عندما سألوا البابا ثاؤفيلوس الثالث (وهو البطريرك الوحيد الذي يدخل القبر المقدس ويخرج حاملا النور المقدس ) عن ماذا يشعر عندما يري النور المقدس خارجا من القبر وماذا يحدث بالتفصيل قبل خروج النور يقول: “اركع امام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح الطاهر بتقوى ،واواصل الصلاة بخوف وتقوى، و هي صلاة كانت وماتزال تتلى،و عندها تحدث اعجوبة انبثاق النور المقدس ( النار المقدسة) من داخل الحجر المقدس الذي وضع عليه جسد المسيح الطاهر.
ويكون هذا النور المقدس ذو لون ازرق و من ثم يتغير الى عدة الوان، وهذا لايمكن تفسيره في حدود العلم البشري، لان انبثاقه يكون مثل خروج الغيم من البحيرة، و يظهر كانه غيمة رطبة ولكنه نور مقدس.
ظهور النور المقدس يكون سنويا بأشكال مختلفة، فانه مراراً يملأ الغرفة التي يقع فيها قبر المسيح المقدس. و اهم صفات النور المقدس انه لا يحرق، و قد استلمت هذا النور المقدس ستة عشرة سنة، و لم تحرق لحيتي. و انه يظهر كعمود منير، ومنه تضاء الشموع التي احملها، و من ثم اخرج و اعطي النور المقدس لبطريرك الارمن و الاقباط،وجميع الحاضرين”.
و النور المقدس يضيء بعض شموع المؤمنين الاتقياء بنفسه، و يضيء القناديل العالية المطفئة امام جميع الحاضرين.
يطير هذا النور المقدس كالحمامة الى كافة ارجاء الكنيسة، و يدخل الكنائس الصغيرة مضيئا كل القناديل.
اريد ان اضع صفات النور المقدس ضمن النقاط الاتية:
أ)لا يحرق اي جزء من الجسم اذا وقع عليه،و هذا برهان على الوهية المصدر وانه له صفات فوق الطبيعة.
ب)يضيء شموع بعض المؤمنين بنفسه، و ينتقل من جهة الى اخرى ليضيء القناديل في الكنيسة المقدسة.و يقول الكثيرون انهم تغيروا بعد حضور هذة العجيبة المقدسة.
الاعجوبة المثلى حدثت في سنة 1579 مع الارمن، اذ قام الارمن بدفع المال للاتراك ليوافقوا على دخول البطريرك
الارمني للقبر المقدس حتى ينبثق النور، و اثناء ذلك كان البطريرك الاورثوذكسي واقفا حزينا مع رعيته عند الباب قرب العمود الذي انشق من الوسط و انبثق منه النور المقدس،وذلك كما تشاهدون في هذه الصورة.
و راى ذلك احد الاشخاص كان قريبا، فآمن بالمسيح. وهناك ايضا رجل عسكر شاهد هذه الاعجوبة اذ كان واقفا على بناية بالقرب من بوابة كنيسة القيامة ،فصرخ باعلى صوته: ان المسيح هو الله و رمى نفسه من علو 10 امتار، ولم يحدث له شيء من الضرر وطبعت اثار اقدامه على الحجارة التي صارت تحته لينة كالشمع،وهي شاهدة على هذه الاعجوبة على الرغم من محاولة الاتراك لمحيها، ولم يستطيعوا، فقاموا بحرق هذا الشهيد بالقرب من بوابة كنيسة القيامة في القدس، ثم جمع اليونانيون عظامه ووضعوها في دير بناجيا ،وبقيت عظامه حتى القرن التاسع عشر الميلادي، وهي تنشر رائحة طيبة.
وهذه الحادثة حدثت في عهد السلطان مراد الخامس،و في عهد البطريرك صفرونيوس الخامس.وما زال العمود مع الشق الذي فيه شاهدا على هذة الاعجوبة الى يومنا هذا.و يقوم الزوار الاورثوذكس بتقبيل هذا العمود عند دخول كنيسة القيامة المقدسة.
الذين ينكرون صلب المسيح و قيامته،وضعوا موانع في طريق هذه المعجزة، هناك مؤرخ معروف يدعى البيروني اخبر ان حاكما مسلما وضع فتائل مصنوعة من النحاس بدل الفتائل التي تشتعل لافشال المعجزة، ولكن عند انبثاق النور المقدس اضيئت اسلاك النحاس ،مجدا للثالوث القدوس.امين