وصف الكاتب السعودى مشارى الزايدى جماعة الإخوان الإرهابية بأنها تنظيما يجمع تبرعات فى دول الغرب لتمويل الأعمال المسلحة، مشيرًا إلى أن هناك رجل يحمل الجنسية الأمريكية والده أو جدّه أو ربما هو نفسه، وفد إلى أمريكا ثم صار أميركياً، وهو من «بيئة» إخوانية، وحين نقول إخوانية، فلا يعنى ذلك «التقوى» والورع، بل الانتماء السياسي، متسائلا ماذا لو كان هذا الرجل، أو السيدة، عضواً في الحكومة الأمريكية أو مسؤولاً مؤثراً في القضايا الأمنية والسياسية التي تخص منطقة الشرق الأوسط؟ وهو «مؤثر» في تقرير الموقف من هذه الدولة العربية أو تلك؟
وتابع خلال مقال نشره بصحف عربية: “ثمة حديث قديم عن الهجرة الإخوانية للغرب منذ زمن مبكر، وهم الآن، أعنى الشريحة الإخوانية، يمّثلون الجيل الثالث ربما فى الغرب ككل”، مشيرا إلى أن لورينزو فيدينو أكاديمي وخبير أمني إيطالي له دراسة بعنوان (الإخوان المسلمون في الغرب: التطوّر والسّياسات الغربيّة) نشرت فبراير 2011، موضحا أن الباحث الإيطالي يؤكد تعقيد وتباين السّياسات الغربيّة تجاه الإخوان، واصفاً إيّاها بالسياسات التي تعاني من حالة انفصام، مشيرًا إلى خداع الإخوان للغرب، فهم في حواراتهم مع المسؤولين ووسائل الإعلام الغربيّة يؤكّدون قِيَم الدّيمقراطيّة، لكن عندما يتحدّثون بالعربيّة أو الأرديّة أو التّركيّة يستخدمون خطاب «نحن وهم» المعادى للاندماج والتّسامح، وفيما يقومون بإدانة العمليات الإرهابية في بياناتهم الرّسمية، فإنَّهم يستمرون في جمع التّبرعات لصالح هذه الجماعات المسلّحة.
وتابع: “علاقة بريطانيا بـ«الإخوان»، كما يقول الباحث فرامبتون، كانت دوماً تحت مبدأ بريطاني ميكافيلي هو سياسة «أفضل الأعداء». الولايات المتحدة ورثت هذه العلاقة من بريطانيا مع الإخوان، ولعلّ مثال الجاسوس والمستشرق البريطاني الأميركي هيوارت دنّ، خير ترجمان لهذا الانتقال، وقد شرح ذلك بإفاضة الباحث السعودي علي العميم في مقدمته على كتاب هيوارت دنّ، ونشطاء «الإخوان» بأميركا، لديهم عدة قبعات ومؤسسات – كما قال الباحث هاني غرابة – مثل: منظمة «المصريون الأميركيون من أجل الحرية والعدالة» التي اشتغلت مبكراً، والتقت إليزابيث وارين، المرشحة الرئاسية الديمقراطية سابقاً، ومن صقور التيار الأوبامى.