من يعيش الإنجيل يعيش حياة الفرح…عظة البابا في قداس تدشين كنيسة السيدة العذراء مريم والقديس يوحنا الإنجيلي
في إنجيل هذا الصباح نقرأ مثل العذارى الحكيمات والجاهلات ودائما نقرأ هذا النص في تذكار القديسات والشهيدات واليوم هو تذكار القديسة حنا أم صموئيل. نقرأ هذا المثل ونتكلم عن السهر والاستعداد لمقابلة ربنا يسوع المسيح. ونتسأل دائما ماذا كانوا يفعلون في انتظار العريس هل يتكلمون؟ هل يصلون؟ كيف كان وضعهم؟ من الأفعال التي نمارسها غالبا في حياتنا اليومية هي الكلام ولفعل الكلام أربعة أشكال هي: 1-شخص يتكلم مع الناس 2-شخص يتكلم عن الناس 3-شخص يتكلم مع الله 4-شخص يتكلم عن الله النوع الأول: شخص يتكلم مع الناس: هذا شيء جيد فالله خلق الإنسان كائن ناطق له فكر وعقل. والكلام إنما له أساليب ومبادئ وأتيكيت. كيف يكون الصوت؟ طريقة الكلام؟ والكلام مع الناس جيد طالما كن في إطار الاعتدال. والكتاب المقدس يعلمنا عند مقابلة إنسان غاضب أن الجواب اللين يصرف الغضب. تجد إنسان يتكلم بحكمة كلام عاقل وموزون وعندما يشعر أن هناك مشكلة يكون كلامه كمثل الماء البارد الذي يطفئ النيران فأنت بكلامك تتبرر وبكلامك تدان وكثرة الكلام لا تخلو من المعصية قهل تحفظ مبادئ الكلام والحوار مع الآخرين؟ وكيف تخاطب من حولك سواء الأكبر أو الأصغر سنا؟ النوع الثاني: شخص يتكلم عن الناس: وهنا دخلنا في باب الخطية فاللسان من الممكن أن يرتكب الكثير من الخطايا (كالإدانة والنميمة ونقل الشائعات الشتيمة الحلفان… وغيرها). فهذا الشخص يرتكب خطية فهناك وصية صغيرة من 4 كلمات (لا تدينوا لكيلا تدانوا) فكثيرا ما بأخذ الإنسان صفة الحاكم والقاضي وهناك حكمة تقول الفاضي يعمل قاضي أي الفارغ من نعمة وعمل الله. الإنسان المليان كلمته بحساب وموزونه. والقديس سليمان الحكيم يعطينا هذه الصورة الرائعة “تفاح من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها” تخيلوا الجمال والمجهود المبذول وراء هذه الصورة. نحن نصلي في الصلاة الربانية ونقول “اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضًا للمذنبين إلينا” هناك من تجد قلبه قاس وبفراغه الداخلي يمارس الحكم على الناس. لتحذر لك نفس واحده أن خسرتها تكون قد خسرت كل شيء. النوع الثالث: شخص يتكلم مع ربنا: طوباه يقضي وقته مع ربنا بينه وبين ربنا محبة وعشرة. له حديث مع الله ويسمع صوت الله في الإنجيل. اعرفوا أننا قد نسقط في خطايا كثيرة وننسى حوارنا مع الله ونصل أن يكون الإنسان لسانه اخرس امام الله لا يعرف كيف يتحدث معه. انتبهوا لنفوسكم الإنسان الشاطر من يقضي وقته مع الله باستمرار فعلمونا في الدير أن نخلط حياتنا وأعمالنا بصلواتنا. طوباك وانت تمارس أعمالك يكون قلبك مرفوع بالصلاة. وكنيستنا من جمالها أعطتنا صلوات تناسب كل الظروف فهناك صلاة من كلمة واحدة “كيرياليصون” وهناك الصلوات السهمية القصيرة “يا ربي يسوع المسيح ارحمني انا الخاطئ” وصلوات المزامير والتسابيح. النوع الثالث من البشر هو من يقضي أوقاتا في الحديث مع الله فهذا السماء تكون فرحة به تكون سيرته حلوة وحضوره مفرح وفي أي مكان يصير مقبولا. النوع الرابع: شخص يتكلم عن الله: نوع رائع شبع وامتلأ قلبه من محبة الله. الله ساكن في كل كلمة وابتدأ يكرز ليبشر بالمسيح في كل مكان. إذا وجدت إنسان يثير النكد والحزن فهو بعيد عن الله. فحضور الله يسبب حضور الفرح فالإنجيل ما هو إلا البشارة الفرحة لذلك من يعيش الإنجيل يعيش حياة الفرح. يا بخت النوع الرابع لأنه يتكلم عن الله. حتى وإن كان صامت تتعلم منه في هدؤه وسلامه يلتف حوله الناس ليس من الشعبية أو الجماهيرية لكن كما نحب العذراء مريم دون ان يراها أحد فهي فخر جنسنا نتعلم منها من كلامها القليل من وداعتها واتضاعها. طوباه من يتحدث عن الله من خلال اختباراته وروح الله الساكن فيه. تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك …ربنا يباركم ديما ويحفظكم دشنا اليوم كنيستكم الجميلة باسم القديسة العذراء مريم والقديس يوحنا الإنجيلي والمذبح الجانبي يإسم القديس الأنبا موسى القوي والمعمودية باسم القديس يوحنا المعمدان أشكركم جميعا زأشكر محبتكم وأنتهز هذه الفرصة لأشكر الكنيسة الكاثوليكية لتقدمها هذه الكنيسة وفي خدمتها ورعايتها مع الكنيسة القبطية …سعيد بهذه الخدمة ربنا يحفظكم جميعا ويبارك حياتكم ويفرحكم بعمل الله ويعطيكم السلام الداخلي لتربوا اولادكم وبناتكم في مخافة الله ورعاية الانبا آرساني وابونا موسى وتفرحوا وتعيشوا داخل الكنيسة.