نشرت الإعلامية ياسمين الخطيب عبر صفحتها الشخصية على “فيسبوك” قصتها الغريبة التى حدثت بالفعل مع عفريت عامل الدهانات.
كتبت ياسمين الخطيب قائلة: “في طفولتي سقط عامل الدهانات من الدور الثالث في منور البيت، لم تكن إصاباته خطيرة، وكُتب له عمرًا جديدًا لم يمتد لأكثر من دقائق، إذ صدم مُنقذوه رأسه في شباك المنور الحديدي، فتهشم (أقصد رأسه وليس الشباك) ومات فورًا.. اه والله”.
وأضافت ياسمين الخطيب: “قرر سكان الدور الأول القادمين إلى العاصمة من قلب الصعيد، تحديدًا مركز البداري أسيوط، أن يتخذوا الاحتياطات اللازمة، لمنع عفريت المتوفي من مغادرة عالم الموتى، والعبور إلى عالم الأحياء، لإثارة الفزع في القلوب، ثأرًا من سكان العمارة الملعونة التي شهدت موته، فدقوا عشرات المسامير على الأرض محل الجثة، وأغرقوا ملابسه الملطخة بدمائه بالماء، وأحرقوا البخور في مسرح الحدث، وأحكموا إغلاق الأبواب والنوافذ، واتفقوا على النوم في غرفة واحدة، ليكون بعضهم لبعض سكن”.
وتابعت ياسمين الخطيب: “لم يكن منهم رشيد سوى “نجوى”، الابنة الوسطى، طالبة بكلية الآداب، ملامحها صعيدية بامتياز ولهجتها كذلك، أكثر ما يميزها سمارها الداكن، وشعرها الأشعث المنفوخ حول رأسها، على غرار تسريحة حسن شحاتة في السبعينيات، لم توافقهم نجوى في هذا الهجص، وآثرت النوم وحيدة في الغرفة المُطلة على المنور، لتثبت لهم أنها آمنة بجوار العفريت شخصيًا. بينما رابط الباقين بانتظار ظهوره، مُتسلحين بما تيسر من أدوات المطبخ.. عصا مقشة.. غطاء حلة.. خرطوم لزوم لسوعة العفريت.. حتى حمادة الصغير شارك في التجهيزات الحربية، بزراعة ألغامًا من البمب”.
وأكملت ياسمين الخطيب: “باتت العمارة في سكون محفوف بالرعب والترقب، بينما راحت “نجوى” في سبات عميق، لم تفيق منه إلا على صوت الراديو الخربان، الذي فُتح وحده فجأة في آخر الليل، لتصيح سميرة عبد العزيز بأعلى صوت : “قااااال الفيلسوووووووف”، لم يتبين أهل البيت أن الشبح الراكض نحوهم بإطلالة حسن شحاتة هو ذاته “نجوى”.. فرقعت ألغام البمب تحت أقدامها أثناء الركض، وكلما إزداد صراخها ازدادوا منها رعبًا، وفروا هاربين، بعد قذفها بكل ما خف حمله”.
واستطردت ياسمين الخطيب: “انتفضت العمارة على صوت الصريخ، وطرقعة أغطية الحلل، وانفجار البمب.. اندفع أبي نحو باب الشقة، ووقفت أراقب معه من بير السلم السكان وهم يركضون فزعًا، في اتجاهات متفرقة، كسرب من النمل باغتته رشة بيروسول!”.