كثيرين من رجال الاكليروس والكنيسة , يعبرون بالحياة ,وقليلون منهم يسطر لهم التاريخ ,وعن بركتهم وعن قامتهم الروحية وعن فيض أيمانهم فى رسالتهم فى هذه الحياة.
وبشكل شخصى ,وعن قرب ومعرفة ,ولقاءات كثيرة لم تنقطع, حتى قبل انتقاله المفاجىء , وددت اكتب هذه الرسالة فى ذكرى
الحبيب الى قلبى ونفسى ,الانبا صربامون أسقف دير الانبا بيشوى _ المنتقل_والذى يستحق ان يكتب قبل أسمه” مثلث الرحمات”
ولكننى اكتب اليوم عن اهم ماكان يميز هذا الاب الحنون بعنوان
الانبا صربامون .. الناظرللابدية
إقرأ أيضاً ...
كان اسقفا صاحب رسالة التبشير بالابدية قولا وفعلا , لم يكن يعيش او يتكلم اويخدم ..دون ان يوجه كل هذا من اجل الابدية , وحين تجلس اليه, تجده يدير ويوجه كل امر وكل حديث للبحث عن الابدية وكيفية الوصول اليها.حتى فى اعتى المشكلات التى واجهته ,كان يتحدث عن الابدية
عرفته من مطلع الثمانينات ,وكان يشرفنى بمحبة كبيرة وابوة حانية وتشجيع كبير,وكان لسانه لسان عطرمعى وفى حديثه عن كل الناس, وأيضا” بعقله الراجح و شخصيته الفريدة)
لى مع نيافته ذكريات كثيرة , احتفظ بها, لان وصيته الدائمة كانت لى بعدم تسجيلها او نشرها, وانا اوفى عهدا قطعته بذلك , وفى “احداهما” كنا فى جلسة بمكتبة الدير بحضور الاباء الراهبان القمص صربامون الانبا بيشوى والراهب القمص ايسيذروس الانبا بيشوى , بعض هذه الذكريات رائعه فى تاريخ الكنيسة والدير وأحداث فارقة , واحتراما للعهد أصمت
قبل انتقاله المفاجىء بايام قليلة وكنت بالقاهرة , فوجئت بمكالمة من الاب الراهب القمص افرايم الانبا بيشوى , مسئؤول مقر دير الانبا بيشوى بالقاهرة, يهاتفنى قائلا ,سيدنا انبا صربامون عايزك تمر عليه. فسالته خير ياابونا فيه حاجة فاجابنى ,عايز يشوفك, وبعدها مباشرة نزلت من مسكنى وتوجهت لمقر الدير بكلوت بك, واستقبلنى القمص افرايم الانبا بيشوى ودخلت لمقابلة نيافته فى غرفة استقبالاته المتواضعه للغاية ,و بادرت نيافته بالسؤال خير ياسيدنا , واذا بضحكته الملائكية .. خير ياحبيبى .. وجلسناطويلا نصفها عن الحياة الابدية وان يقبل الله خدمتنا وسعينا وحياتنا, وطوال المقابل الابتسامة لم تغادر وجهه, وبعد لقاء طويل ,انصرفت وانا قدتمتعت بالجلوس مع شخصية نعتبر سفيرة من السماء ,لم تتحملها الارض طويلا.
لم اكن اعرف انها الاخيرة , حيث توجهت الى فرنسا , وفوجئت باخبار سريعة بانتقاله للمستشفى فجأة وانتقل الى حبيبه السيد المسيح سريعا
انه الانبا صربامون .. الناظر للابدية .. فى ذكراه