بعد مرور عام على حادث كنيسة مارمينا الإرهابى بحلوان الذى راح ضحيته 7 أشخاص وإصابة 4 آخرين والمتهم فيها 11 شخصا، انتقلت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد سعيد الشربيني، رئيس محكمة الجنايات، لمعاينة مسرح الجريمة، والاستماع للشهود، وعمل رسم كروكي لموقع الحادث الإرهابي.
معاينة كنيسة مارمينا
بدأت هيئة المحكمة برئاسة المستشار الشربيني، معاينة مبنى الكنيسة وبوابتها الرئيسية، وكذلك موقع تواجد أمين الشرطة الذى كان مكلفا بحراستها، ومن ثم تم إجراء رسومات كروكية للكنيسة بأكملها، وانتقلت المحكمة للجانب الآخر المواجه للكنيسة، حيث المحل الذي تم استهدافه أيضا والمقابل للكنيسة، وأخيرا معاينة الشارع الرئيسى الذي ترجل به المتهم ممسكا بالسلاح وقت الحادث، واستمعت لشهود العيان بالمحيط.
كما عاينت المحكمة محل العدوي للأجهزة الكهربائية، والواقع بمنطقة مساكن أطلس، والذى شهد استشهاد الشقيقين عاطف وروماني شاكر، داخل محلهم، قبل استقلاله دراجته النارية وتوجهه للكنيسة لاستكمال مخططه الإرهابي، ونفذت أيضا المحكمة رسما كروكيا للمحل مسرح الواقعة، واستمعت لشهود العيان.
خدمة الكنيسة
استمعت المحكمة لـ محمد السيد، أحد شهود العيان، والذى قال: “كنت أحد أفراد خدمة الكنيسة، وكانت الأجواء هادئة تماما، وفى دقائق سمعت أصوات الطلقات النارية بغزارة، وحينما حاولت الخروج لرؤية ما يحدث، وجدت أمام الشهيد رضا عبد الرحمن، أمين الشرطة، غارقا في دمائه وقادما لداخل الكنيسة، يصرخ “اقفل يا محمد الباب”، واستشهد بعدها بلحظات، ومن ثم أغلقت باب الكنيسة في الوقت الذي حاول فيه روادها الهروب فوقفت لهم جميعا رافضا مغادرة أيا منهم للمبنى، في الوقت الذي كان المتهم مرتديا خوذة وجاكيت وبنطلون جينز، يمطر الأبواب الخارجية بوابل من النيران بصورة عشوائية استمرت قرابة الثلاثين دقيقة، طالت شخصين بالداخل استشهدا”.
“افتكرته تار”
وخلال معاينة هيئة المحكمة للشارع الرئيسي الواقع على يسار الكنيسة، والذي شهد سقوط المتهم، استمعت المحكمة إلى يونس مصطفي الشهير بـ”عم صلاح الموجي”، واستمعت لشهادته مؤكدا “افتكرته تار وحد بياخده”، واستكمل: “استيقظت من نومى على أصوات الطلقات النارية، فخرجت مسرعا ولم يخطر إلى بالى أن ما يحدث هجوم إرهابي على الكنيسة واعتقدت في البداية أنها حادثة ثأر من أحد الأشخاص، وتوجهت صوب المتهم، حتى تمكنت من السيطرة عليه قبل هروبه”.
مأمور قسم حلوان
انتهى رئيس المحكمة من معاينة مسرح الكنيسة وسماع الشهود، واستمع إلى اقوال العميد أشرف عبد العزيز، مأمور قسم حلوان، الذى قال: “تلقيت بلاغًا وقت وقوع الحادث بما يجرى بمحيط الكنيسة، فتوجهت إلى مسرح الواقعة، وجدت المتهم إبراهيم أمامى يطلق النيران بمنتصف الشارع الغربي، فتنحيت جانبا أبحث عن ساتر حتى اختبأت خلف إحدى عربات الفول المتواجدة وبدأت التعامل مع المتهم بالرصاص، حتى تمكنت بمساعدة الموجي في إسقاط المتهم، وبعد تفتيشه عثرت على قنبلة وسلاح آلي وبعض الذخيرة بحوزته”.
الجلسة القادمة
وتنظر محكمة جنايات القاهرة، التى ستنعقد بمجمع محاكم طرة، يوم 24 فبراير القادم، جلسات محاكمة 11 متهمًا في القضية، والتى عرفت إعلاميا “أحداث كنيسة مارمينا العجايبي والبابا كيرلس السادس بحلوان”، حيث من المنتظر الاطلاع على أحراز القضية.
اعترافات المتهم
وكانت تحقيقات النيابة وقت الحادث كشفت انضمام المتهم إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفى لبعض الخلايا الإرهابية في عام 2015 بمنطقة حلوان، وأدلى الإرهابي حينها باعترافات تفصيلية، حيث أكد أنه في عام 2015 انضم لخلية إرهابية، وكانت أولى العمليات التي نفذها الاشتراك مع بعض العناصر فى عملية الهجوم على ميكروباص مباحث تابع لقسم حلوان بتخطيط من بعض العناصر الأخرى، وكان دوره إطلاق النيران فقط، وعقب ذلك وقع خلافات مع العناصر الإرهابية الأخرى وانفصل عنهم وبعدها ارتكب عملية قتل مواطن والاستيلاء على سيارته بمنطقة حلوان وترك المدينة وتوجه إلى محافظات الصعيد وقام ببيع السيارة المسروقة حينها واختبأ لمدة 6 أشهر.
وأضاف الإرهابى فى التحقيقات أنه فكر في العودة وتكوين خلية بمنطقة جنوب الجيزة حتى لا يتعرف عليه أحد، فنقل إقامته من الصعيد إلى مدينة العياط، وعقب أيام قليلة قام بتنفيذ عملية عدائية على إحدى محطات تحصيل الرسوم بالطريق الإقليمي بمدينة العياط بالاشتراك مع أشخاص آخرين، وعقب ذلك عاد للعمل النوعي منفردا، وبدأ في التخطيط لإقناع بعض العناصر بالفكر التكفيري والجهادي، وتحدث مع بعض أهالي قرية العامرية حول تحريم لعب “الطاولة والكوتشينة” على المقاهي، إلى أن اتخذ قرارا بتنفيذ عملية على أحد المقاهي فخرج ليلا تجاه المقهى مستقلا دراجة نارية وأمطر المتواجدين بالقرية وابلا من الأعيرة النارية.
وتابع الإرهابي في اعترافاته أنه توجه إلى مدينة الصف عبر كوبري المرازيق ومنها إلى مدينة بني سويف، حتى قبل حادث الكنيسة بـ 24 ساعة وقرر العودة إلى مدينة حلوان وأثناء عودته من الطريق الصحراوي الشرقي وجد محطة تحصيل الرسوم بالطريق بمركز الواسطي فأطلق نيران عشوائية تجاههم خوفا من أن يقوموا بإيقافه ومشاهدة السلاح الناري بحوزته، ومن ثم توجه إلى الظهير الصحراوي بمدينة 15 مايو، وفي صباح يوم الجمعة خرج إلى مدينة أطلس شرق حلوان وإطلاق نيران تجاه محل أقباط حتى يلفت أنظار قوات الأمن إلى هناك، ومن ثم التوجه إلى إحدى الكنائس لتنفيذ عملية عدائية أمامها، وعقب ذلك مر بشوارع حلوان الداخلية بدون الخروج للشوارع الرئيسية حتى وصل إلى الشارع الغربي، حيث ترك الدراجة النارية الخاصة به وترجل باتجاه كنيسة مارمينا فوجد أمين الشرطة جالسا فأطلق أعيرة نارية تجاهه حتى يتمكن من اقتحام الكنيسة ودخولها، ولكن الأهالي منعوا ذلك كما أغلقت الكنيسة أبوابها فخرجت إلى الشارع الغربي للهروب ولكنه لم يتمكن من ذلك.