عمل المحبة لاينساه الله

سيرة القديس العظيم ” سليمان الشحات ” المدفون فى كنيسة الانبا رويس اقراها متكسلش خد بركه البركه… لحد عندك مترفضهااش أيام البابا كيرلس الخامس كانت الكنايس فقيرة جداً ومفيش تعضيدات من الدولة وكمان وظائف الأقباط كانت محدوده وقليله الدخل … ف الأيام دى كترت أوى الناس المحتاجة والفقيرة حتى لو كان رب الاسرة بيشتغل وله دخل… كانت معظم الأسر عارفه ان الكنيسه مافيهاش علشان تدى للناس وحتى لو فيها كانت الناس تستحى تمد إيديها خصوصاً لو رب الاسره شغال …. كانت ايام صعبه … عم سليمان راجل بيحب ربنا كان بيشتغل لغايه ما طلع معاش وطبعاً معاشه قليل جداً يمكن حتى ما يكفهوش !!! لكن عم سليمان ده ما كنش بيتكسف انه يشحت م الناس الأغنياء رغم انه له دخل ثابت ومش بس كده ده كمان كان عنده بيت وارثه عن اهله راح باعه وبقى ينام فى مدافن الأقباط مدافن الأنبا رويس ساعتها … كل الناس متعجبه !!! انت ليك معاش بتشحت ليه ؟؟ طب وديت فلوس بيع البيت فين ؟؟؟ وتنام فى العرى كده فى مكان مخيف ليه ؟؟؟ الناس مكنتش مستريحة ل عم سليمان !!! راح وقف فى وسط الكنيسه مره وقالهم انا ح أفضل اشحت لغايه ما اموت انا أسمى م النهاردة سليمان الشحات !!! الناس بدأت تضايق منه وبعض الناس تشتمه ولما كان يتقل على حد أوى فى طلب الفلوس كان ممكن يضربوه !!! الناس شكت انه يكون بيشحت علشان بيشرب كحول او مخدرات أو يمكن بيعمل بالفلوس دى الخطيه … ساعات بعض الستات كانوا بيحنوا عليه ويديلوه فلوس واكل ولبس … بس محدش عارف بيودى الفلوس دى فين … كان يخرج الساعة ٦ الصبح يرجع المدافن ١٠ بالليل لغايه ما غفير المدافن أتضايق منه وبقى يقفل البوابه بالسلسلة علشان عم سليمان ما يخشش وينام ف المدافن !!!! استحمل الراجل العجوز كل انواع الاهانات والسب والشتيمه والنوم بدون سقف سنين كتير !!!! وكل يوم الغفير يقفل بالقفل والسلسلة بالليل ييجى الصبح يلاقى برضو عم سليمان دخل ونايم جوه المدافن !!! احتار الغفير وقرر يراقب عم سليمان خرج وراه من اول اليوم وشافه من ٦ الصبح ل ٦ بالليل واقف يشحت ولا بياكل ولا بيشرب حتى ب نص جنيه م الفلوس دى !!! وأول ما الدنيا بقت ليل قعد عم سليمان فى ركن ضلمه ما فيهوش ناس وطلع اكياس صغيره وقعد يقسم فيها الفلوس وبعدين خبأها فى جيب البالطو ولبس طاقيه زى بتاعة الحراميه اللى بتخفى الوش …. الغفير بيراقبه وكان ح يتجنن وأتأكد ان الراجل ده وراه مصيبه !!!! مشى واره مسافه كبيره آوى على رجليه كان ممكن يركب أتوبيس ب نص جنيه لكن عم سليمان مشى اكتر من ساعه علشان يوصل !!! يوصل فين ؟؟؟؟ خبط على بيت وحط كيس م الكياس اللى معاه قدام الباب وجرى !!! الغفير عارف ان ده بيت الست تريزه العجوزه اللى عيالها سافروا وسابوها !!! البيت اللى بعده عمل عم سليمان نفس الحركه وجرى !! اصل ده بيت الأرملة مريم اللى جوزها مات فى عز شبابها وساب لها ٣ ولاد … واللى بعده واللى بعده لغايه ما خلص كل الكياس !!! بقى انت يا عم سليمان بتشقى طول اليوم علشان تسدد احتياجات غيرك !!! وبعت بيتك ونمت ف الشارع علشان اخوات ربنا !!! ومستخسر تاكل او تركب مواصله عشان توفر لهم !!! ده غير تعييرات وإهانات الناس ليك !!! بس فاضل لغز !! هو بيدخل المدافن إزاى وهى متسلسلة ؟؟؟ مشى وراه الغفير وأول ما وصل البوابه مسك القفل وقال ” إفتح يا فريج يا أخويا انا تعبان ” علشان هى مدافن الأنبا رويس أللى اسمه فريج … اول ما قال كده يتفك القفل ويدخل عم سليمان ويقول ” إقفل يا فريج يا اخويا أحسن الغفير يزعل ويزعق لى الصبح ” يروح القفل مقفول على طول !!!! دخل الغفير وراه وهو بيبكى ويقوله سامحنى يا قديس يا خادم الرب احنا غلطانين فى حقك انت زى معلمك استحملت الاهانه وانت برئ عشان خايف على اخوات ربنا وبتتحنن عليهم !!! راح عم سليمان واقف ورفع وشه للسما وقال كده يارب كشفتنى !! بدل كشفتنى خدنى دلوقت مش عايز مدح من حد !!! وفعلاً ربنا أخده فى نفس الوقت اللى طلبه كأن ربنا مش بيرفض له طلب … كفنه الغفير وجهزه للصلاه عليه بس مالقاش اى كاهن فاضى يصلى عليه لان اليوم ده وافق وفاة اسقف وكل الكهنه هناك !!! تانى يوم جه كاهن علشان يصلى عليه لكن حاجة غريبه حصلت !!!! اول ما حاولوا يرفعوا الصندوق علشان يدخلوه الكنيسه كأنه لزق ف الارض وتقيل جداً محدش عرف يرفعه أبداً … وهنا الغفير حكى لهم على كل حاجة وازاى الراجل ده قديس وخادم بذل واستحمل كتير لإتمام الوصية … واكيد زعل علشان سابوه يوم بحاله علشان اسقف عرف البابا بالاخبار وحضر بنفسه وقاله ماتزعلش يا قديس وطوبى لكم اذا طردوكم وعيروكم من اجل اسم إلهك ويا سيدى البطرك أهو أللى ح يصلى عليك … بعدها الصندوق أتحرك بسهوله ورقد بسلام عم سليمان !!! ما تزعلش لما حد يهينك أو يشتمك أو يكون مش مقدر أللى بتعمله عشانه … ربنا بيقدر كويس .. ما تزعلش لما فى خدمتك تلاقى حروب وتجارب وأحزان ماتوقفش خدمتك ربنا بيقدر كويس … ما تزعليش لما تكونى مطحونة جوه وبره البيت وشايله كل حاجة فوق راسك ومحدش مقدر .. ربنا بيقدر كويس .. عمر ربنا ما بينسى عمل المحبه … ” كأس ماء بارد لا يضيع أجره ” (مت١٠)