فى سنة 1829 م الموافقة سنة 1545 ش ولد القديس الأنبا أبرآم بمدينة دلجا التابعة لمركز ديروط مديرية أسيوط ويوجد قول آخر أنه ولد بعزبة جلده مركز ملوى مديرية المنيا – من أبويين مسيحيين مشهود لهم بالتقوى تقيين وسمياة بولس فربياه تربية مسيحيه, وعندما كبر أرسله أبوه إلى كتاب (لم يكن هناك مدارس للتعليم ولكن كانمعلم الكنيسة يعلم الأطفال ) القرية فتعلم المزامير والتسابيح ,ولما أظهر نبوغا بين أقرانه رسمه الأنبا يوساب أسقف صنبو شماسا على كنيسة جلده , وقد أحبه الجميع لأنه أقتنى الفضيلة والتقوى والورع وكان هادئل , تقيا , محباً للصوم والصلاة , مواظباً على العبادة محتشماً فى ملبسه قنوعاً فى مأكله كثر الأقتراب للرب يسوع بعيد عن الإختلاط بالناس ورسم شماسا فى الخامسة عشره من عمره بيد نيافة الأنبا يوساب اسقف صنبو .
وقرية دلجا مركز ملوى وكانت بلد عريقه كان بها اربعه وعشرون كنيسة واربعه اديره كبيرة لـم يبقى منهم سوى كنيسة واحده باسم السيدة العذراء وهـى التى نـال فيها القديس سر المعمودية وتربى بها وفى الثامنة من عمره سنة 1838 م تنيحت والدته وبعدها بثلاث سنوات تزوج ابوه ومنذ ذلك التصق القديس بالكنيسة
وعندما بلغ بولس من العمر 17 سنة ولم يعرف شيئاً عن ملذات العالم وتهريج الشباب فقد سبق أن سلم نفسه وحياته للرب يسوع , ولم يجتذبه العالم إليه ولكن أجتذبه الرب يسوع وعزم نهائيا أن يترك العالم لأهل العالم وهرب من البحث وراء غنى العالم وشهواته وتعظم معيشته مفضلاً حياة الفقر فى الرهبنة وفى التاسعة عشرة من عمره فى الثامنة عشر من عمره قـرر تـرك العالم واختار حياة التكريس الكامل للـرب فذهب الى ديـر السيدة العذراء المحرق ثم بعد عام رسم راهبا فى سنة 1838 م بيـد القمص عبد الملاك الهورى رئيس الدير باسم الراهب بولس غبريال الدلجاوى المحرقى اشتم رائحة المسيح الذكية فيه نيافة الأنبا ياكوبوس مطران المنيا فارسل لرئيس الدير يطلب منه السماح للراهب بولس غبريال بالخدمة فى المنيا فوافق الرئيس واطاع الـراهب بولس وذهب هناك سنة 1859 م وبعد عام رسم قساً بيد الأنبا ياكوبوس ثم بعد ثلاث سنوات اراد الرجوع الى ديـره وتمت العوده سنة 1863 م
فى سنة 1866 م عـزل القمص عبد الملاك الهورى من رئاسة الدير واتفق الرهبان على تزكية القس بولس الـدلجاوى ان يكون رئيساً للـدير وتقدمـوا بطلب لقداسة البابا الأنبا ديمتروس الثانى البابا 111 فى تعداد البطاركه الذى كان له معرفة شخصية بسيرة القديس العطره ووافق على ان يكون رئيساً للدير وتمت رسامته قمصاً من قبل البابا
ذهب إلى الدير المحرق وهو أقرب دير إلى بلدته وكان الدير المحرق تحت رئاسة القمص عبد الملك , وكان الرهبان فى ذلك الوقت يقومون بكل أنواع الخدمة فى الدير من رعى الماشية وتفليح الأرض وأعداد الخبز والطعام فى معيشة مشتركة , فأعطيت لبولس القادم الجديد مسئوليات شاقة فقام بها , وعندما أراد رئيس الدير أن يرشحه ليرسم راهبا سأل عنه الاباء والرهبان والشيوخ الذين تولوا تدريبه هل يستحق الرهبنة ؟ فأجابوه بالأجماع : نعم مستحق .
فسيم بولس راهباً بأسم بولس غبريال فإزداد تواضعاً وتقوى , وكان من أبرز فضائلة التى حاول تنميتها وهو راهباً هو أن : يجرد نفسه من محبة متاع العالم ولا يقتنى إلا الكنز الوحيد ألا وهو محبة الرب يسوع , مقتفياً أثار الرب وطريقته فى الحياة حيث قال الكتاب عن الرب يسوع ليس له مكان لأن يسند رأسه , فكان يوزع كل ما تصل إليه يداه للفقراء والمساكين عملاً بقول الإنجيل : ” مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ (أع 20: 35 )
وأشتهر بفضائلة وتناقلت الأفواه أعماله وسمع عنه المتنيح الأنبا ياكوبوس مطران المنيا فأرسل إلى الدير المحرق يطلب إرسال الراهب بولس غبريال ليراه , فذهب إليه وسافر إلى المنيا وعندما وقف أمامه بولس غبريال فردد قول ملكة سبأ حينما شاهدت سليمان وكل عظمته وقال : ” لقد رأيت أكثر مما سمعت “
وعينه وكيلاً للمطرانية وما أن عين فى هذا المركز حتى حول المطرانية إلى مأوى للغرباء وملجأ للأيتام والمساكين , وهذا الأمر لم يروه أهل المنيا من قبل فتناقلت الألسنة فضائلة وحكاياته وعطفه ومحبته لهم فقد أعتبروه أبا رحيما شفوقاً عليهم , وعاد إلى ديره بعد أن رسمه المطران قسا بأسم بولس غبريال .
وعاد القس بولس غبريال إلى الدير المحرق فى الوقت الذى حدث خلاف فى الدير وطلب الرهبان عزل رئيسهم القمص عبد الملك , وأعتكف فى صومعته على الصلاة والصوم حسب ما تعود بعيداً عن مشاكل الدير وخلافاته , وكان القس الراهب بولس غبريال مثلهم الأعلى فى الرهبنة وكانوا دائما يلتفون حوله ويسمعون إليه , وعندما وجد الأنبا ديمتريوس البابا 111 هذه الخلافات عزل رئيس الدير وأختار الرهبان بالأجماع القس الراهب بولس غبريال رئيسا عليهم .
القس الراهب بولس غبريال رئيس الدير المحرق،
كان عمل القس بولس فى الدير هو تدبير أمور الدير بحكمة كأب حكيم ليس بصفته رئيساً يل خادماً للجميع فسار على مبادئ أساسية وهى : –
1 – اهتمامه الروحى ساعد على جذب عدد كبير من الشباب المحب للفضيلة وازداد عدد الرهبان فى فترة رئاسته حتى وصلوا 40 راهبا ترهبوا فى اسبوع واحد على دفعتين وكثير من تلاميذه صاروا قديسين مشهورين لأنه أهتم بحياة الراهب الروحية وكان يحضهم على السير فى حياة الفضيلة وهجر العالم والأكثار من الصلاة والصوم ومراقبة سلوكهم فى رفق ومحبة وقيل أن الدير فى أيام رئاسته كان يشبه الحياة فى السماء ., أن يساوى بين رهبان الدير يعطى الكرامة لمن له الكرامة ومن يحتاج لمساعدة يقدمها له يحب الجميع
2 – اهتمام القديس بالمكتبة اهتم بها أهتماما كبيرا حيث نجد بمكتبة الـدير المحرق الكثير مـن المخطوطات التى ليس حصر وكتب التفسير
3 – زيادة رقعة الارض الزراعية قد اهتم باستصلاح قطعة ارض وزراعتها حتى وصلت مساحتها عشرين فدانا ومازالت تعرف باسم حديقة الأنبا ابرآم
4 – مبانى الدير اهتم ببناء سور الدير وترميمه كما قام ببناء بعض المبانى الاخرى
5 – الحفاظ على املاك الدير وجود وثائق منها وثيقة اعفاء اطيان الدير وقدرها 172 فـدان من رسم الايلوله لوجود حجج تمليك شرعيه طالب بها القديس.
6 – مشاركة الدير فـى احتياجات الفقراء كـان القديس محباً للفقراء والعطاء واراد ان ياخذ الدير بركة هذه الفضيلة فاعطى للفقراء والمحتاجين كثيراً وكانت هذه الفضيلة سببا من أسباب طلب بعض الرهبان عزل القمص بولس عن وفتح القس بولس رئيس دير المحرق أبواب الدير على مصراعية للفقراء والمعوزين ورحب بالبؤساء والمحتاجين والأرامل والأيتام والذين أحنى عليهم الدهر .. فجبر كسر قلوبهم بعطفه وحنانة الأبوى .
فذاع صيته وعرف أمر محبته ونطقت ألسنة الأقباط وغيرهم بأعماله وإلتهبت القلوب سعياً لمعرفته والتبرك به وطلب الدعاء لأجلهم حتى يتحنن الرب يسوع ويحل مشاكلهم .
وأنتشرت فى ألآفاق بذور الإيمان وأزداد إشتياق الشباب للرهبنة حتى يقلدوا سيرته , فتوجه الكثير منهم إلى دير المحرق , فقبل منهم 40 شابا أنتظموا فى سلك الرهبنة , وعلمهم الطريق إلى الحق والحياة حتى صار منهم أساقفة ومنهم طيب الذكر الأنبا مرقس مطران أسنا والأنبا متاؤوس مطران الحبشة والمتنيح القمص ميخائيل البحيرى يقودون غيرهم إلى الطريق الذى سلكه القس بولس غبريال خاصة القمص ميخائيل البحيرى الذى ألتصق بحياة معلمه القس بولس غبريال وأتخذها مثالا لطريقه فصار قديساً طاهرا ورعا مملوءا نعمة وأثماراً صالحة .
عـــزله من الرئاسة – وذهابه إلى دير البراموس
وأمتلأ الدير من أخوة الرب الأصاغر فى حظيرته من الفقراء والمحتاجين , ولم يرتح عدو الخير ورئيس هذا العالم لهذا العمل فبدأ الشرير فى زرع الزوان فى هذا الحقل المثمر فأثار الرهبان ضد رئيسهم لأجل الخير الذى يفعله فصاحوا الصيحة القديمة التى صاحها يهوذا قائلين : ” ما هذا الإتلاف ” .. وأتهموا القديس بتبديد أموال الوقف وأصروا على عدم قبوله رئيسا بعد لئلا يقضى على ما تبقى من أموال الدير .
بعد مـا يقرب من خمس سنوات من رئاسته للدير قـام بعض الرهبان بطلب إلى نيافة الأنبا مـرقس مطران البحيرة القائمقام بعد نياحة البابا ديمتريوس بعزل القمص بولس عن الـرئاسه بحجه انه يبدد اموال الدير على المساكين وهذا يوشك الدير على الافلاس والبعض اقدموا على ذلك رغبة منهم فى رجوع ابيهم الرئيس السابق القمص عبد الملاك الهورى واستجاب لهم الأنبا مرقس وتم عزله فى سنة 1870 م وتولى القمص ميخائيل الابوتيجى رئاسة الدير بعده وفرح البعض والبعض لـم يكن راضى.
بعد عـزله كرئيس واظهار عدم الرضا مـن بعض الرهبان وايضا جمهرة الفقراء والمحتاجين والمطالبه بالقمص بولس رأى القمص بولس من الافضل ترك الدير والذهاب لدير اخر وفى سنة1870م ترك الدير وذهب معه بعض تلاميذه المحبين له وهم القمص اقلاديوس الميرى والقمص سليمان الدلجاوى والقمص ميخائيل المصرى والقمص اقلاديوس الخالدى وكـان القمص ميخائيل البحيرى يريد الذهاب لولا القمص بولس غبريال الذى رفض ذلك فتوجهوا الى البطريركيه ومن هناك الى دير الأنبا بيشوى ولم يمكثوا اكثر من ثلاثة شهور انتقلوا بعدها الى دير السيدة العذراء البراموس وكان يوجد به القمص عبد المسيح المسعودى الكبير وهو تلميذ بولس غبريال وظلوا بدير البراموس احد عشر عاما حتى سنة1881م .
فعزلوه وطردوا الفقراء الذين كان يعولهم , ولم يتوقف الغضب عند هذا الحد بل حكموا بطرده من الدير , فقبل ذلك شاكرا مسرورا وكان يقول : ” أنا أعرف بأن الله يجعل كل الأشياء تعمل لخيرى ” ومن الملاحظ أن السبب الأساسى لطردة هو محبة الرهبان المال الذى هو أصل كل الشرور بالرغم من أساس رهبنتهم هو الفقر الإختيارى عاملين فى جد ويكفى اليوم شره وأن أقصاءه من امام عيونهم لكى يستريحوا ناسيين أعماله الصالحة مقارنة بأعمالهم .
وترك القس بولس غبريال دير المحرق مطرودا هو والفقراء وترك البلدة بين صراخهم وعويلهم وذهب أبيهم وراعيهم واثقا فى الرب يسوع الذى يعطى الجميع بسخاء , وسافر إلى مصر ومعه بعض أولاده منهم الأنبا متاؤوس مطران الحبشة السابق (كان راهب فى ذلك الوقت) وأيضا القمص أقلايوس الميرى , والقمص سليمان الدلجاوى وغيرهم , وقابلوا الأنبا مرقس الوكيل البطريركى وأتفقوا معه على أن يذهبوا إلى دير البراموس , وكان رئيسه فى ذلك الوقت القمص يوحنــا النــاسخ ( أصبح فيما بعد الأنبا كيرلس الخامس ) فقابلهم بالترحاب وأسكن كل واحد منهم فى قلاية واقام هناك معتكفاً مواظباً على الأصوام والصلوات.
وفى سنة 1881 م وصل وفد من أمبراطور اثيوبيا يوحنا كاسا يطلب رسامة مطران وثلاث أساقفة , فوقع أختيار البابا على القمص يوحنا الناسخ رئيس دير البراموس ووضعوه تحت الحفظ حتى وقت رسامته ولكنه هرب متخفيا فى غير ثيابه , فإختاروا بدلاً منه الأنبا بطرس ثم الأنبا متاؤس وأسقفين معه, ولما كان هؤلاء الأساقفة هم من تلميذى القس الراهب بولس غبريال وعرفوا أن أن كرسى الفيوم والجيزة شاغراً فطلبوا من البابا رسامة أبيهم على هذا الكرسى بدون معرفة منه , وتمت رسامته فى شهر أبي سنة 1597 ش الموافق سنة 1881 م أسقفا للفيوم والجيزة بأسم ألأنبا آبرآم .
فى سنة 1881 تمت رسامه القمص اقلاديوس الميرى مطرانا لأثيوبيا باسم الأنبا بطرس والقمص اقلاديوس الخالدى أسقفا لاثيوبيا باسم الأنبا متاؤوس وقد سبقهم القمص ميخائيل المصرى أسقفا على كرسى صنبو باسم الأنبا اثناسيوس هؤلاء اجتمعوا وطلبوا من قداسة البابا كيرلس الخامس برسامة ابيهم القمص بولس غبريال أسقفاً للفيوم حيث كان أسقفها قد تنيح منذ فترة وقـد ساند تلك التزكية القمص عبد المسيح المسعودى الكبير ووافق البابا على ذلك واطاع القمص بولس غبريال الذى لم يعلم فى بداية الامر بتلك التزكية وبهذا التدبير الالهى صار القمص بولس غبريال المحرقى اسقفا للفيوم والجيزة باسم الأنبا ابرآم فى شهر ابيب 1597 ش 1881 م
وقد رسم فى نفس اليوم معه نيافة الأنبا ايساك مطران بنى سويف حيث كانت بنى سويف والفيوم والجيزة ايبارشية واحدة منذ مائة سنة لهذا التاريخ
قداسة الأنبا آبرآم أسقف الفيوم
1 – تواضع الأنبا آبرآم ووداعة قلبه فى معاملته للكهنة :
كان يدعوا الكهنة أخوته .. وكان يقرأ أنجيل القداس الإلهى على المنصة للقراءة ( المنجلية) كباقى الشعب , وكان يرفض رفضاً باتا أن يعطى له البخور من الكهنة قائلاً أن : البخور يطى للرب فقط وليس لأنسان مثلى ” .. وكان إذا دخل الهيكل لا يجلس فيه بتاتاً ..
اعملها مضيفة للفقراء يا بني !
الصورة تعود لسنة 1902 حينما حضر الي مصر الانبا متاؤس مطران الحبشة وكان تلميذا للانبا ابرام اسقف الفيوم والجيزة وترهب علي يديه وحينما ترك الراهب بولس الدلجاوي ديره تركه معه … وتم سيامته اسقفا عام 1881 مع ثلاثة اخرين من تلاميذ الراهب بولس علي يد البابا كيرلس الخامس … وطلبوا من البابا ان يرسم ابوهم الروحس اسقفا وقد كان … وتم سيامة انبا ابرام اسقفا علي كرسي الفيوم والجيزة في نفس العام 1881 المهم في سنة 1902 حضر إلى مصر الانبا متاؤس مطران أثيوبيا السابق وذهب لزيارة ابيه الروحي الانبا ابرام وزار معه عددا من الاديرة وبلاد الصعيد وصلوا مدينة أبو قرقاص، وهناك دعاهم الارخن أديب بيك وهبى الي سرايته ولم يكن الله قد اعطاه اولادا ..فتكلم مع الأنبا أبرآم سراً وقال له : ” ليس لى ولد يرث أسمى وقد سمعت عنك أنك رجل الرب وأن صلاتك مقبوله لديه فصلى لأجلى ليهبنى الرب غلاماً .. فصلي الانبا ابرام وطلب القديس كوب من الماء وصلى على الماء ورش في البيت كله ثم رشم زوجة أديب بيك بالزيت وقال لهما : ( إن شاء الرب في مثل هذا العام يكون لكما ولداً )وأشار إلى قطعة أرض خالية الي جوار البيت وقال لأديب بيك : ” لمن هذه ” قال : ” أنها ملكى ” فأجابه أعملها مضيفة للفقراء يا أبنى “وبعد مضى عام رزق أديب بك ولداً وسماه ابوه ( وهبي )
أثناء القداس الإلهى يوم أحد لاحظ عدم أنسجام أصوات الشمامسة والعرفاء فلفت نظر العريف المعلم يعقوب الكبير عما حدث فتأثر منه المعلم وتخلف فى اليوم التالى عن حضور صلاة الغروب التى كان معتاداً أن يحضرها يوميا بدار الأسقفية فسأل عنه الأسقف , فسأل عنه الأنبا آبرآم أسقف الفيوم فأخبروه أنه تخلف بسبب توبيخه له وتأثر ( واخد على خاطره) ففى الحال قام وذهب لمنزل المعلم يعقوب سيراً على الأقدام لأسترضائه ومصافحته ومصالحته , وعندما طلب الأسقف النبا أبرآم منه الصفح بكى العريف وقال : ” أصفح عنى أنت يا سيدى ” ورجع ألأسقف إلى دار المطرانية مع انه لم يكن يخرج بعد الساعة الثامنة مساء مطلقاً
السمك المقلى والسمك المطبوخ
وكان يجتمع مع الشعب بعد صلاة القداس ليلقى عليهم عظة فدعاهم مرة للأغابى (أكل بمحبة ) على أكل سمك وكان يوجد أغنياء وفقراء وكان الطباخ قد حجز كبار السمك وقلاهم فى الزيت أما السمك الصغير فطبخهم فى وعاء كبير للفقراء , ولما جاء الميعاد قدم الطباخ السمك النقلى فى أطباق على المائدة ليأكل الأغنياء ثم جاء الأنبا آبرآم ليبارك ولما رأى أنه صنف جيد قال للطباخ : ” هل عملت السمك كله هكذا ؟ ” فقال له بل طبخت الباقى للفقراء , فأمره بأحضار الوعاء الذى فيه السمك المطبوخ ويوضع السمك المقلى مع المطبوخ , وقال للطباخ : ” ضع من الإثنين فى ألأطباق : ” من يأكل فليأكل من هذا , ليس عند الرب أغنياء وفقراء بل الكل واحد أمامه ” فأكلوا جميعا بفرح وسرور ودخلت المحبة قلوب الأغنياء ولم يتكبروا ومعهم أسقفهم الذى يحبونه مع ملاحظة أن الأنبا آبرآم لم يأكل من هذا ولا ذلك لأن طعامة فى أيام الصوم إلا العدس والفول والبقول أما فى الفطار فكان يشرب اللبن المستخرج منه زبدته .
الدرجـــة الأولى فى القطار
دعى الأنبا أبرآم لأحدى البلاد وكانت وسيلة المواصلات الوحيده هى قطار السكة الحديد فأحضر له أحد الأعيان تذكرة أولى , ولما ركب القطار نظر حوله فلم يجد إلا الأعيان والأغنياء الذين دعوه لزيارة البلدة , فسألهم هل هذه العربة تختلف عن عربات الفقراء ؟ فقالوا له نعم !! وللوقت أغرورقت عيناه بالدموع وقال لهم : ” حرام عليكم يا أولادى ! ألم يكن الأفضل أن يعطى فرق الثمن التذكرة للفقراء والمحتاجين هذا العمل لا يتفق وروح المسيح , نجلس هنا على فراش ناعم وثير وهم يتضورون جوعاً لا سند لهم ولا عون , وعربتنا وعربتنا ستصلان فى وقت واحد إلى مكان واحد “
وحدث أن طلبه الأنبا كيرلس الخامس البطريرك الـ 112 ليرقيه مطرانا أسوة بأخوته الأساقفة رفض بشدة وأكتفى بما وهيه الله إياه .
2 – كان رجل صــلاة كان الأنبا أبرآم رجل صلاة فقد كان يقضى أياماً فى خلوة مع الرب يسوع وكان يأمر خادمه أن يغلق عليه حجرة نومه ولا يزعجه أحد فى أثناء صلواته , وكان يقف فى القداسات منتصباً حتى ينتهى من توزيع الأسرار المقدسة .
ولم يتحدث قط فى أى حديث آخر عن الرب يسوع وإذا تحدث تكلم عن الروحيات وإذا سكت كان يقرأ فى الكتاب المقدس أو الكتب الروحية .
ذهب لزيارة الفيوم رجلاً كبيراً من رجال الحكومة أسمه توفيق باشا (باشا لقب ينعم عليه الملك ) ودعا جميع الأعيان لتناول الغداء فى حضرته وكان ممن دعوا أعيان الفيوم واسقفها الأنبا أبرآم , فكان التشريفاتية (منظموا الحفل ) يرحبون بالمدعوين , وخص أحدهم الأنبا أبرآم بأكثر تحية وقال له : ” أنى أراك لا تأكل ” فقال له : أنى آكل ” فقال له : ” أنك لا تأكل إلا قليلاً من المخللات ” فلاحظ ذلك المغفور له توفيق باشا فقال له : ” لماذا لا تأكل يا حضرة الأسقف ” فأجابه : ” يا أفندينا اليوم الجمعة ” ففهم توفيق باشا أنه صائم فأمر ان تقدم له الفواكه , وقال له : ” إن شاء الله أراك قبل سفرى ” فدعا له الأنبا أبرآم بطول العمر مع التوفيق فإبتسم توفيق باشا .
3 – نسكه وزهده كان ناسكا زاهداً عن تعظم المعيشة
ومع أنه كان يعيش فى مطرانية إلا أن كل شئ فيها كان بسيطاً
بنيت لكم مساكنأ فى السماء
أراد أغنياء الأقباط أن يجددوا دار المطرانية وتوسيعها حتى تليق بالزوار فجمعوا له مبلغاً كبيراً فى ذلك الوقت (200 جنيه) وسلموه للأنبا أبرآم , وبعد وقت قليل أحضروا المقاول ليتفقوا مع على شروط البناء , ولكن الأسقف قال لهم : ” أنتم أتأخرتم لقد بنيت .. لقد بنيت ” فقالوا له : ” أين هو البناء يا أبانا , هاهو كل شئ كما هو !! ” فقال لهم : ” لقد بنيت لكم مسكنا فى المظال الأبدية ” ففهموا للوقت أنه أعطى المبلغ للفقراء والمحتاجين .. فلم يعطوه مبالغ أخرى خاصة بمشروعهم فى تجديد المطرانية وصرفوا هم على البناء وتوسيع المطرانية حتى تليق بأسقفهم وزواره .
اما طعامه فقد كان لا يزيد عن صنف واحد من الطعام من أبسط الأطعمة التى يأكلها الفقراء ..
أشتهت نفسه أن يأكل حماماً
وكان صارما مع نفسه لا يدعها تتغلب عليه وفى مرة أشتهت نفسه طعاماً فكلف الطباخ بأن يجهز له حماماً ليأكله
فأعده الطباخ وأحضره له وقت الغذاء فأمره بحفظه لوقت آخر , فعاد الطباخ فى وقت العشاء فأمره بإرجاعه لوقت آخر وأمره أن يحفظه حتى يطلبه بنفسه , وبعد مضى أربعة أيام , أمر الطباخ بأحضار الحمام , فتعجب الطباخ وأحضره إليه فخاطب الأنبا أبرآم نفسه قائلاً : هذا ما أشتهيت أن تأكلى يا نفسى , فكلى النتانة يا نفسى إن أمكنك ذلك ” ثم أمر الطباخ أن يطرحه خارجاً .
أما ملبسه فقد كان بسيطا ولكنه غير حقير لرعاية الكهنوت وكرامته كما ترى فى الصوره , ولم يلبس الملابس الفاخرة الثمينة .
سوء معاملة الفقراء
وحدث مره ان أستكى له الفقراء الذين كان يطعمهم فى دار المطرانية من سوء معاملة الطباخ لهم وكرروا الشكوى فلبس لبساً غريباً وغطى رأسه وأندس بينهم , ورأى كيف يعامل الطباخ الفقراء وتحقق من صدق الشكوى , فطرد الطباخ وأستبدله بآخر
وكان صارما فى تنفيذ قوانين الكنيسة
لأنى أكره الطلاق يقول الرب ( ملا2: 16)
لم يصرح الأنبا أبرآم فى حياته بالطلاق , وأعتبره ناتج من الخلافات التى يبثها الشيطان وخطيه تهدم العائلات وتفسد العلاقات وكان طريقته هو حل تلك الخلافات وبذور الزوان بين المتخاصمين وكان دائما يردد عبارة الكتاب المقدس لأنى أكره الطلاق يقول الرب (ملا 2: 16) وكان لا يصرح بزواج لا يتفق مع قانون الكنيسة حتى ولو توسط له الكبار
شفى من مرضه فتهلل الشعب بفرح
فى سنة 1893 م سقط مريضا ولازم الفراش وصرح الأطباء أنه شبه سوس (نخر) فى عصب الرجل , وقرر جميع ألأطباء أنه خير له أن تقطع رجله لأنه لا أمل يرجى منها , فذكر قرار الأطباء للأنبا أبرآم أحد أولاده الخصوصيين , فإبتسم إبتسامة لطيفة وقال : ” الرب يسوع لا يرضى , وأنا مطمئن أنه سيخيب ظنهم “
وبعد أن ظل شهرين طريح الفراش شفى تماماً وخرج إلى الكنيسة وقدم القربان فى وسط الشعب وكان فى أحد الشعانين والشعب يحمل الرزعف وأغصان الزيتون فهتف الجميع بفرح قائلين للرب يسوع : ” أوصنا مبارك الآتى بأسم الرب ” لأنه شفى أسقفهم وكان الزحام بلغ أشده وأتى الجميع من البلاد المجاورة .
كيف صالح المطران مع الكاهن؟
عرف ذات مرة أن هناك سوء تفاهم بين مطرانا وأحد الآباء الكهنة وعرف أيضا انهما فى خصامهما كانا يصليان معا , وعرف أن كثيرون أجتهدوا فى إيجاد السلام بينهما ولم يفلحا , وحدث أن الأنبا أبرآم كان فى المقر الباباوى , وفى المساء وقف المجتمعون للصلاة وطلب أحدهم من الأنبا أبرآم أن يختم بالصلاة الربانية فصلى وعندما وصل إلى القول : ” وأغفر لنا ذنوبنا ” أبدلها قائلاً بصوت عال : ” ولا تغفر لنا ذنوبنا ” فعارضه المجتمعون وظنوا أنه حدث سهوا منه أن نطق بهذه العبارة فأجابهم قائلاً : ” هل نكذب على الرب يسوع ؟ كيف نقول له أغفر لنا كما نغفر نحن أيضاً , ونحن متخاصين ؟ ” وبعد أن نطق هذه الكلمات المملوءه نعمه وحكمة خجل المتخاصمين من خلافهما وتصافحوا وقبلا بعضهما البعض والدموع تتساقط من عيونهما .
كان لطيفاً فى صراحته
حضر الأنبا أبرآم مجلس للأعيان (الذى يملكون أراضى زراعية واسعة ) يحاكم أحدهم ولاحظ أن أحد هؤلاء الأعيان لا يقول الصدق فى الموضوع المعروض أمامهم فوبخة بصرامة فقالوا له : ” يا أبانا الذى توبخه هو فلان (باشا) ” فأجاب محتداً : ” هل فلان باشا أعظم من الإله الذى سمح لعبده موسى أن يكلمه ؟ “
لقد سمعت عنك أنك رجل الرب يسوع
فى سنة 1902 حضر إلى مصر الأنبا متاؤوس مطران أثيوبيا السابق فرافقه الأنبا أبرآم حتى وصلوا مدينة أبو قرقاص , وهناك دعاهم المرحوم / أديب (بك) وهبى ولم يكن له ولد فى ذلك الوقت , فأختلى مع الأنبا أبرآم سراً وقال له : ” ليس لى ولد يرث أسمى وقد سمعت عنك أنك رجل الرب يسوع وأن صلاتك مقبوله لديه فصلى لأجلى ليهبنى الرب غلاماً , فلبى طلبه , وطلب القديس كوب من الماء وصلى على الماء ورش فى البيت كله ثم رشم قرينة أديب (بك) بالزيت وقال لهما : ” إن شاء الرب يسوع فى مثل هذا العام يكون لكما ولداً ثم باركهم جميعا ودعا لهم وأشار إلى قطعة أرض فضاء وقال لأديب بك : ” لمن هذه ” قال : ” أنها ملكى ” فأجابه أعملها مضيفة للفقراء يا أبنى ” وبعد مضى عام رزق أديب بك ولداً وهو الأستاذ وهبى أديب .
ذهب إلى الأنبا أبرآم القديس المرحوم جوهر عطية واعظ الأقباط فى طنطا ومعه زوجته ولم يرزقا بنسل مدة طويلة , فباركهما نيافته وقال لزوجته : ” إن شاء الرب سيعطيك أبنا وتسميه يوسف , ومضى سنة وأنجبت طفلاً أسمياه يوسف
الذى من الرب يثبت والذى من الشيطان يسقط
سافر شخص طلباً للرزق والعمل وظل بعيدا عن زوجته سنه كاملة ولما عاد وجد زوجته حاملاً فشك ولما سألها أنكرت ولما تضايق ذهب إلى النبا أبرآم وعرض عليه الموضوع فأستدعى الأنبا أبرآم الزوجه وسألها سراً عن الحقيقة فأصرت على الإنكار , ونسيت المرأة الخاطئة أنها أمام قديساً ولا بد أن يستعلن له الأمر , فتركها الأنبا أبرآم تذهب ودخل وصلى إلى الرب يسوع ثم خرج وأرسل فى طلب الزوج وقال له : ” الذى من الرب يثبت والذى من الشيطان يسقط ” وبعد أسبوع أجهضت الزوجه وماتت الزوجة الخائنة .
المقال السابق
قد يعجبك ايضا
Xnxx Hott Xxx Sexy Video india-office 18 hindi web series filmporno malena fighe pelose xxx gay videos hot xnxxمترجم หนังAV Telugu desi indian wife late night homemade fuck with her husband Arab Sex x arab videos
oversexed mamma asks her active paramour to drill her hard. hdporn
bikini sappho teen queening classy mature.xxx video