بدأ الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، زيارة إلى محافظة الأقصر صباح اليوم، لتفقد عدد من المشروعات الجاري تنفيذها في المجال السياحي والخدمى والتنموي، يرافقه الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، واللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، والدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، واللواء أحمد فهمي، مدير إدارة المشروعات الكبرى بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ومسئولو الوزارات المعنية.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الدولة بكل أجهزتها تقدم كل الإمكانيات اللازمة لإقامة احتفالية كبرى للترويج لمحافظة الأقصر تحت عنوان : “الأقصر في ثوبها الجديد”، على هامش الإنتهاء من مشروع إعادة إحياء طريق المواكب الكبرى المعروف بـ “طريق الكباش”، مؤكداً أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، يتابع أولاً بأول الاستعدادات التي تجرى على قدم وساق لإقامة هذه الاحتفالية لتضاهي احتفالية موكب المومياوات الفرعونية التي أبهرت العالم أجمع.
وقال رئيس الوزراء إن المشروعات الكبيرة التي تنفذها الدولة حاليا في عدد من المناطق الأثرية بالأقصر، والتي تشمل ترميم المعابد وإحياء الآثار الفرعونية بها، ستجعل من هذه المدينة مُتحفا مفتوحا يلفت أنظار السائحين من كل أنحاء العالم.
واستهل رئيس الوزراء الزيارة بتفقد أعمال الحفائر التي بدأتها وزارة السياحة والآثار، أسفل قصر توفيق باشا إندراوس، المتاخم لمعبد الأقصر، والذي تم هدمه، حيث أطلعه الدكتور مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، على آخر نتائج الحفائر التي تمت في هذا الموقع، ومن بينها عملات برونزية رومانية، وبشائر لجدار من العصر الروماني ظاهر على الأرض، وجانب من مخزن قديم، وعدد آخر من الأيقونات الأثرية لبعض العصور التاريخية، لافتاً إلى استمرار أعمال الحفائر في هذا الموقع الأثري المميز.
كما تفقد مدبولي ومرافقوه أعمال الحفائر أسفل جزء من مبنى كنيسة العذراء مريم، تم إزالته، حيث عرض الدكتور مصطفى وزيري، نتائج تلك الحفائر، مشيراً إلى أنه تم استخراج 3 كباش مميزة، بينها كبش من أروع تماثيل الكباش التي تم ايجادها في هذا الموقع.
وشرح اللواء أحمد فهمي، مدير إدارة المشروعات الكبرى بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة، الموقف التنفيذي للمنشآت البديلة لكنيسة العذراء مريم، موضحاً أنه تم الإنتهاء من تنفيذ المبنى الإداري البديل لكنيسة العذراء بالكامل، مع اتمام أعمال ربط المرافق على الشبكات العمومية، وتم الإنتهاء من نقل المهمات الخاصة بالكنيسة إلى مبنى الكنيسة البديلة، وتم تسليم المبنى ادارياً لمسئولى الكنيسة.
كما تفقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء والوفد المرافق له، معبد الكرنك، حيث استمع إلى شرح من الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار حول أعمال التطوير بالمعبد، حيث أوضح أنه تم تطوير مركز زوار معابد الكرنك بشكل شامل، من حيث تجديد الدهانات والإضاءة وترميم ماكيت معابد الكرنك، مع تطوير ساحة معابد الكرنك الخارجية من حيث تجديد وإحلال الأرضيات، وتزويدها بالإضاءة المناسبة ودهان الأسوار وزراعة أشجار النخيل في بعض المواقع المختارة.
ووجه رئيس الوزراء باستكمال أعمال تجديد البلاطات في الساحات المرتبطة بالمعبد، وكذا أعمال الزراعات والأشجار والنخيل وأحواض الزرع، كما وجه باستكمال دهان جميع المباني المجاورة للمعبد، لتحقيق مظهر حضاري للمنطقة بأسرها.
كما شهد مدبولي أعمال ترميم رأس أحد الكباش التي تم اكتشافها بطريق الكباش، وكذا ترميم عدد من الأعمدة بمعبد الكرنك، وأجرى حوارا مع عدد من شباب القائمين على عملية الترميم، وأثنى على الأعمال التي تتم، لافتأً إلى أن الألوان التي على الأعمدة بمعبد الكرنك تظهر لأول مرة منذ آلاف السنين، كما اطلع على واحدة من أجمل التماثيل التي تم العثور عليها من أكثر الخامات قيمة، حيث أكد الدكتور مصطفى وزيري أنه يتم عمل دراسة لتجميع هذا التمثال.
وفي معبد الكرنك أضاف الدكتور خالد العناني أنه تم الإنتهاء من المرحلة الأولى من مشروع ترميم قاعة الأساطين الكبرى بمعابد الكرنك، حيث تركزت الأعمال على تنظيف أسطح الأعمدة الضخمة التي تتوسط قاعة الأساطين الكبرى والتي يبلغ عددها 12 أسطوناً، وهو ما أعاد هذه الأساطين إلى رونقها الذي كانت عليه من خلال إظهار الألوان الاصلية لنقوش هذه الأساطين بشكل رائع أثار معه إعجاب زوار المعبد، مشيرا إلى أن أعمال المرحلة الثانية من ترميم تماثيل الكباش بالفناء الأول بالكرنك قاربت على الإنتهاء، حيث تم ترميم وتقوية 19 تمثالا من تماثيل الكباش في الجانب الشمالي من الفناء، وتم بناء مصطبة حديثة قوية عوضاً عن القاعدة القديمة المتهالكة، وجار حالياً إعادة التماثيل المرممة إلى مكانها الأصلي، ومن المتوقع الإنتهاء من هذا المشروع في غضون أيام قليلة.
وأشار العناني إلى أن فريق الترميم بالمجلس الأعلى للآثار يقوم كذلك بترميم أضخم تمثال معروف للملك تحتمس الثاني أمام الصرح الثامن بمعابد الكرنك، حيث يجرى حالياً استكمال وإعادة تركيب الأجزاء الحجرية الخاصة بالتمثال والتي تم تجميعها بعد العثور عليها في أعمال الحفائر التي جرت بالمعبد عبر سنوات طويلة، وسوف يتم الإنتهاء من أعمال الترميم قبل نهاية شهر أكتوبر الجاري، لافتاً إلى أن معابد الكرنك كانت قد شهدت أكبر مشروع للإتاحة لذوي الاحتياجات الخاصة عام 2018 ليصبح المعبد متاحا للزيارة لهم بالكامل.
وسار رئيس الوزراء ومرافقوه في طريق الكباش، حيث استمع إلى شرح من الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، الذي أوضح أن مشروع كشف وتجهيز مسار طريق الكباش بالأقصر يعتبر من أهم المشروعات الأثرية التى تقوم بها الدولة من أجل تحويل الأقصر إلى أكبر متحف مفتوح في العالم من خلال ربط معابد الكرنك ومعبد الأقصر ومعبد موت وأطلال طيبة القديمة الجاري الكشف عنها في منطقة نجع أبو عصبة مع طريق المواكب الكبرى لمسافة تمتد إلى نحو 2700 متر.
واستعرض الدكتور خالد العناني الموقف التنفيذي لأعمال التطوير بطريق الكباش والتي تشمل أعمال الترميم والحفائر التي تتم بكل من الممر الأثرى، وقواعد الكباش، والسور الأثرى، واستكمال الإكتشافات الأثرية من أعمال الحفائر، هذا بالإضافة إلى إنشاء وإستكمال أسوار بنفس مواصفات السور الأثرى، مع إنشاء برجولات خشبية للزائرين على المنسوب المتوسط خلف قواعد الكباش، فضلاً عن زراعة نخل على المنسوب المتوسط خلف قواعد الكباش، وتنفيذ أعمال إنارة الممر الأثرى وقواعد الكباش، وأعمال تركيب اللوحات الإرشادية من خلال مشروع الهوية البصرية بمحافظة الأقصر، وعكست الأعمال نسب تنفيذ مرتفعة في كافة قطاعات العمل.
وأكد الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، أن مشروع إعادة إحياء طريق المواكب الكبرى، هو واحد من أكبر المشروعات الأثرية التي توليها الدولة اهتماما كبيراً، حيث تم تكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمجلس الأعلى للآثار بالعمل على الإنتهاء من أعمال الكشف عن الطريق وتطويره، وعليه قام فريق العمل بالطريق بالكشف عن أجزاء الطريق المختلفة وترميمها، كما تم تطوير الطريق وتزويده بالخدمات اللازمة لافتتاحه.
وأكد وزير السياحة والآثار أن أعمال الحفائر والإكتشافات الأثرية والترميم والصيانة سوف تستمر بشكل كبير وموسع عقب افتتاح الطريق رسمياً، وهو ما يمثل إضافة كبيرة وإثراء لواحد من أكبر المواقع الأثرية في مصر والذي يمتد لمسافة حوالي 2700 متر، لافتأً إلى أنه من المتوقع أن تميط أعمال الحفائر بالطريق اللثام عن كل ما يتعلق بمدينة طيبة القديمة عبر العصور من خلال الكشف عن الأنشطة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والدينية بما يمثل مرجعاً حضارياً عظيماً.
SLM_0002