بيان من بطاركة القدس ورؤساء الكنائس الارثوذكسية فيها برفض قرار المحكمة الاسرائيلية بالاستيلاء على الممتلكات وفقدان الحجيج المسيحى لممر وصولهم لكنيسة القيامة
وكالات
اليكم البيان الصادر اليوم :
لَقَدْ أَوْضَحَ لَكَ الرَّبُّ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ. وَمَاذَا يَبْتَغِي مِنْكَ سِوَى أَنْ تَتَوَخَّى الْعَدْلَ، وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ؟ ميخا 6: 8
قبل عامين ، أصدرنا نحن بطاركة ورؤساء كنائس القدس بيانًا يعكس قلقنا العميق من انتهاكات الوضع القائم “الستاتيكو” الذي يحكم الأماكن المقدسة وحقوق الكنائس وامتيازاتها. هدفت هذه الانتهاكات الى تقييد قدرة الكنائس في التعامل بحرية مع ممتلكاتنا ؛ ومن هذه الانتهاكات ما قامت به جماعات استيطانية متطرفة نجحت إحداها في الحصول على حكم من محكمة القدس المركزية يتيح لها الاستيلاء على ممتلكات تابعة للكنيسة الأرثوذكسية المقدسية في قلب الحي المسيحي قرب باب الخليل في القدس.
في أعقاب جلسة 3 حزيران الجاري نظرت محكمة الاستئناف العليا في استئناف بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية ضد القرار الصادر من المحكمة المركزية لصالح المستوطنين، وفي العاشر من حزيران الجاري صدر حكم في المحكمة العليا لصالح المجموعة المتطرفة. نحن، كبطاركة و رؤساء كنائس نود ان نُعبّر عن دهشتنا الكبيرة من السرعة التي أصدرت بها المحكمة حكمها.
ان اعتداءات المجموعة المتطرفة التي تحاول الاستيلاء على عقارات باب الخليل الارثوذكسية تعتبر اعتداءاً ليس فقط على حقوق ملكية الكنيسة الأرثوذكسية المقدسية، بل اعتداء على حماية الوضع الراهن لجميع المسيحيين في هذه المدينة المقدسة، وتعدٍ يهدد الوجود المسيحي الأصيل في أرضنا المقدسة الحبيبة . وإذا تمكنت هذه المجموعة الراديكالية، لا سمح الله،من إخلاء المستأجرين المحميين والاستيلاء على تلك الممتلكات، فإن المسيحيين والحجاج سيفقدون ممر وصولهم الرئيسي إلى الحي المسيحي في البلدة القديمة بالقدس، والأهم من ذلك هو انهم سيفقدون أيضاً طريق وصولهم الرئيسي إلى كنيسة القيامة.
ان مجلس بطاركة ورؤساء كنائس القدس يدعم بقوة بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية في اصرارها على استئناف قرار المحكمة، كما نعلن مواصلة دعمنا الكامل لجهودها حتى بعد صدور الحكم الجديد من المحكمة العليا. إن محاولة تقويض وجود كنيسة واحدة هنا هو تقويض لجميع الكنائس وللمجتمع المسيحي الأوسع حول العالم.
ونؤكد من جديد على إيماننا بأن وجود مجتمع مسيحي نابض بالحياة في القدس هو عنصر أساسي للحفاظ على المجتمع المقدسي المتنوع تاريخياً، وشرط أساسي لتحقيق السلام في هذه المدينة التي يجب أن نحافظ على طابعها الفسيفسائي متعدد الثقافات والأديان، فهي نقطة التقاء الأديان التوحيدية الثلاث.
وندعو جميع القيادات السياسية المؤثرة، وقادة الدول، وجميع أصحاب النوايا الطيبة في جميع أنحاء العالم للانضمام إلينا في السعي لتحقيق نتيجة مقبولة في هذه القضية بحيث نحافظ على الوضع الراهن “الستاتيكو”، ونحافظ على وجود آمن للمجتمع المسيحي المقدس، كما نؤكد على رفضنا استخدام أساليب غير قانونية للاستيلاء على ممتلكاتنا المسيحية.
الموقعون: بطاركة ورؤساء كنائس القدس
+ البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريركية الروم الأرثوذكس
+ البطريرك نورهان مانوجيان، بطريركية الأرمن الأرثوذكس
+ رئيس الأساقفة بيرباتيستا بيتسابالا ، القاصد الرسولي، البطريركية اللاتينية
+ الأب فرانشيسكو باتون، حارس الأراضي المقدسة
+ رئيس الأساقفة الأنبا أنطونيوس ، بطريركية الأقباط الأرثوذكس، القدس
+ رئيس الأساقفة جبرائيل داهو، بطريركية الأرثوذكس السريانية
+ رئيس الأساقفة أبا إمباكوب، بطريركية الأرثوذكس الإثيوبية
+ رئيس الأساقفة ياسر العياش، بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك
+ رئيس الأساقفة موسى الحاج، البطريركية المارونية
+ رئيس الأساقفة سهيل دواني، الكنيسة الأسقفية في القدس والشرق الأوسط
+ المطران إبراهيم ساني عازار، الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأرض المقدسة
+ الأسقف بيير المالكي ، البطريركية الكاثوليكية السيريانية
المونسنيور كريكور أوكوسدينوس كوسا، البطريركية الكاثوليكية الأرمنية