وُلِدَ هذا القديس في شنشا بمحافظة المنوفية سنة 320م. وكان له خمسة إخوة بنين، تنيَّح والدهم فربتهم والدتهم. رأت الأم ملاكاً يطلب منها قائلاً: ” إن الرب يقول لك أعطيني أحد أولادك ليكون خادماً له “، فقالت له: ” الذي يريده الرب يأخذه “. فمد الملاك يده على القديس، فقالت له الأم: ” إنه نحيف الجسم “. فقال لها الملاك: ” إن قوة الرب في الضعف تُكْمَلُ “.لما بلغ العشرين من عمره مضى وترَّهب عند القديس الأنبا بموا بشيهيت. فعكف على العبادة والنسك مدة ثلاث سنوات، فنما في الفضيلة والتهب قلبه حباً لله. وبعد نياحة معلمه انفرد في مغارة، وكان يربط شعره بحبل في سقف المغارة حتى إذا غلبه النعاس يصحو. وكان يصوم أسبوعاً أسبوعاً. وقد حفظ كثيراً من أسفار الكتاب المقدس، وبصفة خاصة سفر إرميا، الذي كان يأتي إليه ليفسر له ما صعب عليه، لذلك يدعى بيشوي الإرمي.ظهر له السيد المسيح وقال له: ” يا مختاري بيشوي، السلام لك، قد نظرت تعبك وجهادك، وها أنا أكون معك “. فأجابه: ” أنت الذي تعبت معي يارب، أما أنا فلم أتعب البتة “. وفي مرة ثانية قال له الرب: ” افرح يا مختاري بيشوي، أتنظر هذا الجبل؟ سوف يمتلىء بالرهبان ويعبدونني “. فقال له القديس:” أتعولهم يارب؟ “، أجاب الرب: ” إن أحبوا بعضهم بعضاً، وحفظوا وصاياي، فإنني أعولهم “.دفعةً ظهر له الرب، فأخذ ماء وغسل قدميه، فعرفه من موضع المسامير. ثم عزاه الرب وباركه. فشرب القديس من الماء ولما جاء تلميذه طلب منه أن يشرب من الماء، فلما توانى وجد الإناء فارغاً. فندم التلميذ على عدم طاعته لمعلمه.طلب منه الآباء أن يروا الرب مثله، فوعدهم الرب بظهوره لهم عند الجبل، فانطلق الجميع للقاء السيد المسيح. وتأخر القديس لشيخوخته، فرأى شيخاً عاجزاً طلب منه أن يحمله. وبالفعل حمله القديس وسار به ولم يشعر بالتعب. ثم بدأ الحِمل يزيد فأدرك أنه يحمل السيد المسيح. فتطلع إليه وهو يقول:” السماء لا تسعك والأرض ترتج من جلالك، فكيف يحملك خاطىء مثلي؟ “. فقال له الرب: ” لأنك حملتني يا حبيبي بيشوي فإن جسدك لن يرى فساداً “. وإذ عرف الإخوة ما حدث حزنوا لأنهم عبروا بالشيخ ولم يعرفوا أنه المسيح، وهكذا خسروا لقاء الرب الذي يظهر للرحماء على الضعفاء.زاره القديس أفرام السرياني، فكانا يعظمان الله دون مترجم. وقد ترك مار أفرام عصاه بالقرب من مغارة القديس فصارت شجرة مار أفرام. ولما عرف أحد الإخوة بقدومه جاء ليلحق به وينال بركته، ولكن القديس بيشوي ناداه وقال له عنه أنه قد حملته سحابة. ومازالت شجرة مار أفرام موجودة في دير السريان العامر.ترك القديس شيهيت أثناء غارة البربر الأولى سنة 407م ومضى إلى أنصنا، وهي قرية الشيخ عبادة شرقي ملوي، وسكن هناك مع الأنبا بولا الطموهي ولم يفترقا حتى نياحتهما.ولما أكمل جهاده تنيَّح سنة 417م ودُفن في حصن منية السقار بجوار أنصنا. وفي زمن بطريركية الأنبا يوساب الأول البطريرك 52 في القرن التاسع أعيد الجسدان إلى شيهيت بديره الحالي.بركة صلواته فلتكن معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.