الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٩م.. ٨ كيهك ١٧٣٦ش
آمين تعال أيها الرب يسوع… عظة الأربعاء لقداسة البابا تواضروس الثاني
نتأمل في اخر آيات الكتاب المقدس بمناسبة اننا في نهاية السنة وتبقى أيام قليلة وتنتهي السنة الميلادية ونستقبل العام الجديد كل سنة وحضرتكم طيبين.
” آمين تعال أيها الرب يسوع”هذه الكلمات هي ختام الكتاب المقدس وهي الكلمات التي تعدنا للسماء وهذه الكلمات يمثلوا شهوة قلب الإنسان نحو مجيء الله ، آمين بمعنى “استجب يا رب”، وشهوة الإنسان نحو المجيء الثاني نعبر عنها بطقوس كثيرة في كنيستنا ولكن من أهم الصلوات التي نصليها وبها هذا التعبير مرد الشماس “أيها الجلوس قفوا وإلى الشرق انظروا” ودائما الوقوف هو استعداد “وإلى الشرق انظروا” هذا هو الاستعداد الداخلي وانتظار مجيء ربنا يسوع المسيح ودائما نصلي ونقول “عيوننا عليك يا رب منتظرينك”، ويجب أن تراجع نفسك في كل يوم حتي لا تختفي هذه الشهوة أو تفتر انتبه…، فهذه الشهوة وهذا الاشتياق الذي يزيد كل يوم، وهذا النداء لا يقوله إلا الأبرار المستعدين وهناك خمسة محطات نتكلم فيها بهذا التعبير “آمين تعال أيها الرب يسوع”
المحطة الأولى: الاستغاثة في وقت الصلاة:
فالصلاة موقف حياتي نقف فيه أمام الله ونستغيث به، في العالم هناك SOS أشارة الاستغاثة وهذه أشارة عالمية واستغاثتنا هي “آمين تعال أيها الرب يسوع”وهي تعني الصلاة الحارة التي ننادي بها الله وهذا رد على قول السيد المسيح في نفس الأصحاح ” ها أنا واقف على الباب واقرع أن سمع احد وفتح لي ادخل واتعشى معه” يا بختك لو أنت في صلاتك الحارة تكون العبارة التي ينطق بها قلبك “آمين تعال أيها الرب يسوع” وتشبة تسبحة السيدة العذراء “تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي” رغم أنه لم يكن هناك الصليب بعد وفرح الخلاص لم يأتي بعد ولكن أمنا العذراء تعطينا هذا الأشتياق الحار في تسبحتها وصلواتها وهذه الصلوات صدى لصلوات حنة أم صموئيل في العهد القديم “استغاثة الصلاة” في الصلاة استغيث ودائما أجعل في كل صلواتك هذه العبارة “آمين تعال أيها الرب يسوع”في كل مرة تقرأ الكتاب المقدس قول :أريد أن أراك وأشعر بيك، في الصلاة والكتاب هي استغاثة وطلب.
المحطة الثانية: الاستغاثة في التوبة.
محطة التوبة، الإنسان الذي يريد أن يتوب يريد أن تكون حياته نقية وأحيانًا لا نستطيع بأمكانيتنا البشرية ونحتاج لمن يمد لنا يده فتكون استغاثتنا “آمين تعال أيها الرب يسوع” مثل الغريق الذي يستغيث، ويعلمنا سفر إرميا “توبني يا رب فأتوب” أنا بمفردي لا أستطيع لأن ارادتي ضعيفة والكنيسة تجعلنا نصوم لتقوية الأرادة لنرفض الخطية، فأجعل في كل مرة تعترف وتسمع أرشاد الأب الكاهن ودائما في نهاية السنة نفحص ذاتنا ، ابدأ عامك الجديد وقول”آمين تعال أيها الرب يسوع”.
المحطة الثالثة: الاستغاثة في الضيقات.
هناك مثل يقول” الصديق عند الضيق” ولكن صديق السيد المسيح هو أوفى صديق خاصة في وقت الضيق في مزمور ٥٠ “ادعوني وقت الضيق انقذك فتمجدني” وعلمونا أن هذا هو تليفون السماء ٥٠١٥، أحيانا نفكر كيف نخرج من هذه الضيقة ولا نعرف مثل دانيال عندما ألقوه في جب الأسود وفي اليوم الثاني جاء الملك فقال له دانيال : إلهي أرسل ملاكة وسد أفواه الأسود” وكان لسان حاله ينبض ويقول “آمين تعال أيها الرب يسوع” لن أخرج من هذه الضيقة إلا بك أنت وبالمثل كان يونان في بطن الحوت ويونان كان يصلي في بطن الحوت “آمين تعال أيها الرب يسوع” في كل مرة تواجه ضيقة على المستوى الفردي أو الجماعي أطلب دائمًا حضور الله وأطلبها بثقة والله يأتي ويفك الضيقة وينجيك منها.
المحطة الرابعة : الاستغاثة في المشاكل.
أجعل دائمًا نقطة الأنطلاق لحل المشكلة هي من عند الله وليست من عندك، أجعل القاعدة التي تنطلق منها هي كلمة الله “آمين تعال أيها الرب يسوع” تعالى أكشف أبعاد المشكلة وساعدني لأخرج منها مثل هامان ومردخاي في قصة أستير وعندما قرر هامان ابادة اليهود وقتل مردخاي ينقلب الأمر في ليلة ويكرم الملك مردخاي هذا هو عمل الله، “آمين تعال أيها الرب يسوع” أن كنت أمين تعيش بالأمانة في حياتك يحل الله لك المشكلة وتخرج منها بحل لم يخطر على بالك مثل الفتية الثلاثة في أتون النار ويظهر رابع شبيه بابن الألهه ويتم انقاذهم ويصير الأتون ندى بارد وفي كل المشاكل أطلب حضور الله لتحل المشاكل أطلب بلجاجة “آمين تعال أيها الرب يسوع” وأختبر هذا الأختبار وليكون “آمين تعال أيها الرب يسوع” أختبار للعام الجديد في كل صلاة في كل مشكلة في كل أمر تواجهه.
المحطة الخامسة الاستغاثة في الخدمة.
الخدمة عمل الكنيسة كلنا خدام لكن هذه الخدمة “إن لم يبني الرب البيت فباطل تعب البناؤون” أين عمل المسيح، تذكر أن لم يبن الرب الخدمة …. فماذا يفعل الخدام،مثل شاول الطرسوسي وكيف كان اسمه مرعب ولكن عندما ظهر له السيد المسيح في الطريق قال له شاول ” ماذا تريد يا رب أن أفعل” ويأتي يوم ويفتخر أنه سفير للمسيح في سلاسل ما هذا التحول !!! لأنه نطق بالعبارة التي تقول “آمين تعال أيها الرب يسوع” وفي حوار السيد المسيح مع المرأة السامرية وفي النهاية تقول له أنت المسيا وبالتدريج وصل نموها الفكري والإيماني إلي “آمين تعال أيها الرب يسوع”.
هذه محطات خمسة اضعها أمامكم في الصلاة والكتاب المقدس وفي التوبة والضيقات والمشاكل والخدمة وأطلب منكم أنها تكون تدريب العام الجديد وفي السنة الجديد أوعد ربنا وقول له” يا رب أنا أريد أن أبدأ معك سنة جديدة وكل يوم ادعوك وأطلبك وأريد أن تحضر معي في بيتي وعملي وخدمتي وكنيستي وحياتي الخاصة في كل ما أواجهه كل يوم “آمين تعال أيها الرب يسوع” وأنت تحضر القداس وتسمع نداء الشماس ” أيها الجلوس قفوا وإلى الشرق انظروا”تذكر وضع الاستعداد والاشتياق لمجيء الرب المسيح، ربنا يحفظنا جميعًا ويعطينا أن نبدأ العام الجديد ونحن نشعر بحضورة معنا، لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد آمين.