لم يكن “سمير” الشاب الأربعيني، يتخيل أن حياته الهادئة المستقرة، مع زوجته وطفلتيه، يمكن أن تتبدل في لحظات، لم يدر بخلده يوما أن يده قد تمتد لتقتل زوجته أمام صغارها.
رغم أن صراخ الطفلتين اخترق أذن الأب، فإنه لم يشفع لوالدتهما، فالزوج أحكم قبضته على السكين، وأخد يسدد طعناته الواحدة تلو الأخرى، في جسد زوجته، التي توقفت عن المقاومة من الطعنة الأولى، لتسقط الأم في بركة من دمائها، وتفارق الحياة.
يخرج سمير كل صباح ليعمل نقاشا بالشقق السكنية بالمنطقة، ويعود للمنزل في الخامسة عصرا، وبعد أن يتناول الغداء مع أسرته ينزل للعمل بمحل تجاري خاص به أسفل شقته، حتى ساعة متأخرة من الليل، وهكذا كانت حياة القاتل وزوجته بين أهالي المنطقة.
“محدش يعرف إيه في البيوت” يضيف شاهد آخر، فالجيران لم يعلموا بطبيعة الخلاف بين الزوجين، وحياة سمير وزوجته بدت طبيعية قبل الواقعة، فالمتهم كان موجودا في محله، والزوجة المجني عليها كانت تقف في شرفة المنزل ” بتنشر هدوم”.
ويتذكر الشاهد أنه قبل الواقعة بعدة أيام، وقفت سيارة إسعاف أمام منزل سمير، ونقلته لأحد مستشفيات الصدر بعد تدهور حالته ليعود إلى منطقته بعد قضاء يومين هناك.
أما يوم الجريمة فلم يخرج سمير إلى عمله كنقاش، وأيضا لم يشاهد أحد زوجته في الساعات الأولى من اليوم كعادتها، وكأن أمرا ما ينتظر الأسرة البسيطة.
وحينما دقت الساعة الواحدة ظهرا، وقع خلاف عنيف بين الزوجين، وبينهما طفلتاهما تصرخان بشدة من الخوف، وبعد أن اشتد صراع الزوجين، أحضر “سمير” سكين المطبخ وأخذ يطعن في جسد الأم لتسقط جثة هامدة غارقة في دمائها.
وأضاف: نزل سمير من شقته ويده ملطخة بالدماء معلنا لشقيقه ولزوج شقيقته قتله لزوجته، وأنها فارقت الحياة بعد خلاف نشب بينهما، محاولا الهروب على حد قولهم إلا أنهم قاموا بإبلاغ الشرطة لتلقي القبض عليه.
أمرت النيابة التصريح بدفن وتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة وكلفت بسرعة تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وحبس المتهم وجدد قاضي المعارضات حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات.