لن تتمكن الجماهير الأجنبية من حضور منافسات أوليمبياد طوكيو المؤجل من الصيف الماضي إلى يوليو المقبل، بعدما فرض منظمو الألعاب السبت حظرا على حضورها إلى اليابان تخوفا من تفشي فيروس كورونا.
وقال منظمو الألعاب في بيان “من أجل توضيح الصورة لحاملي التذاكر الذين يعيشون في الخارج وتمكينهم من تعديل خطط سفرهم في هذه المرحلة، توصلت الأطراف من الجانب الياباني إلى استنتاج مفاده أنهم لن يكونوا قادرين على دخول اليابان في فترة الألعاب الأوليمبية والبارالمبية”، مضيفين أن اللجنتين الأوليمبية والبارالمبية الدولية “تحترمان وتقبلان تماما هذا القرار”.
وكان المنظمون قد استهلوا اليوم السبت إجراء محادثات حظر قدوم الجماهير الأجنبية لحضور الألعاب المؤجلة من الصيف الماضي إلى يوليو المقبل، تخوفاً من ارتفاع الإصابات بكوفيد-19 وإرضاء للسكان المحليين المشكّكين في إقامة الألعاب.
وتعد الخطوة غير مسبوقة وتقلّص الطموحات السابقة للمنظمين في تنظيم أوليمبياد تاريخي شوّهه فيروس كورونا وتداعياته.
وعندما أرجئ الحدث الكبير الذي يقام مرة كل أربع سنوات الصيف الماضي، اعتبرها المنظمون فرصة لتنظيم حدث يكون “دليل انتصار البشرية على الفيروس”.
بدلا منذ ذلك، يتحوّل الأوليمبياد ليكون حدثا تليفزيونيا إلى حدّ كبير بالنسبة لمعظم العالم، مع قليل من أجواء البهجة والاحتفال التي تميّز الألعاب في العادة.
وجمع لقاء السبت الذي بدأ الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي (9,00 بتوقيت جرينيتش) مسئولين من اللجنة الأوليمبية الدولية، اللجنة البارالمبية الدولية، اللجنة المنظمة لطوكيو 2020، حكومة مدينة طوكيو والحكومة اليابانية.
وقال رئيس اللجنة الأوليمبية الدولي الألماني توماس باخ في افتتاح المحادثات “تحديد أولويات مثل السلامة يعني أيضا أنه يتعين عليك احترام تلك الأولويات”.
تابع “وهذا يعني أيضا أنه سيتعين علينا اتخاذ قرارات صعبة قد تحتاج إلى تضحيات من الجميع”.
من جهتها، قالت وزيرة الأوليمبياد اليابانية تامايو ماروكاوا إن القرارات التي ستتخذ السبت ستكون أساسية “لتخفيف القلق بشأن الألعاب داخل وخارج اليابان، حتى يثق الناس بأنها ستقام بطريقة آمنة”.
وحصلت تسريبات كثيرة عن الاجتماع المرتقب في الأسابيع الماضية، من بينها اعتقاد المنظمين أن حظر الجماهير الأجنبية هو الخيار الوحيد لإقامة ألعاب آمنة في ظل جائحة كورونا.
وطالبت اللجنة الأوليمبية الدولية (آي أو سي) بإعفاءات لبعض الضيوف الأجانب على غرار الشركات الراعية، لكن من المرجح أن تكون القوانين صارمة.
كما أقرّت رئيسة اللجنة المنظمة سيكو هاشيموتو أنه سيكون “صعبا” على عائلات اللاعبين الأجانب حضور الألعاب.
ولم يتم اتخاذ قرار حول عدد الجماهير المحلية التي ستكون حاضرة في المدرجات.
ويتوقع المنظمون اتخاذ قرار بهذا الشأن في نيسان/أبريل، لكن رئيس الأوليمبية المعاد انتخابه بالتزكية لولاية ثانية قال إن القرار قد يتم دفعه إلى موعد قريب من حفل الافتتاح في 23 يوليو.
– “غير مسبوق” –
وقال جان-لو شابليه، الأستاذ في جامعة لوزان السويسرية المتخصص في الألعاب الأوليمبية “لم يحصل أن فُرض حظر على الجماهير الأجنبية لدخول الدولة المضيفة، حتى أثناء الأنفلونزا الإسبانية في فترة أوليمبياد أنتويرب 1920”.
وتابع شابليه “حتى في أثينا 1896، نظّمت وكالة كوك حزم سفر للراغبين بحضور أول ألعاب أوليمبية حديثة”.
وبعد إرجاء الألعاب الصيف الماضي، أمل المنظمون والمسئولون اليابانيون بانحسار الجائحة مع حلول ربيع العام 2021، وأعلنوا أن الحدث سيمثل ضوءا في نهاية نفق كورونا واحتفالا عقب أزمة عالمية.
لكن حتى مع دوران عجلة التلقيح في مختلف أنحاء العالم، يستمر كورونا في أحداث الفوضى ويبدو أن رواية المسئولين اليابانيين بدأت تتغيّر.
وأقرّ الرئيس التنفيذي للألعاب توشيرو موتو الأسبوع الماضي في مقابلة صحفية أن وضع الفيروس في العاصمة اليابانية لا يزال “في غاية الخطورة” وتحدّث عن ألعاب تقدّم “تضامناً” في زمن صعب.
– قلق محلي –
في المقابل، بقيت الجماهير اليابانية مشكّكة حول إقامة ألعاب آمنة، فيعارض معظمها تنظيمها مفضّلين التأجيل مرّة ثانية أو إلغاءها بالكامل.
لكن المنظمين والأولمبية الدولية يرفضون هذا الخيار، ووضعوا كتيبات قواعد يعتبرون أنها ستمنع انتشار الفيروس بصرف النظر عن وضع الجائحة.
وتشجع الأوليمبية الدولية أيضا الرياضيين على التلقيح، حتى إنها حصلت على جرعات من الصين لتأمينها لدول غير متقدمة على صعيد برامج التلقيح.
وساهم التأجيل لمدة سنة وإجراءات السلامة لمكافحة كورونا في تضخيم ميزانية الألعاب الكبيرة أصلا، لتصل إلى نحو 15 مليار دولار أمريكي وتكون أغلى ألعاب أوليمبية صيفية في التاريخ.
وأي قرار بحظر الجماهير الأجنبية سيحدث فجوة جديدة لميزانية المنظمين، حيث تم بيع ما يقرب عن 900 ألف تذكرة خارج أنحاء البلاد.