البابا تواضروس الثانى فى رسالة عيد العنصرة: نصلي أن يرفع الله عن العالم الموت والوباء والغلاء وسيف الأعداء. ربنا يحفظكم ويبارك حياتكم
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد. آمين.
أقرأ مع حضراتكم جزءًا من الأصحاح الثاني من سفر أعمال الرسل “وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، 2 وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، 3 وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. 4 وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا. أعمال الرسل 1:2-4”
ونحن نحتفل بعيد العنصرة أهنئ حضراتكم وأهنئ كل كنائسنا في داخل وخارج مصر وأهنئ كل من يحتفلون بعيد الخمسين في هذا اليوم. وأهمية هذا اليوم يرجع أن الكنيسة المسيحية ولدت في هذا اليوم، ولدت في أورشليم ومنها لكل العالم. في العهد القديم الشعب كان يحتفل بعيد الفصح ثم كانوا يحتفلون بعيد الحصاد وهذا يقابله عيد القيامة وبعد خمسين يومًا عيد حلول الروح القدس وبعد عيد الفصح يحتفلون بعيد تسليم الناموس ونحن نحتفل بعيد حلول الروح القدس في هذا اليوم كل واحد من الحاضرين كانت له لغته وتاريخه يجتمعون في هذا اليوم اليهود من كل العالم وما حدث يعد شيئًا غريبًا يقول الكتاب “كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ” هذه كانت العلامة الأولى
– العلامة الثانية “ظهرت ألألسنة منقسمة على كل أحد” هذه الألسنة نعبر عنها في الأيقونات أنها مستقرة فوق رؤوس المجتمعين في العلية عندما أخذوا الوعد السابق أن الروح يحل عليهم.
– العلامة الثالثة :التكلم بألسنة
خد بالك أن ابتدأ المجتمعين من كل مكان يتكلموا بلغتهم.. في أول معجزة كانت كلام وثاني معجزة سماع
تكلم الحاضرون مع بعضهم وسمعوا عظة بطرس الروح القدس ترجم كلام بطرس الصياد البسيط وابتدأ كل واحد يسمع بلغته بطرس الرسول، وقال عظة نارية خاطب بها الجموع وأعرف أن هذه العظة تاريخية وتربوية وكرازية وأيضًا توضيحية يوضح بها الأحداث التي حدثت في أورشليم من صلب المسيح ثم قيامته وصعوده.
الحديث عن الروح القدس حديث ممتد يكفي أن الكنيسة سجلته في صلاة الساعة الثالثة أسمع مع هذا الجزء “أيها الملك السمائي المعزى، روح الحق، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل، كنز الصالحات، ومعطي الحياة، هلم تفضل وحل فينا، وطهرنا من كل دنس أيها الصالح، وخلص نفوسنا” هذه مخاطبة وهذه الصورة عن الروح القدس تجعلنا نركز على نقطتين:
1- عمل الروح القدس
2- ثمر الروح القدس
1- عمل الروح القدس
هو يعمل “أيها الملك السمائي المعزى، روح الحق، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل، كنز الصالحات، ومعطى الحياة، هلم تفضل وحل فينا” هو يعمل فينا لكن أركز علي ثلاث فئات محددة
-أول عمل: هو روح الحق والمعرفة
الإنسان في مسيرة حياته يتلوث ذهنه وقلبه وكلامه، الإنسان لا يقول الحق وبدأ الإنسان يبعد عن الحق ودخل في متاهات الكذب و الرياء والشكليات على رأي بولس الرسول “إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت فإن عشنا أو متنا فللرب نحن ” خد بالك من هذه الآية الحياة كلها حقانية تكشف زيف وخداع في العالم والإنسان ينسي أن حياته بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل فجميعنا نري البخار يظهر ثوان ويذهب، والروح القدس عندما يعمل في الإنسان يجعله شاهدًا للحق و الروح القدس يعطيني معرفة حقانية “يأخذ مما لي ويخبركم”
“أما نحن فلنا فكر المسيح” الروح عندما نطلبه يعطيك شهادة الحق “أن يكون كلامكم نعم نعم ولا لا” لكي تعيش حياتك بالصورة التي أراد الله لكل إنسان أن يعيشها. بطرس الرسول الصياد يقف أمام الجموع وتكون النتيجة أن يقابل الآلاف وهذه الآلاف تؤمن. روح الحق.
2- روح التعزية و الراحة
بمعني أنه يعطي تعزية وراحة داخلية قلبية ضميرية للإنسان الذي يتعرض لأزمات ومواقف غضب ومواقف الفشل والخسارة ولكن عمل الروح القدس أنه يعطي الطمأنينة و التعزية “عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي ” تعزياتك تجعل الإنسان كأنه عايش في متعة أو لذة، عمل الروح القدس في الأسرار يعطي شكلًا من أشكال الراحة ومن أسماء الروح القدس “روح الحق المعزي” وكلمة “المعزي” أي مثل أم بتطبطب علي ابنها فيشعر براحة ونحن في مثل ظروفنا الحالية نحتاج للاطمئنان من الله من القصص اللطيفة “أن مركب كانت تسير في البحر وكانت تغرق وكان الكل خائفًا و حولهم مياه كثيرة فابتدأ الكل يصلي لكن والجميع خائفون وجدوا طفلة صغيرة تلعب فقالوا لها لماذا لست خائفة فقالت لهم: “لأن والدي هو قبطان المركب” هكذا الإنسان عندما يشعر أن الله روح الحق المالئ كل مكان يعطيه التعزية في آلاماته كل يوم.
3-الروح يعمل عمل الوحدة
الوحدة الحقيقية تكون بعمل الروح القدس في القلوب و الأفكار، يقول في الصلاة الوداعية في يوحنا 17 “لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا” الروح القدس يعطي الوحدة في الثالوث للإنسان والوحدة في المسيح هي وحدة الإيمان ونحن نعيش لأجل تكميل القديسين وهذا الكمال لأجل أن نحيا الوحدة يقول “لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة” الروح القدس يعطينا هذه الوحدة في البيت الواحد عند تكوين أسرة جديدة في سر الزيجة، كانت أول خطوة عند المذبح ويصير الاثنان واحدًا كيان زيجي واحد وبوجود هذه الروح لتكتمل هذه الوحدة لهذا احفظ دائمًا صلاة الساعة الثالثة الإنجيل والقطع وصل بها في صلواتك “روحك القدوس يا رب الذي أرسلته على تلاميذك القديسين ورسلك المكرمين في الساعة الثالثة” وجود الروح القدس يجعل الجميع واحدًا ويقول “لكن نسألك أن تجدده في أحشائنا، يا ربنا يسوع المسيح ابن الله الكلمة” ومثل ما نقول الابن يولد من الآب و الروح القدس ينبثق من الآب مثل الشمس أيضًا شعاع النور يمثل الابن والحرارة تمثل الروح القدس “روحًا مستقيمًا ومحييًا، روح النبوة والعفة، روح القداسة والعدالة والسلطة، أيها القادر على كل شيء” هذه أعمال الروح القدس سواء في نطاق الكنيسة الصغير أو الكبير هذه هي أعمال الروح القدس:
1- روح الحق
2- روح التعزية
3- روح الوحدة علي كل مستوي
لكن هنالك شيء قيل في رسالة غلاطية وهي ثمر الروح القدس في رسالة غلاطية 22:5″وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ” هذا الثمر هو الذي يخرج منك وهذا نتيجة عمل الروح القدس فيك وهو ينشئ في حياة الإنسان فهو زرع يحتاج أرضية وهي أرضية المحبة ثمر الروح القدس لا يظهر بدون المحبة. هل المحبة موجودة فيك؟… هل لديك القدرة على حب الآخر وحب الطبيعة وتحب الحياة الأبدية أم محبتك ناقصة ؟ المحبة يجب أن تتجدد باستمرار تعطي ثمرها في حينه هذا الموقف يريد حكمة وهدوءًا هذه الصورة الحلوة الأرضية هي المحبة إن توفرت يظهر لديك ثمر الروح العظيم، الإنسان المفرح هو القادر أن يقدم رسالة فرح.
هل لديك ثمره الفرح؟ فرح الروح يعمل في داخلنا وفرح الرب هو قوتنا. ثمرة ثانية وهي السلام أنت تستطيع أن تصنع سلامًا في كل مكان يوجد شخص وجوده يسبب أزمات وغير موزون، ويوجد شخص كلمته الطيبة تريح “فطوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون” يقول أيضاً ثمرة طول الأناة وثمرة الصلاح وثمرة الإيمان والوداعة والتعفف ولا تنس الشرط والأرضية التي يعمل فيها الروح القدس”المحبة” لكي يثمر وخد بالك من كلمة ثمر الروح إذا قرأت غلاطية 5 تجد 17 نوع من الخطايا وتجد أيضاً ثمر الروح نحن نبدأ صوم الرسل بدءًا من الغد وهو صوم الخدمة نصلي من أجل بعضنا ونحن نحتفل بعيد العنصرة صباحًا في طقس جميل وفي صلاة السجدة ثلاث سجدات مثل التلاميذ عندما عاشوا هذا اليوم لا تنس أن التلاميذ بعد حلول الروح القدس “امتلأوا من الروح القدس” ومن أورشليم امتدت الكرازة لكل العالم في انطاكية وروما ومصر حتي بلاد الهند وكل الرسل انطلقوا للكرازة.
يعطينا المسيح أن نعيش هذه المشاعر ونتمتع بها. اليوم أعطيتك تدريبين:
1- احفظ صلوات الساعة الثالثة وخاطب بها عمل الروح القدس
2- اقرأ رسالة غلاطية تجد بها مفردات الجسد وثمر الروح
يباركنا مسيحنا بكل بركة روحية ونحن في ظل هذه الظروف انتشار فيروس كورونا ولكننا واثقين أن “كل الأشياء تعمل معًا للخير” كن على ثقة لكن اتبع كل التعليمات التي تصدر من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وابتعد عن الزحام و التجمعات وارتدِ الكمامة واستخدم المطهرات مع الاهتمام بعلاقتك الروحية بالله ونصلي أن يرفع الله عن العالم الموت والوباء والغلاء وسيف الأعداء. ارفع عن العالم وأعط كل هدوء