بعد أن أصدر دقلديانوس مراسيمه باضطهاد المسيحيين في جميع أنحاء الدولة الرومانية، جال الولاة والجند يلاحقون المسيحيين بأشد صنوف التعذيب حتى يُبَخِّروا للأوثان، ومَنْ يثبت على إيمانه يقتلوه.
من أشد هؤلاء الولاة قسوة على المسيحيين كان الوالي إريانوس والي إنصنا (298-303 م.)، الذي صار شهيدًا فيما بعد، وتُعَيِّد له الكنيسة بتذكار استشهاده في اليوم الثامن من شهر برمهات 8 برمهات.
وتعتبر مدينة أسنا من أكثر المدن التي قدَّمت شهداء بالألوف من نفوس المسيحيين على يد الوالي إريانوس وجنوده؛ فقد قام الوالي أريانوس وجنوده باضطهاد المسيحيين في مدينة إسنا على عدة دفعات.
في الدفعة الأولى استشهدت الأم دولاجي وأولادها الأربعة، وفي الدفعة الثانية استشهد أربعة أراخنة، أما الدفعة الثالث فاستشهدت الشهيد الرشيدة، التي أرشدت الوالي إلى مكان المسيحيين في جبل أغاثون، وقُتِلَ عدة آلاف من المسيحيين، وهم معظم سكان مدينة إسنا، وذلك في مذبحة، توجه بعدها الوالي إريانوس وجنوده إلى مدينة أسوان.
أثناء عودة الوالي وجنوده من أسوان، دخل مدينة إسنا فلم يجد فيها أحدًا، وسار إلى بحري المدينة، فوجد ثلاثة رجال فلاحين شجعان لم يستشهدوا مع شهداء إسنا. وأسمائهم: صوروص – أنطوكيوس – مشهدرى). وما أن التقوا بالوالي وجنوده حتى صرَّحوا بأنهم مسيحيين. فأشار الجنود للوالي على الثلاثة فلاحين، أجابهم الوالي: “لقد غمدنا السيوف التي أغمادها” (أي أنهم تركوا السيوف في قلوب الشهداء)، وهنا ظهرت شجاعة الثلاثة فلاحين الشجعان وحبّهم للاستشهاد، فقالوا للوالي: “اقتلنا بفئوسنا”! فأمر الوالي جنوده بقتلهم بالفئوس، وقطعوا رؤوسهم على حجر كبير كان في ذلك المكان. ونالوا إكليل الشهادة في اليوم الحادي عشر من شهر توت المبارك 11 توت. بركة صلواتهم فلتكن مع جميعنا. آمين.