في القديس يوحنا المعمدان ولذلك كلنا نفرح يوم المعمودية وناخذ كل هذا الفرح عندما ننال سر المعمودية، وأول تناول للطفل بعد المعمودية وهو مشروع إنشاء قديس للسماء لذلك يكون يوم فرح ويكون أقوى من فرح يوم الولادة، ويوم المعمودية يسمع لأول مرة في نهاية القداس ” يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا ” وكأنه يضع قدمه على أول طريق الحياة الأبدية، في يوم المعمودية تفتح الطريق أمامه، فعل المعمودية من خلال صليب المسيح… مدفونين معه في المعمودية وغفران للخطايا اليومية ثم الحياة الأبدية وهذه هى المنظومة الجميلة في حياة الإنسان المرتبط بالكنيسة والذي يعيش في الوسائط الروحية والأسرار الكنسية وحياته تتهلل من مرحلة إلى مرحلة، و يعطينا إلهنا الصالح أن تكون حياتنا سبب فرح لكل أحد وأن تكون حياتنا مفرحه كما كانت حياة القديس يوحنا المعمدان، وبرغم اجواء الوباء لا ينبغي أن يسرق أحد فرحنا منا، ولنا رجاء ويقين أن الوباء ينتهي ونعود إلى حياتنا الطبيعية ويعود العالم إلى نشاطه وعمله وصحته.
أوجه التهنئة إلى كل كنائسنا في امريكا وكندا واميركا اللاتينة واوربا وأفريقيا والكرسي الأورشليمي في القدس وفي منطقة الخليج وأيضًا إلى أحبائنا في استراليا وللكنائس الموجودة في بعض البلاد الأفريقيا والاسيويا وإلى الأباء الكهنة والشمامسة الموجودين في هذه البلاد أهنئهم بعيد الغطاس، وعيد الغطاس يمتد ثلاث أيام ليذكرنا بثلاث غطسات وثلاث أيام التي قداهم السيد المسيح في القبر ونحتفل بإحتفالات أخري يوم ١٢ نحتفل بالملاك ميخائيل والأمير تادرس ويوم ١٣ نحتفل بعرس قانا الجليل وأيضًا عيد استشهاد القديسة دميانة ويضاف إليها احتفال عيد الغطاس، يجعل الله أيامنا جميعًا أعياد وأفراح في حياة كل إنسان فينا. لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد آمين.
المقال السابق
الحالة الصحية تغيب الانبا اثناسيوس عن قداس الغطاس .. الذى ننقله لكم من كاتدرائية مارمرقس ببنى مزار
المقال التالي
قد يعجبك ايضا
oversexed mamma asks her active paramour to drill her hard. hdporn
bikini sappho teen queening classy mature.xxx video