فيما تراجعت الوفيات الناتجة عن “أعمال إرهابية” في سنة الجائحة إلا أن مستويات الاضطرابات المدنية ارتفعت في 2020 لأسباب مرتبطة بكورونا.
افغانستان تصدرت قائمة “أقل البلدان سلاما” في العالم تليها اليمن وسوريا والعراق.
ارتفعت مستويات الصراع في جميع أنحاء العالم منذ تفشي جائحة كورونا، وفقا لمؤشر السلام العالمي السنوي، الذي نشره معهد الاقتصاد والسلام اليوم الخميس (17 يونيو 2021).
ويظهر التقرير، الذي يُقيّم الوضع في عام 2020، أن الصراع ازداد في جميع أنحاء العالم للمرة التاسعة في غضون 12 عاما.
وقال مؤسس المعهد ستيف كيليليا إن الجائحة هي السبب.
وأضاف أنه على الرغم من انخفاض المستويات الإجمالية للصراع والإرهاب في عام 2020، إلا أن عدم الاستقرار السياسي والمظاهرات العنيفة قد شهد تزايداً.
وقال إن الأثر الاقتصادي للجائحة سيؤدي إلى المزيد من عدم اليقين، لاسيما بالنسبة للبلدان التي كانت تكافح بالفعل قبل الجائحة.
ورجح أن يكون التعافي متفاوتا للغاية، مما قد يهدد بزيادة تعميق الانقسامات.
وبشكل عام، سجل مؤشر السلام العالمي أكثر من خمسة آلاف حادث عنف مرتبط بالجائحة بين يناير 2020 وأبريل من العام الجاري. وشهد 25 بلدا عددا أكبر من المظاهرات العنيفة، في حين تحسنت ثماني دول فقط في هذه الفئة.
وكان الوضع أسوأ في بيلاروس وميانمار وروسيا، حيث فرضت السلطات قيودا عنيفة على المتظاهرين.
وزادت الاضطرابات المدنية بشكل حاد في الولايات المتحدة خلال الفترة محل التقييم، ليس فقط بسبب الجائحة ولكن أيضا جزئيا مع نمو حركة “حياة السود مهمة”، وكذلك اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي في واشنطن في يناير.
وعلى النقيض من ذلك، ينخفض معدل القتل والوفيات الناجمة عن الإرهاب والجريمة بصورة كبيرة في أماكن عديدة في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن الحالة تختلف اختلافا كبيرا من منطقة إلى أخرى. ففي أفغانستان والبرازيل وجنوب أفريقيا والمكسيك، على سبيل المثال، مازال أكثر من نصف السكان يشيرون إلى العنف باعتباره أكبر خطر على سلامتهم في الحياة اليومية.
وخلص التقرير إلى أن أفغانستان هي أقل البلدان سلاما في العالم، تليها اليمن وسوريا وجنوب السودان والعراق.
ومن ناحية أخرى، تصدرت أيسلندا مرة أخرى التصنيف باعتبارها البلد الأكثر سلاما، واحتلت هذا الوضع منذ عام 2008. وكمنطقة، فإن أوروبا هي أيضا الأكثر سلاما، وفقا للمؤشر، الذي أشار، رغم ذلك، إلى أن عدم الاستقرار السياسي قد ازداد هناك أيضا.
ويغطي مؤشر السلام العالمي 99,7 % من سكان العالم، كما يقول ناشرو المؤشر، ويُقيم الحالة باستخدام 23 مؤشرا نوعيا وكميا مجمعا في ثلاثة مجالات هي الصراع المستمر والأمن والعسكرة.
على صعيد منفصل اعتبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن ألمانيا ودولا أخرى تُبطئ المعركة العالمية ضد فيروس كورونا، من خلال منع التنازل عن براءات اختراع اللقاحات. واعتبر رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكيم شتاينر في تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن حقوق الملكية الفكرية تشكل “قيداً أمام تسريع توزيع وإنتاج اللقاحات”.
وطالب شتاينر بالتنازل عن براءات الاختراع كواحد من عدة تدابير لمعالجة عدم المساواة الصارخة في توزيع اللقاحات.
وطرح الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرا فكرة التنازل عن براءات الاختراع. وانضمت ألمانيا وبريطانيا مؤخرا إلى قمة مجموعة السبع في كورنوول لإعادة تأكيد معارضتهما لرفع تدابير الحماية بموجب براءات الاختراع للسماح بإنتاج اللقاحات بدون ترخيص في البلدان النامية. وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مايو إن ذلك ليس حلا لتوفير اللقاحات لمزيد من الأشخاص. وقالت إن الإبداع والابتكار مطلوبان من الشركات، وإن حماية براءات الاختراع شرط أساسي لذلك.