أتابع رحلة الحياة بقلم الأنبا إرميا، وتابعت معه تاريخ (مصر الحلوة)، خاصة دور الباباوات المتتابعين على تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية.لغة إرميا سهلة، ورغم عمقها فإنها تصل إلى الكل بنفس المستويات فى الصحف اليومية المصرية، والكتب المتنوعة، وإذا قرأت له فسوف تدمن هذه النوعية المميزة من الكتابات، لسلاستها وهدفها البنائى، والمعرفى فى حب الوطن، ولأن إرميا يملأ فراغا ثقافيا فى مجال تخصصه، وفى مجالات مهمة لبناء الشخصية المصرية، وزيادة لحمة المصريين (مسلمين ومسيحيين)، ووحدتهم البارزة عبر التاريخ، ويقدم وقائع التاريخ بصدق، ورؤية، ورغم أنه تاريخ بلغة المحبين، فإنك تدرك صدق رواياته الموثقة. تابعت الكاتب الموسوعى الذى ظلمته وظيفته الكهنوتية الرفيعة، ورغم ذلك استطاع أن يجمع بينهما باحترافية، ومهنية قل نظيرها، حيث إن كليهما يحتاج إلى تفرغ يستولى على كل الوقت، ولكن حيويته ومثابرته حققتا هدفه. زرت إرميا فأهد فى موسوعة غنية بالمعلومات من تأليفه عن قناة السويس (منذ إنشائها إلى ازدواجها)، والتى عنونها «هدية مصر للعالم»، ولم ينس أن يمدنى بالتوثيق التاريخى الرائع لكتابات البابا شنودة (بابا الإسكندرية الـ«١١٧»)، وقد ملأ حياته الفتية فكرا، وعملا مميزا جعله فى سجل الخالدين، كما قدم لى مجموعة مقالاته فى «الأهرام»، حيث ذكرنى بأننى أول من دعوته للكتابة فيها، وقد كان مقاله الأول فى 29-٧-2006، وشعرت بأنه أحيا ذاكرتى، وتذكرت زيارتى لقداسته فى مطلع عملى رئيس تحرير الأهرام، ودعوته للكتابة فيها، واستجابته بمحبة كبيرة، وكان إضافة غالية، ورفيعة القدر والمكانة لصحيفتنا، وللفكر المصرى أعتز بها فى تاريخى المهنى. كما وثق إرميا أحاديث البابا، وكتاباته فى كل الصحف المصرية، وهى ثروة معرفية متناثرة حولها بالتوثيق الرائع إلى كنز معرفى يعيش للأجيال الحالية، والقادمة، الأمر الذى يستحق عليه الشكر، والإشادة بأمانته، فهو يعتز بأنه كان سكرتير البابا شنودة، وأنه تعلم منه الكتابة فى حب الوطن حتى تلمذته الكهنوتية، وارتقائه ليصبح الأسقف العام، ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى، وكتابته عن المصريين جميعا، مسلمين، ومسيحيين، متدثرا بحب الوطن.. شكرا الأنبا إرميا.
إقرأ أيضاً ...