■ كثيرًا ما كانت تطرح مشاركة الأقباط في الحياة السياسية، من وزارات وبرلمان، كيف يرى البابا تواضروس الثاني الوضع في ظل الجمهورية الجديدة؟
– أولًا يجب ألا ننسى أنه ولعشرات السنين تم استبعاد الأقباط من المشاركة في الحياة السياسية بصور متعددة، وآخر برلمان قبل الثورة كان عدد النواب المسيحيين به لا يزيد على عضو واحد، عندما أنظر للبرلمان وأجد به عددًا نسبيًّا إذن الأمر تغير وخطوة كبيرة، قبل ٢٠١٦ لم يكن هناك قانون لبناء الكنائس، وكانت تبنى على «هوى المسؤول، كنا نشوف فيها الأمرّين»، الآن أصبح هناك قانون ينظم بناء الكنائس بمعنى وجود حق، ومعناه إذا تأخر المسؤول عن هذا الحق أقاضيه، لأن وجود قانون لبناء الكنائس يحقق العدالة وقفزة في تحقيق المواطنة.
أقول لكم إن «أول كل سنة يحرص فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن يقدم المعايدة لكل المصريين من الكاتدرائية، هذه هي المواطنة».
والحق أقول «بعد قتل الأقباط في ليبيا جاء الرئيس السيسى ليقدم لنا التعزية، لكنه قال في بداية اللقاء «لم آت إليكم إلا بعدما أخذت حقكم».
الحق الحق أقول «إن ما تم استبعاده منذ عشرات السنوات يتم تطبيقه وعمله الآن.. وإحنا ماشيين في الخط ونحتاج وقت».
■ اهتمام كبير حاليًا بملف «تجديد الخطاب الديني»، ما الشكل الأمثل الذي يكرس للتعايش والمحبة والسلام من وجهة نظركم؟
– أول شيء أن يحقق التجديد احترام الآخر، من حيث دينه ولغته واسمه، احترامًا كاملًا فعندما تقول «حنا ولا جرجس» يحترمك الآخرون، وهذا ما تسعى مصر لإقراره بقيادة الرئيس السيسي في الجمهورية الجديدة، في كل مجالات الحياة هناك دلائل ملموسة على هذه الخطوات والتحركات من جانب الدولة في البرلمان والوزارات والمحافظات.
■ هل من جديد في قانون الأحوال الشخصية يطلعنا عليه بابا الإسكندرية؟
– اجتمعت الكنائس المصرية منذ سنوات مضت لتشكيل قانون الأسرة المسيحية، لكي نقدمه لوزارة العدل ثم تقديمه لرئيس الوزراء الذى يحوله لوزارة العدل وذلك لتشكيل لجنة مع الكنائس لمراجعة مشروع القانون لإقراره بعد العرض على البرلمان لمناقشته، وننتظر إقراره في الدورة البرلمانية الجديدة.
■ وهل قداسة البابا راضٍ عن المواد التى يحتويها القانون؟
– طبعًا، هذا القانون سيحقق للناس ما يريدونه في بناء الأسرة، لأنه مهم جدًّا فى ذهن الشباب استقرار مفهوم الأسرة، وبناء فكرها، ففي الكنيسة القبطية شريعة الزوجة الواحدة بحسب الكتاب المقدس، أي «لا طلاق إلا لعلة الزنا»، لذلك وجب وضع خطوط وقواعد وشروط لبناء فكر الأسرة في ذهن الشباب، وهذا مهم لكي يحفظ الأسرة الناشئة.
دعني أضع أمامك مقاربة، حتى نخرج مهندسًا جيدًا لا بد من إعداده إعدادًا جيداً، فما بالك بالأسرة؟، من الأجدر إعداد الأسرة قبل الزواج وبناء فكرها وأسس مستقبلها.
الحق أقول إن بعض المسلسلات تقدم رسائل سلبية عن الأسرة المصرية والمجتمع المصري عمومًا، والتلفزيون مؤثر، والسينما المصرية من أقدم الفنون في المنطقة قدمت أفلامًا مؤثرة ومن أهم أدوات القوة الناعمة.