السنوات الأخيرة في عمر الدراما الكوميديا المصرية تؤكد أننا أمام أزمة حقيقية تكشف عن أزمة في وجود سيناريو محكم ومتماسك يستطيع أن يقدم فكرة مثيرة للضحك والمتعة في آن واحد، وعلى عكس كثير من الأعمال التي تعرض بالموسم الرمضاني الحالي ويلعب بطولتها عدد من نجوم الكوميديا وجاءت مخيبة للآمال والتوقعات، نجحت أسرة مسلسل “١٠٠ وش” في تعويض الجمهور بتقديم جرعات من الضحك المغلفة بتيمة ربما تكون مكررة وكثر ظهورها في أعمال سابقة لكن يبقى التميز في كيفية تقديم توليفة مختلفة تشعر المشاهد أنه أمام فكرة جديدة من الألف إلى الياء.
هكذا يرفع فريق عمل المسلسل شعاره ببحث مؤلفيه عمرو الدالي وأحمد وائل عن مصادر الضحك التلقائي “غير المصطنع” وذلك بالإعتماد على ما يعرف في الدراما ب ” كوميديا الموقف ” وهكذا تكون الكوميديا طبيعية لا تحمل فذلكة وإجتهاد في صياغة إيفاهات سمجة أو خارجة من أجل تحقيق الهدف وهو ما بات مكشوفًا أمام المشاهد الذي بات يشاهد بعين الناقد.
كم من أعمال قدمت بالدراما المصرية والأجنبية يتناول موضوعها “النصب” وجمعت في بطولاتها نجوم كثر أو بطلان “من العيار الثقيل” بعضها أصابه الإخفاق وآخر حقق نجاحًا كبيرًا، ولكن ما الذي يجعل من مسلسل “١٠٠ وش” حالة خاصة وجاذبة عن باقي الأعمال الكوميدية المقدمة هذا العام رغم فقر الدعاية له؟
الإجابة عن هذا التساؤل تحمل الكثير لكن يمكن تلخيصها في كلمة واحدة “التحدي” من فريق العمل بأكمله، بداية من مؤلفيه عمرو الدالي وأحمد وائل خصوصًا وأن هذا العمل هو مشروعهم الثاني الذي يجمعهم معًا بعد مسلسل “الرحلة” الذي كانت الدراما النفسية هي موضوعه الأساسي لذا فأن “١٠٠وش” عمل يحمل تحدي وذكاء منهما في عدم تكرار تجربة النمط الدرامي ذاته حتى وإن كانا متفوقين بها لتفادي الملل لدى الجمهور، فقد اختارا نوعًا أكثر صعوبة وإحترافية من الدراما النفسية يتلخص في “الكوميديا” وهو أصعب أنواع الكتابة الدرامية.