في مثل هذا اليوم تنيَّح القديس أكاكيوس بطريرك القسطنطينية، كان عالِماً خبيراً بالكتب المقدسة وتفاسيرها، كرَّسوه قساً على كنيسة القسطنطينية، ولما اجتمع مجمع خلقيدونية، وأصدر قراراته لم يكن هذا الأب راضياً. وقد حزن على ما جرى للقديس ديوسقوروس عندما تنيَّح أناطوليوس بطريرك القسطنطينية، اختاروا هذا الأب بطريركاً
خلفاً له، على أمل إزالة ما حدث في الكنيسة من انشقاق، لكن المرض كان قد اشتد عليه، فرأى أن يهتم بخلاص نفسه. فأرسل رسالة إلى الأنبا بطرس الثالث البطريرك الإسكندري السابع والعشرين، يعترف له فيها بصحة إيمانه الذي ورثه عن القديسَيْن كيرلس وديوسقوروس، وقد أتبعها بعدة رسائل، يسأله قبوله معه في الشَّرِكة. وقد رد عليه البابا بطرس برسالة جامعة، أرسلها مع ثلاثة أساقفة، دخلوا القسطنطينية متنكرين. فاستقبلهم بفرح وقرأ الرسالة، واشتركوا جميعاً في القداس الإلهي. ولما عاد الأساقفة إلى مصر وقدّموا رسالة القديس أكاكيوس للبابا بطرس، فرح بها وأمر بذكر البطريرك أكاكيوس في القداسات. ولما سمع الأساقفة الخلقيدونيون بذلك نفوه بعيداً عن القسطنطينية. وظل في منفاه ثابتاً على الإيمان إلى أن تنيَّح بسلام.
بركة صلواته فلتكن معنا آمين