كلمتنا عن نعمة الفرح
أقرأ معكم المزمور ١٢٣
“فَرِحْتُ بِالْقَائِلِينَ لِي: إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ نَذْهَبُ. تَقِفُ أَرْجُلُنَا فِي أَبْوَابِكِ يَا أُورُشَلِيمُ. أُورُشَلِيمُ الْمَبْنِيَّةُ كَمَدِينَةٍ مُتَّصِلَةٍ كُلِّهَا،
حَيْثُ صَعِدَتِ الأَسْبَاطُ، أَسْبَاطُ الرَّبِّ، شَهَادَةً لإِسْرَائِيلَ، لِيَحْمَدُوا اسْمَ الرَّبِّ. لأَنَّهُ هُنَاكَ اسْتَوَتِ الْكَرَاسِيُّ لِلْقَضَاءِ، كَرَاسِيُّ بَيْتِ دَاوُدَ. اسْأَلُوا سَلاَمَةَ أُورُشَلِيمَ: لِيَسْتَرِحْ مُحِبُّوكِ. لِيَكُنْ سَلاَمٌ فِي أَبْرَاجِكِ، رَاحَةٌ فِي قُصُورِكِ.
مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِي وَأَصْحَابِي لأَقُولَنَّ: سَلاَمٌ بِكِ. مِنْ أَجْلِ بَيْتِ الرَّبِّ إِلهِنَا أَلْتَمِسُ لَكِ خَيْرًا.”
نعمة الفرح في العهد الجديد ٣ معاني مهمة يجب أن يكونوا كل حين (اشكروا .. صلوا .. افرحوا) وصارت هؤلاء الثلاثة ثلاثية مرتبطة ببعضها.
صار الفرح نعمة يريدنا المسيح أن نعيش فيها دائمًا. وتصير طقوس الكنيسة وعبادتنا هدفها الرئيسي أن نكون فرحين. الفرح وصية وهو من ثمار الروح القدس وهو علامة الصحة الروحية.
كيف أستطيع أن أقتني الفرح؟
المكان الأول: إنجيلك، البشارة المفرحة العلاقة المستمرة مع كتابك المقدس مهما كانت مشغولية الحياة.
ونحن في عيد الميلاد كانت البشارة المفرحة أن يكون فرح عظيم لجميع الشعب. وفي أنشودة الملائكة دائمًا كلمة المسيح سبب فرح وسعادة. طوباه من يعلم أولاده آيات الكتاب المقدس ويحفظها ويعيش بها.
وبالمصادفة ونحن في سنة ٢٠٢٠ وهي سنة وكتابتها لا تتكرر إلا بعد قرون (١٠ قرون – ٣٠٣٠) وهناك شاهد في الإنجيل يوحنا ٢٠ : ٢٠ “ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب”.
آخر سفر في الكتاب المقدس سفر الرؤيا هناك آيه تتكرر كثيرًا “من له أذنان للسمع فليسمع”.
الإنجيل هو المصدر الأول للفرح.
الموضع الثاني: كنيستك … أنتم أحفاد قديسين. هللويا أي افرحوا بالله نقولها في القداس والألحان والمردات والآباء يعلمونا أن الإنسان يحضر في الكنيسة لكي يصير إنسان الهللويا أي إنسان الفرح.
والكنيسة ليست الطوب والزلط وليست مجرد الحضور الجسدي فقط. الكنيسة إنك حاضر مخصوص لمقابلة المسيح ومعية القديسين. بكل الاشتياق للانشغال بالمسيح الحي فقط وترتبط بها روحيًا. والقديس يوحنا ذهبي الفم يشبه الأب الكاهن وهو يفتح ستر الهيكل كأنه يفتح باب السماء.
فكنيستي هي بيتي وأمي وفرح حياتي.
التاريخ يحكي إنهم كانوا يصلوا في شقوق الأرض والمغاير، كنيسة بلا جدران.
الموضع الثالث : وطن، اسمه مصر. ذكرت في الإنجيل ٧٠٠ مرة وتباركت بزيارة العائلة المقدسة فبلادنا وأرضنا صارت أرض مقدسة فمصر هي البلد التي استقبلت السيد المسيح وحمته وهي نعمة أن نوجد في مصر. استشهد في اخميم سنة ٢٠ للشهداء ٢٩ كيهك استشهد في اخميم أكثر من ٨١٤٠ شخص.
من القرون الأولى تعيش معنا وبسببهم الإيمان عايش، مصر بها أهلنا، أديرتنا، كنائسنا، آباؤنا شهداؤنا قديسونا.
الموضع الرابع: الأبدية، رؤيا ١٩ “لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ. لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. ” امرأته أي الكنيسة. وفي هذا الإصحاح هو الوحيد التي ذكرت فيه كلمة “هللويا” ٤ مرات في العهد الجديد.
الأبدية هي قمة الفرح لهذا حامل الأيقونات يتطلع إلينا. فرحك أن تفكر باستمرار في السماء. هناك أفراح كثيرة في العالم كالغني الغبي وهيردوس الذي ضربه الدود، كلها أفراح باطلة.
افرح الرب بوجوده في حياتنا .. بالخلاص كما قالت أمنا العذراء مريم “فلتعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي” بالتسبيح، افرح بالعطاء إنسان دائمًا تقدم روح العطاء مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ. افرح بصداقة القديسين كداود ويوناثان. افرح إنك تعيش في هذه المعية المقدسة معية المسيح.
من فضلك كن سبب فرح لمن حولك، فرحوا بيوتكم، الآباء والأمهات الشباب شجع حتى لو كان هناك ضعف أو تقصير فالكلمة القاسية تجرح ومن الممكن أن تتسبب في مشاكل نفسية.
كن إنسانًا فرح في بيتك، في شغلك، في الطريق، في الدراسة في الخدمة.
الفرح نعمة وحياة نمارسها في كل لحظة فيدوم وتنقله لكل أحد.
ربنا يبارك في حياتكم ونسمع عنكم كل خير.