“عمر محمد علي الكومي”.. إن كنت من قرية كفر حكيم التابعة لمركز كرداسة، فلا بد أنك تعلم هذا الطفل صاحب الـ 15 عاما، والذي تحمل مسؤولية والدته وشقيقاته الـ 3 بعد وفاة والده “محمد الكومي”، منذ 4 سنوات، تعرفه بخفة الدم و”الرجولة” التي تمتع بها هذا الطفل، الذي كان مقررا له الالتحاق بالصف الثاني الثانوي.
“سابق سنه” هكذا وصفه أحد أقاربه.. مواقف كثيرة أثبت فيها الطفل أنه حافظ على عهده مع والدته بتحمل المسؤولية، لكن كل هذا انتهى.. نعم انتهى الخميس الماضي بطلقة في رأسه، أحدثت فتحتي دخول وخروج، وفاضت روحه إلى ربه تشكو غدرًا لاقته، لاحقا بوالده وتاركا أما ثكلى و3 شقيقات كنّ يعتبرنه أبًا بعد الأب.
“خالد الكومي” ابن عمة المجني عليه، روى لـ”الوطن” ملابسات حادث مقتله، بقوله إنهم وفي حدود الساعة 12 ظهر الخميس الماضي، علموا أن شخصا استولى على قطعة أرض خاصة بأسرة “عمر” وتقع فى مدخل القرية، بعدها توجه “عمر” مع أقاربه لاستطلاع الأمر، ووقعت مشادة بينهم وبين مستأجر الأرض والذي قال “الأرض بتاعتي وأنا أخدتها خلاص”.
وأضاف “خالد” : فجأة واحد من اللي كانوا واقفين معاه ضرب علينا نار بشكل عشوائي من بندقية كانت معاه، وجرينا نستخبى ورا العربية بتاعتنا.. (عمر) وهو بيجري أخد طلقة فى راسه عملت فتحتى دخول وخروج ووقع على الأرض. وتابع: شلناه وروحنا بيه مستشفى خاصة فى أكتوبر عشان نحاول ننقذه، وبعد 6 ساعات توفي، متأثرا بإصابته.
وفى جنازة مهيبة شيع آلاف من سكان القرية والقرى المجاورة لها جثمان الطفل المجني عليه، مساء الجمعة الماضية، بعد انتهاء الطب الشرعي من التشريح، نفاذا لأمر النيابة العامة في القضية.
وأجرت الأجهزة المختصة تحقيقاتها فى الواقعة، وألقت القبض على المتهم بإطلاق النار على “عمر”.
وبالعودة لـ”عمر” فإنه تحمّل مسؤولية البيت بعد رحيل والده، وكان عمره حينها 11 عاما.. “أنت راجل البيت وتحمي أخواتك”.. هكذا كانت تتحدث والدته له، ولم تكتف بذلك بل ألحقته بالعمل فى الإجازة الصيفية بشركة كان يعمل فيها والده، فضلا عن “طاحونة” يملكها عمه، حتى “يشتد عوده”.
ودشن العشرات من أقارب وزملاء “عمر” حملة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” مطالبين بالقصاص والثأر له.. وتباشر الجهات المختصة التحقيقات مع المتهمين فى الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة.