سكب قارورة الطيب, وخيانة التلميذ
———————————————
إعتكف السيد المسيح طوال هذا اليوم فى بيت عنيا, بعد أن ترك الهيكل مساء يوم الثلاثاء وفى نيته عدم العودة إليه, وذلك بعد أن قال لليهود “هوذا بيتكم يترك لكم خراباً لأنى أقول لكم إنكم لا ترونى من الآن حتى تقولوا مبارك الآتى بإسم الرب (متى 23: 38-39), ونلاحظ هنا أن يسوع قال لليهود: “بيتكم” ولم يقل “بيت أبى” للدلالة على بدء تخلى رب المجد عن الأمة اليهودية التى رفضته.
ومن خلال مطالعتنا للبشائر الأربعة نلخص حوادث هذا اليوم:
إنجيلا معلمنا متى (26: 6-13), ومعلمنا مرقس (14: 3-9) يذكران لنا حادثة سكب قارورة الطيب على رأس السيد المسيح وهو متكئ فى بيت عنيا فى بيت سمعان الأبرص وتوصية تلاميذه أن يكرزوا بهذا الحدث, وهذا بخلاف طيب مريم أخت لعازر الذى كان يوم السبت وسكبته على قدمى السيد المسيح ومسحتهما بشعر رأسها فى بيت لعازر عند إقامته من الموت (يوحنا 12: 19).
الحادثة الثانية تشترك الأناجيل الأربعة فى ذكرها وهى خيانة يهوذا الأسخريوطى وإتفاقه مع رؤساء الكهنة وقواد الجند على الثمن ليسلم السيد المسيح (متى 16:14), و (مرقس 14: 10-11), و (لوقا 12: 3-6) و (يوحنا 13: 1-3).
ونلاحظ أن هذين الحدثين مختلطين ببعضهما البعض, ففى وقت واحد كانت المحبة والخيانة, وفى نفس البيت إمراة تسكب محبتها على رأس السيد المسيح بقارورة طيب غالية الثمن جداً, ورجل تفيح منه رائحة خيانته ومكشوف أمام عينى الرب الذى لم يلومه قط بكلمة أو حرف, وقد تأسف الخائن ومحب المال على ثلاثمائة دينار وهو ثمن طيب المحبة, وقبض الثلاثين من الفضة فى الظلام ثمناً رخيصاً لخيانته لمن أحبه جداً.
لماذا تطلق الكنيسة على أربعاء البصخة أربعاء أيوب؟؟
********************************************
لأن الآلام التى تعرض لها أيوب ترمز إلى آلام السيد المسيح من حيث:
1-أن تجربة أيوب حدثت بحسب حسد الشيطان له, مثل آلام ربنا يسوع بإيعاز من الشيطان الذى دخل فى قلب يهوذا وفى قلب بقية الأعداء.
2- جُرح أيوب من أصحابه الثلاثة كما جُرح يسوع من أحبائه, فمن تلاميذه من خانه, وثانى أنكره, والأغلبية هربت عند القبض عليه.
3- إنتهت تجربة أيوب لخيره, وإنتهى صلب السيد المسيح وموته بالقيامة المجيدة.
إقرأ أيضاً ...