كريم الرحباني: وصول مسلسل «Beirut 6:07» لترشيحات جوائز الإيمي العالمية أقوي دليل على أن القضية لن تنسى
أعرب المخرج كريم الرحباني أحد المخرجين المشاركين في المسلسل اللبناني “Beirut 6:07″، عن سعادته بترشيحه لجائزة أفضل مسلسل قصير ضمن جوائز” الإيمي” International Emmy Awards والتي تقيمها الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التليفزيونية، متنافسا مع أعمال أخرى من البرازيل وإسبانيا ونيوزيلندا.
وعن هذا الترشيح، قال الرحباني: وصول العمل إلي الترشيحات النهائية في جوائز الإيمي الدولية الأمريكية ، أعتبره شيئًا عظيمًا مع “Beirut 6:07″، لأن الهدف بالنهاية من هذا العمل الذي عرض العام الماضي، وأتي بمبادرة تطوعية مني مع 14 مخرجا آخرين، أن لا ننسي ولن نسامح أو نغفر ما حدث.
وأضاف: قدمنا هذا العمل حتي يتذكر العالم كله، فنحن في المناطق العربية ننسي دائما، ولذلك كان هذا العمل له ضرورة ملحة في تقديمه ليظل حيا في ذاكرة الشعوب، فبعد عام وأكثر من شهر ما تحققت العدالة حتي الآن، فوصول صدي هذا الأمر للعالم كله مهم، وهو ماحدث ما ماقدمناه من عمل فني وصل صداه لجوائز الإيمي كتكريم لذكرى ضحايا وجرحى انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من أغسطس، لأن هناك العديد من الناس حول العالم لم يعلموا عدد الضحايا الذين رحلوا وتدمرت حياتهم بسبب هذا الفساد.
وأشار كريم إلى أن حبكة كل حلقة والتي أعتبرها فيلمًا روائيًا قصيرًا، تجسد أحداثًا حقيقية حصلت قُبيل الانفجار وبعده، ومدة كل واحدة تتراوح بين 7 إلى 12 دقيقة”، فالعمل يعد تحية إلى الذين رحلوا ولم ولن يُنسوا بل وتكريماً لأرواح الضحايا والمفقودين والشجعان من فرق الإنقاذ وسواهم، ووقوفاً عند الخسائر البشرية والمعنوية والمادية الهائلة من جرّاء الانفجار، وذلك ضمن قصص قصيرة تتطرق لها كل حلقة، مستوحاة من أحداث واقعية وأشخاص حقيقيين.
واستكمل: قدمت في هذا العمل الذي م ازال يعرض علي منصة شاهد قصة “تروبيل” وهي قصة ذهنيًا ونفسيًا صعبة جدًا، ففي العادة نواجه العديد من الصعوبات في أي عمل فني، ولكن هنا لم نكن قادرين علي إستيعاب ماحدث، وكنا نجرب ما الذي سنقدمه، شعرنا بإننا مكبلين لا نعرف ما الذي سنقدمه بالرغم من أن عملي أن أعبر بالصورة والصوت، ولذلك سأهدي تحيتي إلي علي صوان الذي قدم لي قصته حتي أحكيها، فهو شخص عادي عاطل عن العمل وذلك بسبب الظروف السيئة التي تمر بها لبنان بالإضافة إلي كورونا، وفي 4 أغسطس وهو أول يوم يتم فيه فك الحجر يخرج من منزله متجها إلي البحر ليرمي همومه فيه فيصطاده البحر، لتجد فرق الإنقاذ جثته وسيارته في البحر بعد 9 أيام من الإنفجار، كان الخبر مؤلم جدا عندما عرض في الأخبار، لذلك اخترت قصته لأحكي عنها إنسانيا، مثل القصص التي أقدمها في السينما الخاصة بي، فلقد كان من الضروري أن القي الضوء علي تلك القصة، وشاركني في كتابتها غدي الرحباني، وقمت بإخراجها.
وعلق الرحباني قائلا ” إن توثيق الانفجار أو الكارثة التي تحدث عنها العالم كله، كان مهماً وضرورياً، والسينما هي أهم جهة تخلد للتاريخ بالصوت والصورة أهم الأحداث كي تراها الأجيال اللاحقة، فالسينما تكون شاهدة على الأحداث حين يقرر المخرجون والمنتجون والمؤلفون تحميل الخيال رسائل مباشرة وتحويل الشخصيات الورقية إلى لحم ودم وحمل الكاميرا لتجسيد مراحل من تاريخ البشر على هذه الأرض.
المعروف أنّ ترشيحات جوائز “إيمي” لهذا العام شملت 44 مرشحاً ضمن 11 فئة، من 24 دولة، وسيُعلَن عن الفائزين في احتفال كبير ستقيمه الأكاديمية الدولية لفنون وعلوم التلفزيون (أكاديمية الإيمي) في مدينة نيويورك الأميركية في 22 من نوفمبر المقبل.
وقدم كريم الرحباني العديد من الأعمال السينمائية وحصل علي عدد من الجوائز العربية والعالمية ومنها جائزة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن فيلمه “شحن”، و فاز أيضاً ضمن Cairo Film Connection جائزة لمشروع فيلمه الروائي في طور التحضير “شميم”، كما فاز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان الأقصر عن فيلمه القصير الاول “و مع روحك”.
“”Beirut 6:07” تناوب علي كتابته وإخراج مازن فياض و إميل سليلاتي و كارولين لبكي و لوسيان بورجيلي و غيرهم، وشارك فيه باقة من كتّاب السيناريو والممثلين اللبنانيين منهم ريتا حايك، كارول عبود، رودريغ سليمان، فادي أبو سمرا. وأنتجتها شركتا “Big Picture Studio” “مجموعة I Magic””.