انتقال المعركة بين الدولة والمتطرفين لعربات المترو
توالت حوادث. الاعتداء على الفتيات فى مترو الانفاق. للمرة الثانية خلال ٤٨ ساعة ؛وشملت الاعتداء على فتيات مسلمات ثم الاعتداء على فتاة مسيحية…وكأنها رسالة لجميع الفتيات والنساء اللواتى يركبن مترو الانفاق فى مصر ؛اما أن يرتدين. الزى الاسلامى أو يصادفن اعتداءات بالضرب والسباب؛وهى طريقة تذكرنا بما كان يحدث فى الجامعات المصرية فى النصف الأول من السبعينات لفرض الزى الاسلامى بالجامعة ؛وبين غض الطرف والصمت وتجنب المواجهة انتصر التيار الدينى حينذاك.
ماصادف وقائع الإعتداء على فتيات المترو أيضا كان عبارة عن غض طرف فى شكل أذهان الفتيات للتصالح وفى الواقعتان لم يطالب أحد بحق المجتمع مع فرضيةان التصالح تم رضاءا وهو أمر مشكوك فيه طبعا.
فى واقعة الفتيات المسلمات قالت أحد الضحايا فى فيديو نشرته جريدة الوطن أن المعتدية لو كان معها سلاح أبيض لاعتدت بها عليهما؟!
والأخرى المسيحية قالت عن أن الاعتداء عليها شمل ضربا مع شباب بأسوا الالفاظ؟!
مع تسليمنا الكامل بأن العامل المشترك فى واقعة. الاعتداء شيوع رغبة المتطرفين فى ارهاب الفتيات والنساء اللواتى يركبن المترو. بغية لفرض الزى الاسلامى المتشدد على كل فتاة أو سيدة تركب المترو ‘كخطوة لفرض الزى الاسلامى المتشدد على المجتمع بكامله ..وهو جزء أساسى فى شكل الدولة الدينية.
الملاحظة المهمة أن هذه الوقائع تتزامن مع تصريحات شيخ الأزهر التنويرية بحق المسيحين والكنائس وتتزامن أيضا مع احاديث رسمية عن انتهاء زمن التفرقة على أساس الدين وايضا تزامنا مع. عدد من المسلسلات التلفزيونية التى تتصدى للفكر. المتشدد والمتطرف؟!
وهو ما يجعل وقائع الإعتداء بمثابة رسائل. ترد على كل هذا؟؟!!!
الغريب أن تقف الدولة موقف المتفرج حتى اللحظة تجاه ظاهرة اعتداء توجه رسائل مباشرة للدولة نفسها أكثر من كونها رسائل لفئات من المجتمع
بل إن تمرير الوقائع بالتصالحات رضاءا أو اجبارا يقوى كل قوى التطرف التى تدفع لهذه الأحداث وبالطبع ستزيد من جرائمها لأنهم راهنوا على غض الطرف لأسباب كثيرة مفهومة للجميع وكسبوا الرهان.
بشكل أو بآخر هذه الوقائع خلقت حالة من الترقب لدى قطاعات واسعة من المجتمع؛عما ماذا ستفعل الدولة تجاه وقائع ممنهجة تزداد يوما بعد يوم..تستهدف اللحمة الوطنية والحريات الشخصية التي وتستخدم كاداة لفرض ثقافة الدولة الدينية التى يسعى لها تيار يسعى للحكم السياسى؟
ببساطة شديدة انتقلت المعركة بين الدولة والتيار المتطرف إلى عربات المترو؟ومخطىء من يعتقد أنها حوادث عابرة.