كلمة البابا في سيامة ٢٥ كاهن للقاهرة والمحلة وأستراليا وأفريقيا
بسم الأب والابن والروح القدس الإلهة الواحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته من الأن وإلى الأبد آمين
اهنئكم أيها الأحباء ببدأ الصوم المقدس، اهنئكم لأننا نبدأ رحلة يسميها الأباء رحلة التوبة وأنها الفترة المقدسة لكي ما يراجع الإنسان نفسة ويفحص ذاته ويقدم توبة عن كل خطأ لكي ما يستحق أن يفرح مع المسيح في قيامته ويكمل سرورنا هذا الصباح اننا بنعمة المسيح يقدم 25 شاب من الشمامسة بعد ان ذكوا من كنائسهم وإيبارشياتهم لكي ما يصيروا كهنة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر وخارج مصر وإنجيل هذا الصباح يقدم رسالة قوية تتناسب جدً مع احتفالنا في هذا اليوم بهذه السيامة الكهنوتية إنجيل هذا الصباح هو أول أنجيل نقرأ في أو قداس في الصوم الكبير، يتحدث عن موقف عاش في التلاميذ هؤلاء التلاميذ كانوا يسيروًا وراء السيد المسيح وكانوا يتكلموا في الطريق وكان يشغلهم سؤال وهو احد الأسئلة الحياتية المهمة وهذا السؤال يكشف الإنسان، كانوا يتسألون من هو الأعظم وكان هذا السؤال على افواه كل التلاميذ وكان يعتقد كل واحد منهم أنه الأول وهو سؤال الذات، اما السيد المسيح فوضع المبدأ ووضع الاساس لمن يخدمه واحضر الطفل من الجمع وقال ” ما لم ترجعوا وتصيروا مثل هذا الولد لن تدخله ملكوت السموات وهذا ليس موقف في حياة المسيح بل رسالة هؤلاء الشمامسة المتقدمين للرتبة الكهنوتية يجب أن يعوا هذا المبدأ، المبدأ أن أراد أن يكون احد أولًا يجب أن يكون أخر الكل وخادم للجميع ومبدأ للحياة الناجحة، ولذلك هذا يوم فريد في حياتكم الله يدعوكم منذ الصغر لتصيروا خدامًا وتصيروا أول ولكن أن أراد احد أن يكون أولًا فليكون اخر الكل وخادم للكل وهذا اليوم مهم لأن فيه مشاعر خاصة والمهم أن تدوم هذه المشاعر معكم وأن تظل معك مشاعر عدم الاستحقاق لأخر يوم في حياتك، الكاهن لكي ما ينجح يجب أن يكون معه ثلاث مفاتيح
المفتاح الأول: مفتاح النجاح هو اهتمامه ورعايته ومحبته هذا هو مفتاح نجاحه في خدمته أن يكون راعيًا بالحقيقة وأن يهتم بافتقاد أبنائه، مفتاح نجاحه في خدمته أن تكون خدمته متوازنة أن تكون من أجل كل أحد
المفتاح الثاني: مفتاح القلوب “اتضاعك” وابوتك هي التي تفتح لك ال القلوب ولقب أبونا ليس لقب جافًا لكنه لقب عملي وتطلب من الله دائمًا أن تصير أبًا بالحقيقة والاتضاع ليس كلمة ولكنه حياة وتظهر في كل تصرف
المفتاح الثالث: مفتاح الملكوت وهو امانتك وتوبتك فالكاهن والراعي أن لم يكن أمينًا لا يكون له نصيب في السماءـ ليس اللبس والهيئة هم الذين يدخلونا السماء ما يدخلنا السماء هو امانتنا وتوبتنا “كن آمين إلى الموت” وكن امينًا بمعنى كن نقيًا فهي كلمة شاملة وموجها لك في هذا الصبح كن أمينا وتائبًا من أجل خلاص نفسك فما المنفعة أن كرزت للناس لا يكون لك نصيب في الملكوت
إذا أنت تستطيع أن تكون كاهنًا مباركًا في كنيسة الله من خلال أتك تخدم وترعى وهذا مفتاح النجاح وتكون متضع وتظهر أبوتك وهذا مفتاح القلوب وتعيش آمين وتخدم بكل أمانه وهذا مفتاح الملكوت وبهذه الصورة يصير لك نصيب في السماء، عندما تتم الرسامة بنعمة المسيح وأنت في هذا اليوم لست بمفردك ولكن أسرتك معك ويشتركوا في هذا المشاعر القوية، ارجوك أن تهتم كثيرًا ببيتك وزوجتك وأولادك ” ومن يعرف أن يدبر بيته حسنًا يستطيع أن يدبر البيت الكبير “الكنيسة”
هذا اليوم يا أحبائي سوف يصير فيه كهنة يخدموا في القاهرة وفي المحلة الكبرى ومجموعة كبيرة من الأباء سوف يخدموا في عدة دول في آسيا وأفريقيا واستراليا يخدموا الأسر القبطية ويخدموا أيضا الكرازة ويحتاج الأمر أن نصلي من أجلهم فالكاهن لا يستطع أن ينجح في خدمته إلا بالصلاة فصلوا دائمًا من أجل الأباء لأجل الله يبارك خدمتهم ليخدموا بالروح والحق ويستمروا في خدمتهم للنفس الأخير
هذا اليوم هو بدأ الصوم الكبير وفي تكريس نفوس هؤلاء ال 25 يكرسوا من أجل الخدمة ومن أجل عمل الملكوت في كل مكان لباركنا المسيح بكل بركة روحية، وبعد شهر من اليوم من يوم24 مارس سوف يكون هناك أسبوع تدريبي في المقر البابوي في دير الأنبا بيشوي، يباركنا المسيح ونحن فرحون بهذه السيامات المباركة وأن نكون في دير القديس العظيم الأنبا بيشوي ورئيس الدير الأنبا صرابامون مع كل الأباء الرهبان وكل الأباء الأساقفة والأباء الكهنة لكي ما نفرح جميعًا بعمل الرب في حياتنا لألهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد آمين.