يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسعى ديمقراطيا جديدا لعزله من المنصب بعد أن شجعت كلماته بعض أنصاره على اقتحام مبنى الكونجرس الأسبوع الماضي، وفي الوقت نفسه زادت عزلة الرئيس الغاضب بعد أن أوقفت شركة تويتر حسابه الشخصي في الأيام الأخيرة لإدارته.
وأوقفت تويتر حساب ترامب نهائيا في ساعة متأخرة أمس الجمعة وحرمته من التواصل مع متابعيه الذين يصل عددهم إلى قرابة 90 مليون متابع.
وأشار موقع التواصل الاجتماعي الشهير إلى أن قراره ينبع من مخاطر التحريض على مزيد من العنف بعد 3 أيام من حث ترامب آلافا من أنصاره على السير إلى الكونجرس أثناء عقد جلسة للتصديق على هزيمته أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن .
وأسفرت الفوضى الناجمة عما حدث والتي أصابت العالم بالصدمة عن مقتل أحد عناصر الشرطة وأربعة آخرين.
وكان استخدام ترامب ل تويتر بكثافة جزءا أساسيا من حملته الانتخابية عندما أحدث تغييرا في الحزب الجمهوري وانتصر على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016. ودأب ترامب على استخدام الموقع منذ ذلك الحين لإشعال حماس قاعدته السياسية ومهاجمة من يعارضونه.
وظلت شركة تويتر تقاوم ضغوطا لتعليق حساب ترامب لوقت طويل. لكنها قالت مساء أمس الجمعة إنها علقت الحساب نهائيا “بعد مراجعة دقيقة” لتغريدات الرئيس الأخيرة “بسبب خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف”.
وفي وقت لاحق، استخدم ترامب حسابا حكوميا رسميا على تويتر لانتقاد الشركة متوجها بالحديث إلى “الوطنيين العظماء” الذين صوتوا له وعددهم 75 مليونا وقال “لن يتم إسكاتنا”. وذكر ترامب أنه يفكر في تأسيس منصة تواصل اجتماعي خاصة به.
وسرعان ما حذفت تويتر المنشورات وعلقت حساب حملة ترامب بعد قليل.
ويأتي التعليق بعد يوم من مقطع فيديو عبّر من خلاله ترامب عن إدانته للعنف الذي حدث يوم الأربعاء وتعهد بنقل سلس للسلطة.
مطالبات بالتنحي
قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أمس الجمعة إنه في حالة عدم تنحي ترامب، فإنها أصدرت تعليمات للجنة القواعد في المجلس بالمضي قدما في تحرك لمساءلته بغرض العزل استنادا إلى التعديل رقم 25 في الدستور الأمريكي والذي ينص على عزل الرئيس عندما يكون غير قادر على القيام بواجباته الرسمية.
واتهمت نسخة من مسودة بنود المساءلة يتداولها أعضاء الكونجرس فيما بينهم ترامب “بالتحريض على العنف ضد حكومة الولايات المتحدة” في محاولة لقلب نتيجة الانتخابات التي خسرها أمام بايدن.
وأرسل ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ مذكرة إلى أعضاء المجلس الجمهوريين تتضمن جدولا زمنيا مفصلا لعقد محاكمة بغرض العزل. وأشار إلى أن المجلس سيَعقد في 19 يناير كانون الثاني أول جلسة عمل له وأنه يحتاج إلى موافقة كل الأعضاء البالغ عددهم مئة للاجتماع في موعد سابق لهذا، مما يعني أن المحاكمة لن تبدأ قبل أن يخرج ترامب من المنصب وذلك حسبما قال مصدر اطلع على الوثيقة.
وقال جود دير المتحدث باسم البيت الأبيض “عزل الرئيس دونالد ترامب قبل 12 يوما من انتهاء رئاسته لن يؤدي إلا لزيادة الانقسام في البلاد”.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/ إبسوس يومي الخميس والجمعة أن 57% من الأمريكيين يرغبون في إزاحة ترامب عن المنصب فورا في أعقاب العنف.
وتسبب دور ترامب في التشجيع على الفوضى يوم الأربعاء في صدع آخذ في الاتساع داخل الحزب الجمهوري.
وقال بن ساس، وهو سناتور من ولاية نبراسكا ينتقد ترامب كثيرا، لقناة (سي.بي.إس نيوز) إنه سيفكر “حتما” في العزل لأن الرئيس لم يحترم يمين توليه المنصب.
وقالت السناتور الجمهورية ليزا مركاوسكي أمس الجمعة إنه ينبغي على ترامب التنحي فورا، وإنه إذا لم يكن بمقدور الحزب الجمهوري النأي بنفسه عنه فإنها غير متأكدة من استمرارها بالحزب.
وأضافت لصحيفة آنكوريدج ديلي نيوز أنها ترغب في خروج ترامب من المنصب وقالت “لقد تسبب في ما يكفي من الضرر”.
ولم يتضح ما إذا كان المشرعون سيتمكنون من عزل ترامب من المنصب لأن أي مساءلة ستؤدي إلى محاكمة في مجلس الشيوخ الذي لا يزال الجمهوريون يتمتعون بنفوذ فيه كما يتعين تصويت ثلثي أعضاء المجلس البالغ عددهم مئة بإدانته حتى يتسنى عزله.
وأجرى مجلس النواب مساءلة لترامب في ديسمبر 2019 لأنه ضغط على الرئيس الأوكراني حتى يجري تحقيقا بشأن بايدن لكن مجلس الشيوخ برأ ساحته في فبراير شباط 2020.
ولتفعيل التعديل رقم 25، يتعين على مايك بنس نائب الرئيس وعلى أغلبية حكومة ترامب إعلانه غير قادر على أداء واجبات الرئاسة.
وقال أحد المستشارين إن بنس يعارض فكرة استخدام التعديل.