وفيه أيضاً من سنة 19 للشهداء ( 303م )، استشهدت الأم دولاجي وأولادها الأربعة، سورس وهرمان وأبانوفا وشنطاس. وذلك أنه عندما وصل أريانوس والي أنصنا إلى إسنا قابله هؤلاء الأشقاء الأربعة وكانوا يقودون دواباً تحمل بطيخاً. فسألهم أحد جند الوالي عن معتقدهم، فأعلنوا إيمانهم بالسيد المسيح، فقبضوا عليهم. ولما علمت أمهم أسرعت تشجعهم وتقوى إيمانهم، فأمر الوالي بوضعها في السجن. وفي تلك الليلة ظهرت لها القديسة العذراء مريم تشجعها وتخبرها أن السيد المسيح أعد لها ولأولادها الأكاليل، وفي الصباح استدعاهم الوالي وأمرهم بالتبخير للأوثان فرفضوا وأعلنوا مسيحيتهم، فأمر الوالي بقتلهم، فتقدمت الأم وقدمتهم واحداً فواحداً حتى تطمئن عليهم.
فأمر الوالي أن يذبحوا على ركبتيها إمعاناً في القسوة، ثم قطعوا رأس الأم دولاجي بعدهم، فنالوا جميعهم أكاليل الشهادة. فأخذ المؤمنون أجسادهم ودفنوها بمنزلهم الذي صار كنيسة على اسمهم. ويوجد حالياً كنيسة باسمهم في مدينة إسنا.