كشفت محامية هنيبعل القذافي، النجل الرابع للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، تفاصيل جديدة حول قضية اعتقاله في لبنان منذ عام 2015، والتي عادت للظهور مجددًا بعد انسحاب ليبيا من القمة الاقتصادية في العاصمة اللبنانية بيروت.
وقالت المحامية بشرى الخليل، في تصريحات لقناة “العربية”: “نسعى لإغلاق القضية قريبًا على الرغم من براءة القذافي، فيبدو أن اللبناني نبيه الرئيس نبيه بري يريد استثمار القضية سياسيًا مع الرئيس السوري بشار الأسد، كمعبر لإعادة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها بعدما مرّت بفتور منذ اندلاع الحرب في سوريا.
وكشفت أن “القصر الجمهوري في سوريا تابع القضية مباشرةً مع لبنان عبر السفير علي عبد الكريم علي، باعتبار أن هنيبعل القذافي كان طلب اللجوء السياسي إليها، إلا أن بري لم يتجاوب بوقتها مع السوريين بحجج متعددة”.
وأضافت أن “بري هو من كلّف المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم بالتواصل مع السوريين لإنهاء القضية من خلالهم، غير أنهم رفضوا ذلك وأبلغوه أنه يجب إنهاؤها عن طريق القضاء اللبناني”.
إقرأ أيضاً ...
وتابعت “الخليل” أن “مفاوضات جرت بين الرئيس بري والفريق الليبي لإنهاء ملف هنيبعل القذافي، لكن يبدو أنها وصلت إلى حائط مسدود”، مؤكدةً أن “القذافي بريء من تهمة حجب معلومات عن اختفاء الصدر، فهو كان صغيرًا جدًا عندما وقعت الحادثة، وهو أصبح ككرة نار يتقاذفها المعنيون بقضية الصدر بعدما استنفذت كل حججهم لتوقيفه”.
واعتبرت أن “إثارة قضية الصدر قبيل القمة العربية التنموية حرّكت مجددًا قضية هنيبعل القذافي”، مضيفة “ما حصل على الأرض من جانب مناصري حركة أمل قبل القمة العربية كان ردّة فعل طبيعية تجاه قضية محقّة”.
يذكر أنه في أواخر شهر أغسطس من عام 1987 اختفى رئيس “المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى” موسى الصدر أثناء زيارته طرابلس الغرب، ومع اختفائه دخلت العلاقات بين لبنان وليبيا مرحلة جمود على المستوى الرسمي ولم تنفع المبادرات العربية في حلٍ للأزمة.
ومؤخرًا عادت قضية الصدر إلى الظهور مجددًا على الساحة السياسية داخل البلدين، وذلك بعد أن سارعت “حركة أمل”، التي يرأسها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، مدعومةً من “المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى” الذي عقد اجتماعًا طارئًا، إلى رفض مشاركة ليبيا في القمة لأنها لم تتعاون في كشف مصير الصدر، وذهبت الحركة بعيدًا في التعبير عن ممانعتها للمشاركة الليبية، فعمد بعض العناصر إلى نزع العلم الليبي من أمام مقرّ انعقاد القمة العربية التنموية ووضعوا مكانه علم “أمل”، كما منعت سلطات مطار بيروت رجال أعمال ليبيين من الدخول إلى البلاد.
وعلى أثر ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الليبية انسحابها من القمة العربية، في المقابل دعا “المجلس الأعلى الليبي” إلى تجميد العلاقات الدبلوماسية مع لبنان.