تذكار_نياحة القديس_تادرس_الطبانيسي التلميذ_الخاص_للقديس_باخوميوس أب_الشركة_الرهبانية.
وُلِدَ نحو سنة 323م في مدينة لاتوبوليس( إسنا حالياً ) من عائلة شريفة غنية متدينة. وقد أظهر منذ صغره ميلاً نحو حياة الفضيلة والزهد، وفي سن الثانية عشرة انطلق إلى دير صغير قريب من إسنا، وهناك انفرد في عبادته، وكان ينمو في القامة الروحية. ولما سمع عن القديس باخوم اشتهى أن يكون واحداً من أولاده. وعندما بلغ الثالثة عشرة من عمره، دبر له الرب الذهاب إلى الأنبا باخوم، عن طريق راهب يدعى ” باكيسيوس “، الذي كان قد جاء إلى الدير حيث يوجد تادرس. ولما طلب تادرس منه أن يصحبه إلى القديس باخوم، أخذه معه، وكان الأنبا باخوميوس قد تنبأ أن شاباً صغيراً سيأتي إلى الدير سيكون يوماً ما خليفته في إدارة الأديرة… وبعد وصول تادرس قبله باخوميوس، ولما رأى طاعته وجهاداته العالية في الفضيلة اختاره ليكون تلميذاً خاصاً له. وبعد فترة من الزمن عيَّنه الأنبا باخوميوس رئيساً لدير بانسين، ولم يكن قد بلغ الرابعة والعشرين من عمره. وعندما أظهر نجاحاً استدعاه القديس باخوم إلى دير بافو الرئيسي ليكون بجانبه، وعيَّنه مشرفاً على سائر الأديرة الباخومية. وكان يفتقد الإخوة ويشفي أمراض نفوسهم ويقبل الراغبين في الرهبنة. وكان يمتاز بلطفه وبشاشته لذلك كان مهاباً من الكل ومحبوباً من الجميع… استمر تادرس طيلة حياة أبيه باخوميوس ساعده الأيمن وابنه المطيع. وبعد نياحة معلمه، صار بترونيوس هو الأب العام للأديرة لفترة وجيزة ثم تنيَّح، وخلفه أورسيسيوس الذي كان قلبه متعلقاً بتادرس… وعندما حدث الانشقاق بين الأديرة طلب أورسيسيوس من تادرس أن يكون هو الأب العام للأديرة لحكمته وإفرازه، وبعد إلحاح شديد قَبِلَ تادرس ذلك، على أن يكون تحت إرشاد الأب أورسيسيوس.بعد فترة وجيزة مرض القديس تادرس فجمع رؤساء الأديرة وطلب منهم الصفح. وصار الإخوة يبكون وحزن الأب أورسيسيوس. أما هو فطلب صلواتهم وانطلق إلى الفردوس. فكان لانتقاله أثراً كبيراً وحزناً شديداً في الأديرة الباخومية.بركة صلواته فلتكن معنا.ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.