– نحن نعمل على أكثر من مستوى، ولدينا اهتمام كبير بالشباب، ففي الكنيسة اجتماعات أسبوعية ولقاءات، وفي فترات الدروس الروحية والأنشطة الاجتماعية، وأسقفية الخدمات تقوم بتعضيد التدريب المهني، وقد وقعت بروتوكولًا للتعاون مع وزارة القوى العاملة حيث تعمل في قروض المشروعات الصغيرة، وهذه متاحة لكل المصريين، وقمنا بعمل جلسة مؤخرًا مع أكثر المشروعات الصغيرة التي حققت نجاحات.
ونحن ننظم لقاءات بين شباب المخترعين ورجال الأعمال تحت عنوان «اشرح مشروعك وفكرتك»، ونقوم بتوصيلهم ببعض، مثلًا شاب صنع من إطارات السيارات المستعملة حائطًا إسمنتيًّا عازلًا للصوت والحرارة خفيف الوزن، وذلك بعد تقطيع هذه الإطارات إلى قطع صغيرة وخلطها بالأسمنت بنسب معينة، الشاب عرض مشروعه أمام رجال الأعمال وتبنوه وفي طريقه للتصنيع.
مثال آخر، شاب صيدلي فكر في استخلاص الزيوت الطيارة من النباتات العطرية، وهذا العمل يحتاج لوقت طويل وأكثر من ماكينة، استطاع عمل ماكينة للاستخلاص في ١٢ ساعة، وتبنى رجل أعمال مشروعه وبدأ ينتج، هكذا نشجع الشباب.
■ ولكن هناك شكاوى من تصرفات بعض الشباب، كما حدث في الساحل الشمالي، ما دور المؤسسات الدينية في تهذيب أخلاقهم؟
– «الحمل ليس على المؤسسات الدينية فقط»، الإنسان منذ ولادته يمر على خمس مؤسسات تساهم في تكوينه وتخريجه، أولها الأسرة، المؤسسة التعليمية، الأصدقاء وأسميهم المؤسسة الاجتماعية، المؤسسة الإعلامية، والمؤسسة الدينية، وقبل كل هذا الأسرة أولًا لأنه لو ضبط حالها فإنها ستخرج «ناس زي الفل»، لكن الأسرة المفككة تخرج «ناس تعبانة»، ولدينا آية تقول، «اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ» (سفر الأمثال ٢٧ : ٧)، وعندما تقوم الأسرة بدورها في التربية والتهذيب في إشباع أولادها فإنهم يدوسون العسل والإغراءات، وهل تظن أن قادة الإرهاب نشأوا في أسر سوية؟، الذى خرج الفكر الإرهابى جاء من أسرة مفككة، إذن فالأسرة هي «مربط الفرس» ونقطة البداية.
وأقول ذلك لأنه إن ضبطت أحوال الأسرة جيدًا، فانها ستخرج أطفالًا «زي الفل»، أيضًا الأسرة ذات عدد الأطفال الكبير لا يتلقى أعضاؤها الرعاية والتربية الواجبة، فعندما تكون أسرة ذات طفلين يتلقون الرعاية جيدًا، والطفل الثالث لا يحظى بنفس الرعاية، والأم التي تنجب مرتين، في المرة الثالثة تضعف صحتها.