الانبا صموئل شهيد الكنيسة والوطن فى احتفالات اكتوبر 1981..واطلاق طارق الزمر رصاصتين اثناء وجوده فى المنصه فاودى بروحه
فى مثل هذا اليوم ,واثناء احتفال مصر بذكرى انتصارات اكتوبر فى 6 أكتوبر 1981, تم الاعتداء على منصة كبار رجال الدولة اثناء العرض العسكرى للقوات المسلحة , , وقتل الدمويين من الجماعة الاسلامية الرئيس السادات وعدد من كبار الدولة , وكان من بين القتلة طارق الزمر , الذى لمح وجود الانبا صموئيل ممثل الكنيسة القبطية فى الاحتفالات , فاطلق عليه رصاصتين , احدهما استقرت فى قلبه وقتلته والاخرى فى ساقه , ليكون شهيدا لمصر والكنيسة
وكان الانبا صموئيل جسرا للتهدئة بين الدولة برئاسة السادات , وبين الكنيسة القبطية برئاسة البابا شنودة الثالث , وهذه نقاط من سيرته الذكية
الأنبا صموئيل هو سعد عزيز حصل علي ليسانس الحقوق ثم تتلمذ وترهب علي يد المتنيح أبينا مينا المتوحد,وعاش معه باسم الراهب مكاري لمدة ثلاث سنوات بدير مارمينا بمصر القديمة,ثم دير الأنبا صموئيل المعترف بجبل مغاغة ثم دير السيدة العذراء(السريان) ورسم قسا 1950 وقمصا 1951.وكان يشرف علي القسم الداخلي بالكلية الإكليريكية 1952 كما كان يقوم بتدريس مادة اللاهوت الطقسي والرعوي بالكلية,واختاره البابا كيرلس سكرتيرا روحيا له عام1959 ثم أسقفا عاما لأسقفية الخدمات في 1962/9/30. الأسقف المسكوني المتنيح الأنبا صموئيل كان سفيرا للكنيسة القبطية في العديد من المؤتمرات المسكونية منها:مؤتمر الكنائس العالمي في إيفانسون 1954 الذي انبثق عنه مجلس الكنائس العالمي,وحصل علي منحة دراسية نال بها درجة الماجستير بامتياز عام1955, تعين مندوبا عن الكنيسة القبطية باللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي 1956,حضر مؤتمرين في سيتال ورودس1959,وقام برحلة رعوية لأوربا وأمريكا 1963,والتقي بكل المهاجرين وتفقد أحوالهم,وأصدر نشرة دورية بعنوان(أبناؤنا في الخارج),واختير سكرتيرا لمؤتمر الكنائس الأرثوذكسية اللاخلقدونية1965,وزار روسيا والولايات المتحدة1966 وتفقد الأقباط بهما,كان أرشيفا متحركا للكنيسة القبطية,وعقد مؤتمرا للمهاجرين في القاعة المرقسية بالأنبا رويس 1971,وقام بجولة في الشرق الأقصي وأستراليا 1972,وزار مركز الأمم المتحدة,وكان علي علاقة طيبة مع جميع الكنائس والمحافل الدولية. الأسقف الوطني إذا تصفحنا سجل وطنيته الخالد سوف نجد فيه: *خلال العدوان الثلاثي علي مصر سنة1956كانت له جولات في الخارج لإرسال المعونات الغذائية والطبية للجرحي والمرضي وكان يتجول في ربوع الغرب ليشرح للرأي العام العالمي وقائع الاعتداء الغاشم وصمود الأقباط والمسلمين في وجه الاستعمار. *تولي جمع التبرعات لمنكوبي الحرب والمهاجرين من مدن القناة في1967,وسعي لإعفاء الإعانات من الرسوم الجمركية لتوزيعها علي المنكوبين,وأيد طلب وزارة الصحة بشأن التبرع من الخارج بكميات كبيرة من الأدوية بمناسبة حرب الاستنزاف خلال عشر سنوات,وكان عضوا بلجنة المواطنين من أجل المعركة1970,واشترك في الندوة المسيحية من أجل فلسطين 1970, 1972,واستورد بنفوذه وعلاقاته مع مجلس الكنائس العالمي مائة ألف بطانية وكثيرا من الأدوية والأجهزة الطبية بلغت ثلاثين ألف جهاز حديث لنقل الدم. عهد إليه البابا كيرلس السادس برئاسة اللجنة التنفيذية لمشروع بناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية,فقام بإتمام المشروع علي أحسن وجه,وكان المسئول الأول عن ترتيب الاحتفالات الكنسية بمناسبة مرور 19قرنا علي استشهاد كاروز الديار المصرية مارمرقس,ونجحت المفاوضات مع بابا روما بولس السادس بإحضار رفات مارمرقس إلي مصر كما نجحت مراسم الاحتفالات التي شرفها بالحضور رئيس الجمهورية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلاسلاسي إمبراطور إثيوبيا ومائة واثنان وسبعون رئيسا للكنائس والطوائف. وكان نيافته حبيبا للفقراء فأسس لهم مشروعه الباقي حتي اليوم(التدريب المهني) وكان شعاره بدلا من أن تعطيه سمكة علمه كيف يصطاد,وتخرج من هذا المشروع آلاف الخريجين الذين يعملون في كافة المهن هذا إلي جانب مشاركته الفعالة في مجلس إدارة(جماعة الإخاء الديني) فكان مع الشيخ أحمد حسن الباقوري وكيلين لهذه الجماعة التي كان يرأسها الوزير عبده سلام وكانت مزاملته لهذا العملاق في خدمة الوحدة الوطنية تفعل فعلها في هذا الميدان بكل قوة. في أحداث الزاوية الحمراء 1981 كانت بينه وبين الرئيس حسني مبارك النائب في ذلك الوقت خط تليفوني ساخن للاتصال الدائم والوقوف علي خطوات الأزمة ساعة بساعة,وأثناء التحفظ علي الآباء الأساقفة والكهنة والعلمانيين بعد أحداث الزاوية الحمراء 1981 كان يرسل لهم الاحتياجات ويرسل مندوبيه للسؤال عنهم في المعتقل,وأخيرا وبعد رحلة كفاح طويلة خدم فيها الكنيسة بكل أمانة وإخلاص,وبذل الجهد من أجل وطنه مصر سقط شهيدا في حادث المنصة في1981/10/6.ويومها قال عنه الوزير عبده سلامكان أصيلا في وطنيته,قويا في محبته لا يتهرب من مواجهة أي مواقف أو من التصدي لأية مشكلة,ولا يتردد في إعلان رأيه صريحا واضحا في أي موضوع.
ويرقدجثمان الانبا صموئيل فى مزار خاص اسفل الكاتدرائية المرقسية بالانبا رويس بالعباسية