. وُلِدَ هذا القديس بإحدى بلاد أخميم من أبوين مسيحيين وكانت مهنة والده الفلاحة. رباه والده تربية مسيحية حقيقية، ومنذ حداثته مال قلبه إلى زهد العالم فلما كبر ترَّهب بأحد أديرة أخميم وأقام مدة في النسك والعبادة ثم انتقل إلى بلاد الأشمونين وأقام هناك في دير لم يغادره لمدة ست عشرة سنة.
ولما دخل العرب مصر وسمع أنهم يقاومون عقيدة التجسد الإلهي، نزل إلى الأشمونين وتقدَّم إلى قائد الجند وتناقشا في هذا الأمر وبينّ للقائد صحة إيمانه بضرورة تجسد الله الكلمة لخلاص العالم وأن بنوية الابن ليست عن طريق التناسل، لكنها بنوة من نوع خاص مثل ولادة النور من قرص الشمس، فغضب القائد وأمر جنوده فقطَّعوه إرباً إرباً وألقوه في النهر، فنال إكليل الشهادة وجمع المؤمنون أجزاء جسده الطاهر وكفَّنوه ودفنوه بإكرام جزيل.