■ ماذا عن سد النهضة، والعلاقة مع كنيسة إثيوبيا، وما الدور الذي يمكن أن تلعبه الكنيسة المصرية وعلى رأسها قداسة البابا تواضروس الثاني؟
– كانت الكنيسة الاثيوبية «ابنة» الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، وكنا نرسل كل فترة مطرانًا ورغم حاجز اللغة كان هناك بعض المطارنة يتعلمونها، إثيوبيا لا تتكلم بلغة واحدة، في ١٩٥٩ طلب الإمبراطور «هيلاسلاسي» من البابا «كيرلس» الاستقلال، وصار للكنيسة في إثيوبيا بطريرك، وصرنا كنائس «أخوات» حتى عام ١٩٧٤، ثم حكم إثيوبيا حكم شيوعي، قتل الإمبراطور والبطريرك، وحولها إلى شيوعية وأضعف الكنيسة واستمر هذا الحكم تسع سنوات وانتهى، وبدأت إثيوبيا تسترجع نفسها، وتأثرت بفترة الشيوعية حيث أضحى اختيار رؤساء الحكومة والمسؤولين أمثال «ميليس زيناوي» و«آبي أحمد» من القبائل الكبيرة، وسيطر الفكر القبلي وضعف تأثير الكنيسة في الحياة الإثيوبية.
في عام ٢٠١٥ زرت إثيوبيا، وكان الاستقبال والاهتمام يفوق الوصف، وعندهم تعبير يقول «إسكندرية أٌمٌنا ومار مرقس أبونا»، لكن وضع وتأثير الكنيسة لم يعد مثل السابق، كان الإمبراطور والكنيسة وحدة، بدليل الحرب الجارية في إقليم «تيجراي»، وهو جزء مسيحي داخل إثيوبيا ومنطقة كلها كنائس وأديرة، والبطريرك الموجود هناك رقم ٦ منذ عام ١٩٥٩ من تيجراي، ورئيس منظمة الصحة العالمية من تيجراي أيضًا، ويحدث بها ما يحدث!
وعن دور الكنيسة في أزمة سد النهضة، فنحن نتكلم لنا دور، نحاول أن نوضح موقفنا وطبيعة نهر النيل، لكن الأمر بات ملفًّا سياسيًّا كاملًّا بنسبة ١٠٠٪.
■ هل يمكن أن يطلعنا البابا تواضروس الثاني على وضع الكنائس بالقدس؟
– للكنيسة القبطية الأرثوذكسية مطران قبطي في القدس منذ قرون، وهو الشخصية الثانية بعد البابا، رسم أسقفًا وتمت ترقيته لدرجة مطران بعدها بدقائق.
وبالنسبة لوضع الكنائس في القدس، كانت تعيش هناك أسر قبطية منذ بداية القرن العشرين، وعندما اندلعت الحرب انقطع التواصل المصري، وجاءت كامب ديفيد ولكن الزيارات كانت منقطعة عن المصريين الذين كانوا عبارة عن فئات كثيرة، كل منها يعتمد على شغل يدوي يسوقونه لأهلهم المصريين عندما يزورون القدس، ولم يعد أهلهم يسافرون فغادروا القدس، رغم أن لنا أديرة وكنائس ومؤسسات، الأنبا أنطونيوس مطران القدس له دور كبير، والمدرسون المصريون موجودون هناك ويدرسون بالكلية الأنطونية، ودير السلطان لنا ملكية كاملة عليه، وقد حدث الاعتداء عليه وعلى رهبانه، الدير ملك كامل للكنيسة القبطية.
■ إلى أي المحطات وصل قطار المواطنة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي؟
– أقول لكم إن المواطنة تتحقق باستمرار، ولو نظرنا ونحن اليوم في عام ٢٠٢١ وعدنا لما كان في ٢٠١١، نجد الفرق كبيرًا، وهذا ما تؤكده الدولة باستمرار، والبلد لا يقوم إلا بقطار مواطنة حقيقية، يقودها قانون حقيقي عملي مطبق وليس حبرًا على ورق.