تفتح أبوابها نهارا وليلا لاستقبال الزوار مسلمين وأقباطا، يفوح من المكان عطر البركة والشفاء، مهما كنت مهموما مجرد أن تطأ قدماك المكان تشعر أن جو المكان يقتلع أحزانك من جذورها ويبدلها براحة نفسية، فهي حالة جميلة تنتابك عندما تدخل العطفة التي توجد فيها كنيسة العذراء العزباوية.
باركت العائلة المقدسة ذلك المكان منذ آلاف السنين أثناء عبورها من أرض مصر هروبا من بطش هيرودس الملك الذي أراد قتل المسيح عندما كان طفلا، مكثت مريم ويوسف النجار والطفل الصغير في تلك البقعة من أرض مصر، كانت الكنيسة في وقتها عبارة عن حقل للبطيخ.
عندما مرت العذراء من المكان طلبت من صاحب المزرعة أن يقول لأي شخص يسأله إن العائلة المقدسة حقا مرت من ذلك المكان، ولكن وقت موسم طرح بذور البطيخ “ومن المعروف ان البطيخ يحتاج إلى 4 أشهر حتى يثمر”، وبمجرد أن لمس الطفل الصغير تلك البذور قام صاحب المزرعة في صباح اليوم الثاني ووجد الأرض أثمرت، وكانت تلك المعجزة شاهدا على العائلة المقدسة.
أما عن الكنيسة، فهي صغيرة لكنها تضج بالزائرين في جميع الأوقات والمناسبات، فهي مقصد للجميع المسلمين قبل الأقباط، فهناك صورة قديمة في تلك الكنيسة التي رسمها القديس لوقا الطبيب في القرن الأول، ونقلت من دير السريان إلى كنيسة العذراء واشتهرت بأنها أيقونة العجائب بسبب المعجزات الكثيرة التي حدثت في الكنيسة منذ أن أحضرها أحد الرهبان، والبئر الذي شربت منه العائلة المقدسة في مدخل الكنيسة.
“تظهر فيها السيدة العذراء حاملة السيد المسيح ويظهر تحت قدميه القديس يوحنا المعمدان”، وخلفه حمل صغير رمزا للحمل الحقيقي، كما تظهر السيدة العذراء ماسكة صولجانًا بيدها.
وروى أحد الآباء في الكنيسة معجزة حدثت قريبا ويقول: “كان في طفلة بتليف وانفصال في العصب البصري والحالة صعبة جدا، وهو حالته المادية مش أد تكاليف العملية، بعت جواب لرئيس الجمهورية عشان يتصرف وفعلا استجاب الرئيس وأمر بعلاجها حتى لو هتسافر بره مصر”.
ولكن صدم الأب بعد أن أكد له أكثر من طبيب أن حالة ابنته ميئوس منها حتى لو بالعلاج خارج مصر، فهي لن ترى النور مرة أخرى، حزن الأب حزنا بالغا وصلى بحرارة وطلب من الله المعونة حتى لا يفقد ابنته فهي كل ما يمتلك في الدنيا، في تلك الليلة رأى في الحلم السيد المسيح يطلب منه الذهاب إلى كنيسة العذراء العزباوية ويأخذ زيت بركة من أحد الآباء الكهنة.
لم يلبث عندما استيقظ أن توجه فورا إلى الكنيسة وطلب زيت بركة كما رأى في الحلم، وعندما وصل إلى البيت وجد ثلاثة رهبان يقولون له: “ألف مبروك حمد الله على السلامة” واختفوا من المكان، ذهب إلى ابنته ودهن رأسها بالزيت كما طلب منه المسيح في الحلم، وقال: “بعد ثلاثة أيام لم أستطع تمالك دموعي عندما سمعت صوت ابنتي تقول إنها ترى بكفاءه جيدة جدا، ومن كتر الفرحة قعدت أزغرط”.
وأضاف: “الكنيسة ليست أثرا قبطيا فحسب، بل هي أثر مصري عتيق، تستقبل زوارها في كل الأوقات سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، فالكل يريد شفاعة العذراء والتبرك بها”.