أحمد طه النقر يكتب عن الجريمة الطائفية الأخطر على الإطلاق!!.قتل شرطى الداخلية للقبطيان بالمنيا.

بغض النظر عن عدد القتلى، أعتقد أنها الجريمة الطائفية الأخطر والأبشع منذ تبنى “المؤمن” أنور السادات ذلك التيار الوهابي المجرم الذي يحتقر المسيحيين ويكفرهم ويحرم التعامل معهم أو مبادلتهم التحية ، ويحرض على إستباحة دمهم..وهو الفكر الكارثي الذي دعمته السعودية بمليارات الدولارات حتى تغلغل في كل أوصال المجتمع ومؤسساته وخاصة التعليم والازهر والأجهزة الأمنية..ولكن الإختراق الأخطر للفكر الوهابي المدمر والممول بأموال النفط ، تم عن طريق الجمعية الشرعية الإسلامية وغيرها من الجمعيات الدينية التي تفرغت لنشر الفكر السلفي الوهابي تحت ستار الأعمال الخيرية والمساعدات الإنسانية والأنشطة التعليمية التي شملت إنشاء آلاف المدارس الإسلامية الخاصة التي يديرها سلفيون أو متأسلمون والتي لا تقبل طلاباً مسيحيين ولا يُرفع فيها علم مصر أو تُؤدى له التحية..ونتيجة لفساد الدولة وغيابها أو تغييبها ، وخاصة في الأقاليم ومحافظات الصعيد البعيدة عن العين والقلب، تحولت مصر الى مجتمع سلفي متخلف بإمتياز وتفشى الجهل والتعصب وكراهية الآخر وتصاعدت أعمال العنف الطائفي التي استهدفت المسيحيين ك”كفار” أو حلفاء للحكومة ( وهنا تبرز مسئولية وأخطاء الكنيسة؟!!) ..من دون هذا التمهيد ، لم يكن من الممكن تقديم تفسير مقنع أو قريب من الصحة لجريمة إقدام شرطي على قتل مواطن مسيحي وابنه بسلاحه الميري وبدم بارد ، وأمام الكنيسة المكلف بتوفير الحماية والأمن لها ول”شعبها”!!..وذلك يؤكد أن هناك مشاعر “كراهية دفينة ” ضد المسيحيين لدى أفراد الشرطة وخاصة صف الضباط الذين اخترقهم التدين السلفي الشكلي وأقنع الكثيرين منهم بأن “النصراني” يمكن قتله ودفع ديته..والمثل الشعبي يقول ” اللي تعرف ديته إقتله”!!..والحقيقة أنني منذ قرأت خبر هذه الجريمة المروعة وشاهدتُ الفيديو الخاص بها وأنا أتساءل في حزن وكمد “ألم يكن من الممكن أن يكتفى القاتل بقتل الأب أو الإبن فقط ويترك أحدهما للأم الثكلى أو الأرملة المكلومة!!..والأغرب من ذلك سؤال آخر مازال يطاردني ويسيطر عليِّ هو مَن من الأب والأبن قُتل أولاً؟!!..بل بلغ خيالي المصدوم حد تمني أن تكون رصاصات القاتل قد أصابت الأب أولاً حتى لا يُقتل الأب مرتين..مرة وهو يرى أغلى ما في حياته يسقط أمامه مجندلاً برصاصات الغدر ، ومرة وهو يتلقى بقية الرصاصات في صدره!!..طبعاً من العبث أن نتصور أن تطوف مثل هذه الأفكار الإنسانية بعقل وقلب وحش جاهل وطائفي متعصب مثل ذلك القاتل ، ولكنه بؤس الأحوال وفقر الفكر وسوء البلوى والعاقبة التي أغرقنا فيها مشروع السادات الوهابي الكارثي!!..ولن يكون هناك مخرج من هذا المستنقع إلا بمحاكمة تاريخية وطنية لعصر السادات ومشروعاته الكارثية!!..

منقوووول