أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية خطتها للسلام في الشرق الأوسط. موجز الخطة: قالت الولايات المتحدة لإسرائيل: استمروا في ما كنتم فيه، احتلال عسكري وبناء مستوطنات… نحن نعلن أن الأرض كلها لكم. والشعب الفلسطيني يجب أن يبقى خاضعًا لكم.
الواقع الذي تراه الولايات المتحدة وإسرائيل بحاجة إلى تصحيح. هم بحاجة إلى تذكير بما تقول وصية الله لهم ولجميع الناس: لا تسرق، ولا تقتل. وهم بحاجة لأن يطبقوا وصية الله هذه على مواقفهم في هذا الصراع الطويل مع الشعب الفلسطيني.
موقف الشعب الفلسطيني اليوم الكل يعرفه، تعرفه الولايات المتحدة وإسرائيل والعالم. يقول الشعب الفلسطيني: نحن أصحاب الأرض أعطيناكم ٧٨ بالمئة من أرضنا ونقول لكم: نحن راضون ب ٢٢ بالمئة نقيم فيها دولتنا وعاصمتنا القدس الشرقية.
والولايات المتحدة وإسرائيل تجيب: كلا، لن تكون لكم دولة. الأرض كلها لنا، الله أعطانا إياها، -ونسوا أن الله قال لهم أيضا: لا تسرق ولا تقتل.
بهذا الموقف المناقض لوصية الله ولقوانين البشرية، سيتسمر الصراع، وسيزداد ظلم الأقوياء، وستزداد الكراهية، وسفك الدماء. وسيزداد الشر في الأرض.
هذه الأرض لم تخلق للشر، بل خلقت لفداء البشرية كلها، فلا بد من حكماء بين الأقوياء يعيدونها إلى طبيعتها، ويعرفون أنها لن تستريح إلا بالمساواة الكاملة بين أهلها. والأمر ممكن. وأن يعيش كل أهلها في سلام ومودة، واحترام متبادل، خاضعين لوصية الله، أمر ممكن.
بعد هذا الإعلان الأمريكي، نرى أن أوروبا، بما فيها روسيا، عليها الآن أن تقوم بدورها. الكل يرى ويعرف ما هو حق للشعب الفلسطيني وما هو لإسرائيل. الولايات المتحدة أغلقت أبواب الأمل والسلام، على أوروبا وروسيا أن تفتحها. وهي تعرف ما يجب عمله، الأمل هو أن تتحلى أوروبا وروسيا بالقوة اللازمة لتعمل على خلاص هذه الأرض، وخلاص شعبيها.
نصلي ونسأل الله أن يشفي ويبدل قلوب الأقوياء حتى يتحولوا ويؤمنوا بقوة الخير والمودة والعدل والمساواة بين خلائق الله كلها، في هذه الأرض المقدسة.