استكمل البابا تواضروس سلسلة تأملاته في مزمور ٣٧ حيث تناول الآيات ٢٧ ، ٢٨ ، ٢٩ “حِدْ عَنِ الشَّرِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ، وَاسْكُنْ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّ الرَّبَّ يُحِبُّ الْحَقَّ، وَلاَ يَتَخَلَّى عَنْ أَتْقِيَائِهِ. إِلَى الأَبَدِ يُحْفَظُونَ. أَمَّا نَسْلُ الأَشْرَارِ فَيَنْقَطِعُ. الصِّدِّيقُونَ يَرِثُونَ الأَرْضَ وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى الأَبَدِ.”
ولخص قداسته فكرة أن نعيش التقوى من خلال الإجابة على ثلاثة أسئلة، هي:
١- ما معنى الخير والشر وكيف نميز بينهما؟
الخير هو الله وكل ما يصنعه، وعالم الله هو الخير، الله كليّ الخير، وهو مصدر الخير والصلاح. أما الشر فهو “التخلي عن الخير” وترك مصدر الخير الذي هو الله، فهو ليس مجرد ألا تسبب أذى للآخر، فغياب النور هو الظلام!.
٢- كيف نشأ الخير والشر ؟
نشأ الخير والشر مع قصة سقوط الإنسان بغواية الحية ( تك ٣) ، فالله هو صانع الخير، بينما الشيطان هو من يسعى لأن يعرف الإنسان الشر ويسقطه فيه، ليبعده عن الله مصدر الخير.
لأن الإنسان من الله، والله هو مصدر الخير فيجب أن يصنع الخير، وحتى يكون له النصيب الصالح. مشيرًا إلى كلام القديس بولس الرسول “أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ، فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ، وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ، فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ، الجميع قد ضلوا. شِدَّةٌ وَضِيقٌ، عَلَى كُلِّ نَفْسِ إِنْسَانٍ يَفْعَلُ الشَّرَّ: الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. وَمَجْدٌ وَكَرَامَةٌ وَسَلاَمٌ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَحَ: الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ.” (رو ٢ : ٧ – ١١).
وأشار قداسته إلى أن هذا الدرس “عش بالتقوى” أي بمخافة الله هو رأس الدروس بحسب الآية “رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ.” (مز ١١١ : ١٠).
وبدأ قداسة البابا منذ الأول من شهر سبتمبر الماضي سلسلة جديدة من العظات في اجتماع الأربعاء الأسبوعي، من خلال مزمور ٣٧ تحت عنوان “دروس في الحكمة”، ويعد موضوع اليوم هو الدرس الثالث عشر من دروس هذه السلسلة.