في مثل هذا اليوم استشهدت المجاهدة الناسكة القديسة مرتا. ولدت بمصر من أبوين مسيحيين غنيين ولما شبت اندفعت وراء الأميال الشريرة فهوت في نجاسة السيرة ولكن رحمة الله تداركتها من العلاء فحركتها للذهاب إلى الكنيسة في يوم عيد الميلاد. فلما وصلت إلى بابها وهمت بالدخول منعها الخادم الموكل بالباب قائلًا “أنك غير مستحقة أن تدخلي بيت الله المقدس وأنت كما تعلمين”، وحصلت بينهما ضجة سمعها الأسقف فأتي إلى الباب ليري ما الخبر. فلما رأي الفتاة قال لها “أما تعلمين أن بيت الله مقدس ولا يدخله غير الطاهر؟” فبكت وقالت: “أقبلنى أيها الأب فأنني تائبة من هذه اللحظة ومصممة علي عدم العودة إلى الخطية ” فقال لها: “أن كان الآمر حقا كما تقولين فاحضري لي ملابسك الحريرية وزينتك الذهبية وتعالي إلى هنا”. فمضت بسرعة وأحضرت كل ما كان لها من حلي وملابس وقدمتها إلى الأب الأسقف فأمر بحرقها في الحال ثم حلق شعر رأسها وألبسها ثياب الرهبنة، وأرسلها إلى أحد أديرة الراهبات وهناك جاهدت جهادا عظيما وكانت تقول في صلاتها: “يا رب إن كنت لم أحتمل الفضيحة من خادم بيتك فلا تفضحني أمام قديسيك وملائكتك ” ولبثت مدة خمس وعشرين سنة في الجهاد لم تخرج في أثنائها من باب الدير حتى تنيحت بسلام. صلاتها تكون معنا. آمين.