ي مثل هذا اليوم تنيح القديس أنبا ابرام بابا الإسكندرية الثاني والستون , كان هذا الآب من نصارى المشرق, وهو ابن زرعة السرياني وكان تاجرا ثريا وتردد علي مصر مرارا وأخيرا أقام فيها , وكان بتحلي بفضائل كثيرة, منها الرحمة علي ذوي الحاجة, وشاع ذكره بالصلاح والعلم , وعندما خلا الكرسي البطريركي, اجمع رأي الأساقفة والشيوخ العلماء علي اختياره بطريركا, فلما جلس علي كرسي الكرازة المرقسية وزع كل
وفي زمان هذا الآب كان للمعز وزيرا اسمه يعقوب بن يوسف, كان يهوديا واسلم, وكان له صديق يهودي, كان يدخل به إلى المعز أكثر الأوقات ويتحدث معه, فاتخذ ذلك اليهودي دالة الوزير علي المعز وسيلة ليطلب حضور الآب البطريرك ليجادله, فكان له ذلك, وحضر الآب ابرام ومعه الآب الأنبا ساويرس ابن المقفع أسقف الاشمونين, وأمرهما المعز بالجلوس فجلسا صامتين, فقال لهما “لماذا لا تتجادلان?” فأجابه الأنبا ساويرس “كيف نجادل في مجلس أمير المؤمنين من كان الثور أعقل منه” فاستوضحه المعز عن ذلك, فقال إن الله يقول علي لسان النبي “إن الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف (اش 1: 2)”ثم جادلا اليهودي وأخجلاه بما قدما من الحجج الدامغة المؤيدة لصحة دين النصارى, وخرجا من عند المعز مكرمين, فلم يحتمل اليهودي ولا الوزير ذلك, وصارا يتحينان الفرص للإيقاع بالنصارى, وبعد أيام دخل الوزير علي المعز وقال له إن مولانا يعلم إن النصارى ليسوا علي شيء, وهذا إنجيلهم يقول “لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل” ولا يخفي علي أمير المؤمنين ما في هذه الأقوال من الادعاء الباطل, وللتحقق من ذلك يستدعي البطريرك لكي يقيم الدليل علي صدق دعوى مسيحهم, ففكر الخليفة في ذاته قائلا “إذا كان قول المسيح هذا صحيحا, فلنا فيه فائدة عظمي, فان جبل المقطم المكتنف القاهرة, إذا ابتعد عنها يصير مركز المدينة أعظم مما هو عليه الآن, وإذا لم يكن صحيحا, تكون لنا الحجة علي النصارى ونتبرز من اضطهادهم, ثم دعا المعز الآب البطريرك وعرض عليه هذا القول, فطلب منه مهلة ثلاثة أيام فأمهله, ولما خرج من لدنه جمع الرهبان والأساقفة القريبين, ومكثوا بكنيسة المعلقة بمصر القديمة ثلاثة أيام صائمين مصلين إلى الله, وفي سحر الليلة الثالثة ظهرت له السيدة والدة الإله, وأخبرته عن إنسان دباغ قديس, سيجري الله علي يديه هذه الآية, فاستحضره الآب البطريرك وأخذه معه وجماعة من الكهنة والرهبان والشعب, ومثلوا بين يدي المعز الذي خرج ورجال الدولة ووجوه المدينة إلى قرب جبل المقطم, فوقف الآب البطريرك ومن معه في جانب, والمعز ومن معه في جانب أخر, ثم صلي الآب البطريرك والمؤمنون وسجدوا ثلاث سجدات ، وفي كل سجآدة كانوا يقولون كيرياليسون يا رب ارحم ، وكان عندما يرفعيبررؤوسهم في كل سجدة يرتفع الجبل, وكلما سجدوا ينزل إلى الأرض, وإذا ما ساروا سار أمامهم, فوقع الرعب في قلب الخليفة وقلوب أصحابه, وسقط كثيرون منهم علي الأرض, وتقدم الخليفة علي ظهر جواده نحو الآب البطريرك وقال له, أيها الأمام, لقد علمت الآن انك ولي, فاطلب ما تشاء وأنا أعطى, فلم يرض إن يطلب منه شيئا, ولما ألح عليه قال له “أريد عمارة الكنائس وخاصة كنيسة القديس مرقوريوس (أبو سيفين) التي بمصر القديمة, فكتب له منشورا بعمارة الكنائس وقدم له من بيت المال مبلغا كبيرا, فشكره ودعا له وامتنع عن قبول المال فازداد عند المعز محبة نظرا لورعه وتقواه, ولما شرعوا في بناء كنيسة القديس مرقوريوس, تعرض لهم بعض الأشخاص, فذهب المعز إلى هناك ومنع المعارضين, أستمر واقفا حتى وضعوا الأساس. كما جدد هذا الآب كنائس كثيرة في أنحاء الكرسي المرقسي ، ولما أكمل سعيه تنيح بسلام بعد إن جلس علي الكرسي ثلاث سنين وستة أيام. صلاته تكون معنا أندد ن جلس علي الكرسي ثلاث سنين وستة أيام. صلاته تكون معنا ولدد ند